٣٩| النبوءة.

1.9K 82 150
                                    

﴿ وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ اجعَل هذَا البَلَدَ آمِنًا﴾

اللهم اصرف عنا الوباء والأمراض
والشر و الأذى اللهم أدم علينا الأمن
في الأوطان و الصحة في الأبدان

- تصويت ، وتعليق ، وتعليق بين الفقرات

* دائمًا من القيم لي ان اجد تعليقات من قرائي ، ففي النهاية هم سبب كتابتي ومتابعتي للكتابة اصلًا.

**

كانت الرطوبة تغشي المكان ، لا شيء من الضوء يدخل ، لكن عينيه قد اعتادتا الظلام بالفعل، تحدقان في نقطةٍ عمياء من الجدار يتلو صلاةً بلسانه الذي جف. مفاصل اصابعه كانت داميةً و ملابسهُ قذِّرة عفنة ، كالعفن الذي غشي الزنزانة بالقش الذي يجلس عليه بسبب الرطوبة.

المعدن الصلب ضد بشرته الذي يبقيه في مكانه كان يصيق الخناق على رسغه وكاحله بقوةٍ ، وكان الآلم الحقيقي كان برودة الاغلال التي أكلها الصدأ لكنها لم تضعف بعد. اصعب ما في الأمر هو الوحدة التي عاشها لستِ أيامٍ متاولية بلا انقطاع ، لا طعام الا قطعة خبزٍ تصمت بطنه ولا تشبعه تلقى من مكانٍ ما عليه ، حتى انه اضطر للعق الجدار يشرب من الماء المتسرب من خلال الحجارة حتى اوتي بالماء في وقت لاحق ، فأما عن رفيقه فهو لا يدري اين هو وكيف حاله ، اقترب من الجدار ووضع لسانه عليه يحاول شطف الماء بشفتيه المتشققتين الشابتين ، و ابتعد بسرعة عندما سمع صوت خطوات عدة تضرب الأرض ، فتح الباب و غشي ضوء النار وجهه ، كان هنالك فارس بلا ملامح كشر هو بوجهه ، و فتح السجانون الباب ، محلين أغلاله ، قبل ان يستوعب كان سطل ماءٍ سكب عليه جعله يسقط على الارض مجددًا ، انهضه السجان الاقرب و دفعه امامه "تحرك." ليسير والماء يقطر من جسده
لم يكن يستطيع ان يرى شيئًا فقد اصيب بالعمى اللحظي بسبب الضوء المفاجئ ، ساقوه دفعًا ليصعد الدرج ، ثم يمشي في ممرٍ ضيق حتى اصبح اوسع ، ليدخله الفارس بعدها الى غرفةٍ واسعة اكثر من زنزانته ، تنتصفها طاولة ، يجلس في طرفٍ منها رجل يظهر انه طويل حتى دون ان يقف مشغول البال للحظة ، لكن عينه حطت عليه سريعًا.

لم يكن بالغرفة مدفئةٍ موقد ، مجرد شموع في الزوايا وعلى الطاولة ليبقيا الرؤية واضحة ، لأن النوافذ التي يتسلل منها اشعة الشمس التي لم يرها كانت موصدة ، اقتاده الفارس ليجلسه دون كلمة على المقعد و يقف هو وراءه

دون مقدمةٍ قال اللورد آرن "لا تدع نفسك تموت بغباوة .. اخبرني ايها الغر ، لماذا فعلت ما فعلته؟."
كان هناك نبيذ يرتشف منه اللورد ومعه رسالة منفوضةٌ من قبل "اختر كلماتك بعناية يا فتى."

لم ينبس بكلمة ، فقال اللورد "امك.. هل تعرف اي خطئٍ غبي فعله ولدها؟. هل تعرف ان حد السيف قريبٌ جدًا من رقبته؟"

نظر له بعينين متفاجئتين للحظة ، لكن البرود و االبلادة عادة له مجددًا ونطق بصوت خشنٍ بسبب صمته لمدة طويلة "انا فعلت ما توجب علي فعله ، واجبي..."

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن