٢٣| مراقبٌ .

1.8K 146 34
                                    

في طريقِ خروجهِ من برجِ الغربان ، لفحته الشمس لكنها لم تكن دافئةً كما عهدها قبل سويعاتٍ قليلةٍ في تجواله وشعر بالجو فجأةً باردًا اكثر مما كان عليه قبلًا
وحينَ رفع رأسه الى السماء وجدها داكنةٍ مكهفرة ، تنذر بليلة مطيرة سيئة
استحال كل شيءٍ عاتمٌ وقاتِم ، وتساءل بصمتٍ عن المدةِ التي مكثها في برجِ الغربان
هذا جعله يشد بقميصه الابيض على نفسه ويسارع بخطواته ، لايزال صوت نعيق الغربان يتتبعه بينما هو يبتعدُ بخطً واسعةً عن البرج فبدت كهرولة بطيئة وشعر بنفسهِ بين حركته وتلفته بين فينةٍ واخرى انه مراقبًا من بين كل هذا ، فبحذر اجآل ببصره .. لم يبدوا ان الطريق الخاوي عدا عن سبعة مجندين منشغلين باسلحتهم يحوي على من يراقبه ، لكن ذلك الشعور لايزال يقبض على قلبهِ من جديد وشعر بقشعريرةٍ تنتابه فبدأ يسير مستعجلًا يتبع اثر ذئبه الامهق الذي اخذ يآن بعجز وهو يرى الغربان تطفو بالاعلى بعيدًا عن متناول اسنانه بينما هم بدورهم يبتعِدون عنها مرورًا بالابنية التي عمّ السكون عليها

ضوضاءٌ صدرت من اثر احتكاك الابواب والمقاعِد في مخزن الاسلحة واحاديثٌ جانبيةٌ تروىَ لكن لا تُسمع ، بينما صيحات اللوردات الموبخة بين حينٍ واخر تعلو وتخبو
شعره الذي اُعتيد عليه من قِبل الجميع فلم يَعُد مثيرًا للإهتمام مثلما كان قبلًا انسدل على جبينه بينما ينعطف في زقاقٍ جانبي في محاولة لتضليل الاعين التي تتربص بهِ خفيةً
لكن تلك الاعين لا يزال يُحس بها تتبعه وشعر بالذعر لأول مرة لأنه لا يعرف من اين سيل النظرات يجيء ، اسرع في سيره ثم ركض من خلال الزقاق الطويل ليصل الى نهايته ويستند على ركبته يلهث وهذه المرة شعر بالاعينِ مسلطةً عليه وإنما من مسافةٍ قصيرة .. صاحبها لا يبعد عنه الكثير الذي يُذكر ، حينما رفع رأسه بترقب ليعرف صاحبها فتح فمه بدهشةٍ لرؤيته لغراب ذي عيونٍ حمراء دموية يجلس على مأسورةِ ماءٍ تقطر مخلفةً ارضًا قذرة ومستنقعًا احاطته الحشرات ينظر اليه بنظرةٍ اقشعر لها بدنُه
"غرابٌ لعين." شتمه وبحث بعينه عن حجرٍ وتناوله بيده ثم صوبه نحوه ورماه ، رفرف الغراب بجناحيه حينما اخطئ سايروس الضربة وعاد ساكنًا في مكانه لا يهابُه

"غريب." تمتم سايروس بخفوت وتناولَ حجرًا اخر ليلقيه عليه ، لكنه لسببٍ ما افلت الحجر ساخرًا من ردة فعله المبالغِ فيها تجاه الغراب ، تلمس جبينه الذي يتصبب عرقًا وهمس اسفل انفسه "ما خطبي؟."

ثم رفع رأسه الى الغراب ينظر اليه لأخرِ مرة قبل ان يجتاز السياج المجاور لزقاق خارجًا منه دون ان يلتفت وراءه مرةً اخرى

****

"هل قال لك شيئًا بعد ان اعطيتها له؟." فاحت رائحة البيرة سيئة الطعم التي اشتهرت بها مهاجع حرس المدينة ، فكر سايروس بصمتٍ وهو يتابع السير الين بعينيه ؛ يحمل كوبًا منها ويدور في الارجاء بحثًا عن شيءٍ ما انه لا يفضل تذوقها ولا في اي حالٍ من الاحوال ، ليسَ وكأنه لا يفضل شرب البيرة والاستلقاء بتكاسلٍ اغلب الوقت مثل هذا السير المسن لكن الامر ان هذه البيرة ليست كغيرها ، في الواقع انهم هنا سيئون بصنعها حقًا ويفضل تذوق بيرة جاره غاريث على معاودة شربها مرة اخرى

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن