٢٤| ظلالٌ داكنة

1.5K 150 44
                                    

نجمة + تعليق

مرآةٌ طويلة معلقةٌ على الجدار الذي استحال جليدًا ابيض يعكس هو الاخر مثلها ما يظهره الجانبُ المقابل حُطت عليها الظلالُ الداكنة بعد ان تحركت النافذة واغلقت من تلقاءِ نفسِها

وهناك في الانعكاس المعتم تجلسُ إمرأةٌ بيضاء الشعر وشاحبة البشرة لدرجةٍ جعلتها تكاد تكون شفافه مظهرةً عروقًا زرقاء كمجرى نهرِ الحسناء العذب ، ترتدي فستانًا ازرق لا يتناسب وبرودة الجو البتة فوق عرشها الجليدي
لا تتحرك من مكانها ونظرها مثبتٌ على انعكاسِ صورتِها في المرآة المقابلةِ لها ؛ تهطلُ عليها ندفٌ ثلجيةٌ من السقف العالي المغلق بنعومةِ الريشِ وخِفته
عيونها بيضاءُ تمامًا .. لكن حينما تزحزح باب قاعتِها الجليدية الثقيل عادتْ زرقاء شاحِبة مجددًا الى لونها الطبيعي.

ركع الرجل بقربِ عرشها الجليدي على ركبته وعكست الارض الجليدية الصلبة صورة وجهه ليهتف "ملكتي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ركع الرجل بقربِ عرشها الجليدي على ركبته وعكست الارض الجليدية الصلبة صورة وجهه ليهتف "ملكتي."
بحنيةِ الأمهاتِ الفخورات قالت جملةٌ ناقض معناها نبرتِها "اريده ميتًا."

وبهدوءٍ التفت الرجل خلفه الى المرآةِ ليجد الفتى ذي الذئب الامهق يثبت سراجه فوق حصانِه
"كما تأمرُ ملكتي." تراجع الى الخلف دون ان يدير ظهرهُ لها ثم خرج واغلق البوابةَ الثقيلةَ خلفهُ
اثر ذلك عاد الصمت مجددًا ليحط على القاعة ذات اللونِ الازقِ الباهت ، فنهضت السيدة ومشت حافيةً الى النافذة لتفتحها ويحط على الشمعدان بجانبها اللذي اكتسحه الجليد وافتقد ملمس النيران منذُ قرونًا قد خلت ، كانت لهُ اعينٌ حمراء دموية ومنقارٌ طويلٌ يحاكي لونه الاسود داعبته بيدها البيضاء ذات العروق المزرقة هامسةٌ بنبرةٍ حنونة "حسنٌ فعلتَ يا صغيري .. حسنٌ فعلت"
قبلته وتركته ليطير مرةً اخرى وهي وقفت هناك مستندٌ على الحاجز الفاصل تنظرُ الى الأسفل حيث السُحُب غطتِ الارضُ ، اثر لمستِها انتشر الجليدُ من تحت يدها على الجدار الى ابعدِ نقطة تبعد عن نظرِها ..

***

ثبت حقيبته القماشية متوسطة الحجمِ في مكانها على سراجه بعد ان سحب زوج قفازية الجلديّين منها وقام بارتداءِهما على عجل في محاولة يائسة ليبقي اصابعه الشاحبة دافئة كي يعاود مجددًا الامساك بلجامِ الحصان
وصهل اثر ذلك هذا الاخير بعنفٍ واخذ يلهث وهو يحاول المكافحة ليسير بشكلٍ مستقيم في الارض الموحلة ليتشكل البخار المتكون من برودةِ الجوِ حول انفاسهما من فرط انبثاقِها وانفعالِهما
فمسح سايروس على جبين حصانه يهون عليه خصوصًا وانه بدا مرتعبًا من الذئب الامهق الذي يطوفُ حولهم ويرعب كلاب الصيد التي برفقتِهم رغم كونهِ اصغر منهم حجمًا ، كان الذئب نورث يسلكُ طريقًا صغيرةً يابسة لم يصلها البللُ من السيل ولا المطر .. يختفي تارةً بين الشجيرات ويبتعد عنهم ويلمحه سايروس بعيدًا وهو لا يزال يبتعد لكنه في النهايةِ يعود اليهم من جديد لذا كف عن اللحاقِ به

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن