٣٠ | ضباب أزرق

1.2K 120 32
                                    

فوت + تعليقات بين الفقرات
اروني الحب الذي استحقه 🌚❤️

الأفق طويلٌ وهادئ , بدد وقع الصمت اللحظي في رأس سايروس تطاير ندفٍ ثلجية غطت الجسر وتركت موقعها بمجرد ان حط الجسد العملاق على الأرض , فجف حلقه واندفع الدم في عروقه ساخنًا اسفل اليد التي يضغط عليها . سريعًا العرق تكون في يديه الاثنتين كردِ فعلٍ اول وجعلها رطبة ودبقة رغم كونها مندسةً تحت طبقةٍ من الجلد والفرو

حط ارضًا منحنيًا على الجسد الضخم يضع رأسه على صدره الذي لا يدري اين هو كي يسمع دقات القلب , و صاح بمجرد ان رأى حصانٌ يقترب منهما "توقف , انه لا يؤذي , كف عن الاطلاق.."

التزم الصمت بعدها حينما ادرك الا نفس ولا نبض يحمله الصدر تحته , فأبتلع ريقه ورفع رأسه عن صدره ثم سحب السهم من رقبة الجثة الباردة على نحو سريع و الخاوية بلا روحٍ تبقيها دافئة وانفجرت الدماء منها منبثقةً فوق الثلج الهش مختلطةً بدماء الكائن الظلي الشيطاني والطميّ القذرِ

"سايروس هل انت بخير؟هل اُصبت بأذاء ؟"

استبق صوت ادوارد جسده ، فظهر صاحبه يشق الجمع بسهولةٍ وانسيابيةٍ ووضع يده على كتفه ، فلم يكن من الأخير سوى ان همس بصوت خافت لكن ثابت "لقد انقذني."

ثم نهض واققًا دون أي مساعدة ,ملامحه معتمةٌ وخاوية عدا عن نظرةٍ صلبةٍ وقاسية ، عينيه الذئبيتين بحثتا عن الجثة الأخرى ليجد السيل يجرفها , فظل يراقبها الى ان اختفت خلف الضباب الأزرق الرطب

"ما الذي انزله الى هنا؟"

"لا شك بأنه ناجٍ من معركتهم الدامية , قبل أيام قضوا على سكون ليلنا بصراخهم."

"اييييه ! انها سنةُ هذا العالم النتن."

"احرقوا الجثة." آمر اللورد آرن

نزل أرثر من على حصانه وترك نورث ينساب منه ويقع ارضا بكل نعومة ليركض من بين الاقدام وينزوي , و اقترب أرثر من الجثمان الثقيل وعد الجراح الخمسة الطازجة من اسهم السير دارين والفارس , لكنه توقف حينما شاهد الكاحلين مصفدين باغلالٍ ثقيلة ودون تفكير اقترب منه ولمس قماش قميصه الثقيل إزاء الدرن والعرق المكون لطبقة سميكة غطت القماش وزادته سمكًا على نحو صلب لا يثنى

سأله اللورد فلورنت بعد ان ترك التحديق بسايروس الجامد "ما اللذي تفعله؟"

"انظر." شق ارثر القماش الرث كاشفًا عن جراح سياطٍ غائرة , لم تدمل بعد و قد تركت اثرًا قبيحًا ازرق وقرمزيَّ واسود على البشرة القمحية , بدت الدماء السائلة من جراحه يابسةً وقد اكسبت باقي البشرةِ الخالية من الجراح لونًا بنيًا واسود

فأقترب فلورنت هو الاخر يتفقد الجسد من رأسه حتى اخمص قدميه وتبادل نظرة ذات مغزى من أرن قبل ان يكرر الأخير امرهُ "اسحبوا الجثة بعيدًا واحرقوها ، احرصوا على الا يبقى منها شيئًا."

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن