Part 1

10.7K 296 15
                                    

بعد مرور خمسة أيام من إلقاء القبض عليّ في سرقتي لمتجر المخبوزات الذي كنت أعمل به من قبل العاملين في المتجر و ذلك بعد عدة مرات من سرقتي له ، حيثُ راود صاحب المتجر الشك بأن السارق هو أحد العاملين لديه ..

حيث كنتُ أسرق مخبوزات الدونات ذات الأطعمة المختلفة و أذهب لبيعها في أحياء نيويورك بسعر أقل من سعر المتجر و كان جميع سكان تلك الأحياء من الناس الأغنياء و الذين يُحبون مخبوزات الدونات تلك لوصفة سرية كان يضعها الصانع بالعجينة ، و بعد أن راود الشك صاحب المتجر جمع ثلاثة من العمال الذين يثق بهم و نصب فخاً في الليل لمن يأتي و يسرق و قد وقعتُ في قبضتهم تلك الليلة ، و قد شعر صاحب المتجر بالخيبة عندما رأى بأن من يسرقه هو تيو غلانتي .. أنا !

ابن أكبر زعيم مافيا في نيويورك سابقاً ! المتوفي سآكآل غلانتي ، و الذي تم اغتياله من قِبل عصابات المافيا و لم أجد وقتاً للانتقام له و ذلك للاعتناء بالمسنة أمي ، و ها أنا الآن بعد خمسة أيام من سرقتي للمتجر كما قلت و قيام صاحبه بتسليمي لرجال الشرطة ..

أصوات أقدام تقترب تجاه الزنزانة ، تتوقف فجأة ليسمع الجميع صوت الباب يُفتح ، يتقدم السجان ليدخل الزنزانة يقف ببطنه السمين المترهل و وجهه الذي يشبه وجه الكلب المفترس يقول بصوته الخشن :

_ تيو غلانتي ، صدر قرار من مدير المركز بإخراجك .. هيا تعال معي للانصراف .

ثم دار ظهره يهم بالخروج و اسير ورائه اتبعه  إلى أن أصبحتُ خارج المركز لأجد صديقي العزيز منذ طفولتي جون باربارو ينتظرني خارجاً ، يستقبلني بحرارة فرحاً مبتهجاً لخروجي يأخذني بسيارته البيجو بيضاء اللون الفاخرة متجهين إلى المنزل لرؤية عزيزتي والدتي و أرى حالها ، و لكن ..

كان سوء الحظ أسرع مني في كل خطوة أخطوها فقد وصلنا البيت و كانت أمي قد رحلت من هذا العالم ! ربما كان هذا أفضل لها فقد أصبحت منهكة جداً بعد موت والدي ، لا تُطيق الحياة ! و مهما بكيتُ على رحيلها لن تعود و لن يُجدي البكاء نفعاً ، و لم يكن بإستطاعتي فعل شيء من أجلها سوى أن أقوم بتجهيز مراسم دفنها صباح اليوم التالي ، فهي كانت بمثابة المرشد لي في حياتي ، تنصحني دائماً على الابتعاد عن المشاكل و افتعالها ، السرقات ، السير في الطريق الصحيح !

ربما لأنني لم استمع لها في الفترة الأخيرة و كنتُ أسرق قد رحلت عن هذه الحياة كنوع من العقاب !
مأسآة مؤلمة أن تفقد والداك و أنت ما زلت في الخامسة و العشرين من عمرك ، و في صباح اليوم التالي و بعد أن انتهت المراسم توجهتُ أنا و صديقي جون إلى الحانة أشكو له همومي و نشرب الفودكا سوياً ، و بعد أن شربتُ أكثر ثلاث أقدحة من الفودكا غيرتُ الموضوع فجأة دون إدارك أخاطب جون و أنا انظر إلى قدحي :

_ والدتي كانت دائماً تريد أن يظهر شخص ما ينتقم لأبي ، لم تخبرني بذلك و لم تكن تتحدث عن هذا الشيء أمامي لأنها تريد أن أكون بخير و لا يلحق بي أي أذى و لكنني كنتُ اتنصت عليها عندما تكون في غرفتها لوحدها تدعي بأن يؤخذ انتقام والدي ، و لم أكن أفعل شيء بهذا الأمر فقط لكي لا تُرهق والدتي و لكن الآن رحلت و دون أن ترتاح في قبرها لأنه لم يُثأر له بعد ، و أرى أنه حان الوقت للانتقام له و جعل أمي ترتاح في قبرها .

تيو و المافيا || مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن