٢٥ | حكايات الساحرة

1.7K 134 42
                                    

صوت + استمتع + علق :





جالت اصابع اللوردِ ادوارد فوق الخريطة القماشية المتموضعة فوق الطاولة التي تفصل بينه وبين آرن متجهم الملامح في ترقبٍ تامٍ لرأي ادوارد ، كان طريق الحسناء الذي سلكه بيلساس سابقًا -او هذا ما يخمنونه- اعلن جوالوا آرن انه استخدِمَ مؤخرًا بطريقةٍ فردية لا جماعية ، ربما يكونون حفنةً من القرويين وربما من بقايا الهمج والمتدينين لذا لا يمكن المخاطرة خصوصًا وان عددهم قليلٌ

تنهد ادوارد ورفع عينه الى آرن دون ان يغير وضعيته ولا ان يبعد اصابعه عن البقعةِ القابعين فيها بجانبِ مجرى السيل المتقاطع بمياهِ النهرِ العذبة

"اين هم على ايةِ حال.؟"

"في مسافةٍ بعيدةٍ عن المعاقِل وحتى القُرى المجاورة حول هذه المنطقةِ بالذات ، يقول السير دارين انهم هناك بمطلبٍ من بيلساس."  احاط باصبعه البقعةُ التي يقصدها ورسم دوائر وهميةٍ حولها

"حسنًا حسنًا ، حسنٌ فعلت فلنسلك الطريقَ الذي تريد." ارجع ادوارد رأسه الى الخلف

"ايًا كان المكان الذين هم فيه ، اتمنى ان يكونَ محاطًا بتضريسَ استراتيجيةً تقيهم شر المطرِ والخطر."

"معك حق .. الشتاء حلّ في غيرِ موسمه هذا العام."

همهم و انشغل بتجميعِ اقلامه بعدما لفّ رسالته التي كتباها وادوارد معًا بعنايةٍ بغية ارسالِها الى مجلس الملك الاصغر كتقريرٍ يسلمانه عن حال المنطقةِ واوضاعِها كافةً ، الشيءُ الايجابي الوحيد المذكورُ فيها ان لا أثر لأي مخلوقِ ظلٍ رغم كونِ الشمس مندسةً تحت اطنانٍ واطنانٍ من الغيوم السوداء الكثيفة ، عدا عن ذلك فالارضُ وعرة ومتعرجة و شأت ان تهدم الطرق بفعل جريانِ السيلِ العنيف والذي هدّ بفعلتِهِ السدّ كما هو متوقعٌ على ايةِ حال

ارتماء ادوارد على مقعدهِ يخفيّ وجهُهُ اسفل كفيهِ الثقيلين وتنهد تنهيدةٍ ثقيلة مفعمةٌ بالهموم التي تضاهيها ثِقلًا ، قال آرن متوقفًا عن محاولةِ مسح بقايا الشمعِ الذائب المسكوبِ على الطاولة "لا تجري الامور معك على خيرٍ ، لا؟."

كانت كلمةً مؤكدة ولم تكن سؤالًا كان من ايّ نوعٍ
ادوارد ادركَ ذلك تمام الادراك وهز رأسه دون ان يلبثَ بأي كلمةٍ ، من بين جميع من قابلهم آرن هو الأسوأ في سحبِ الكلام إن أراد ، و لم يكنْ من السهلِ التملصُ منهِ ابدًا ولا بأي شكلٍ من الأشكال

حبس انفاسهُ يراقبُ فراشةٌ صغيرةٌ تطوف حول لهيبِ النيرانِ مأخوذةً بالضياء ، لامس جناحُها الشعلةَ الحمراء فطارت هُنا وهُناك بعشوائية وانتهى بها الامر تهوي وتقعُ على الطاولة والنيران تلتهمها بالكامل ثم لُحيظاتٌ قصيرة قبلَ ان تتوقف عن الحركةِ تمامًا معلنةً بهذا موتها حرقًا ، وبأظفرِ يده نهش جناحها وفصل الرماد عن الجلد الرقيق ينفضهُ وينظِفه برقةٍ لا تتناسب ويده، ويمسحُ عليها بأصبعه يهدهد على الجثةِ الساكنةِ بذات الرقة

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن