لنحاول مجددا

783 39 29
                                    

انها ليلة الميلاد.

اعتادت اوزوماكي كارين ان تسافر في مثل هذا الوقت الى فيينا حيث تعيش اختها غير الشقيقة، لتقضي اجازة الميلاد معها.
ولكنها في هذا العام بالذات، شعرت انه من واجبها جعل هذه الليلة مميزة وان تصنع ذكرى جميلة لها ولخطيبها..لذلك قامت بدعوته للعشاء في منزلها.

قد تتساءلون : اليس من المفترض ان يقوم هو بدعوتها لشعاء فاخر في مكان ما ؟
حسنا في الحقيقة الامر ليس انه لم يرد ذلك..بل الامر انه لم يستطع فعل ذلك.
لقد كان مسافرا الى صديقه (جوغو) الذي يقطن في شيكاغو، وحيث ان الاحوال الجوية هناك لم تكن على ما يرام لم يكن سويجتسو واثقا من قدرته على العودة في الوقت المناسب.
ومع ذلك، هو لم يرغب بان يرفض دعوة خطيبته اللطيفة..لذلك اجاب ب (نعم) متجاهلا الاحتمالية الكبيرة بانه لن يعود قبل منتصف الليل.

لقد كانت كارين فتاة منظمة جدا، وقد كانت تنتظر من الاخرين ان يكون كذلك ايضا..لذا هي جهزت لكل شيء قبل ساعة كاملة من الموعد المحدد لوصول سويجتسو..وبعد ان انهت ذلك، كانت جالسة بكامل زينتها بانتظاره..ولكنه..لم يأت !
لقد طال انتظارها حقا، لقد مرت ساعات طويلة..ومع ذلك هي ظلت تتأمل ان يطرق الباب في اي لحظة، ولا داعي لذكر عدد المرات التي تفقدت فيها هاتفها بانتظار مكالمة او رسالة او اي اشارة تأتي منه..
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبا، كانت كارين تكاد تغفو على أريكتها..
وتماما بعد ان دقت الساعة الثانية عشر..اضاء هاتفها معلنا وصول رسالة نصية..
التقطت كارين هاتفها بلهفة وهي تشتم سويجتسو بداخلها، وقبل ان يتسنى لها فتح الرسالة سمعت جرس الباب..

وقفت والهاتف لا يزال بيدها..اتجهت نحو الباب لتقوم بفتحه..

لم تكن كارين لتتخيل حتى في اكثر احلامها خيالية ان يكون الطارق في هذه الليلة، في هذه الساعة، في هذه اللحظة هو...
يوتشيها ساسكي !

تسمرت كارين امام الباب..القت نظرة خاطفة على هاتفها لتقرأ بسرعة النص الصغير المكتوب فوقه : كل عام وانتي بخير حبيبتي، واسف جدا لكنني لن اتمكن من الحضور.

رفعت رأسها مجددا، كان ساسكي يقف هناك بملامح متوترة واثار السفر لا تزال على وجهه..
حدقت كارين في الضيف الغير متوقع، وشعرت بكمية هائلة من المشاعر تتدفق بداخلها..
كان ساسكي مرتبكا من ردة فعلها..فتح فمه ليتكلم : اعلم انك لا ترغبين برؤيتي وترغبين بصفعي وقول اني وغد كبير و...

قبل ان يتم ساسكي جملته تراجع الى الخلف منصدما حين القت كارين نفسها عليه واحتضنته بقوة..

ظل في مكان يحدق في الفراغ..انزل راسه قليلا ليشاهد كتلة الشعر الاحمر التي تغطي وجه كارين..متساءلا في نفسه ما مناسبة هذا العناق الحار ؟!

مذكرات مراهقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن