في بودروم في الشركة ، أجلس أنا و ليغو بعد خروجي من المشفى بطلب من السيد جيك بعد حادثة ذلك الرجل النحيف ، يسرد لي ليغو قصة من الماضي حدثت معه قبل خمسة أعوام ..
يركض في أحد الأزقة الضيقة بعد سرقته بعض علب السجق من إحدى الباعة المتجولين ، يهرب من ذاك الرجل الضخم الذي يلاحقه و هو يدفع بعربة مأكولاته السريعة صارخاً عليه مطالباً إياه بالتوقف ، ليتعرقل بعد دقائق من المطاردة بقطة قطعت طريقه مسرعة حتى سقط أرضاً و تبعثرت المعلبات التي بيده تتطاير منها قطع السجق ، ليتوقف ذاك الرجل الضخم بعربته يضحك بغلاظة يتقدم نحو ليغو يمسكُ ياقته يشتمه و يقوم بضربه تارةً لكمة و تارةً ركلة ثم تركه ، ليأخذ علب السجق السليمة يقول له قبل أن يغادر : " حثالات المجتمع . " ويبصق نحو ليغو ثم يُغادر ..
يزحفُ نحو إحدى جدران البيوت ليستند عليها يضم ركبتيه على صدره ليشهقُ بالبكاء .. و ما هي إلا لحظات حتى انطلقت أصوات الرصاص في الزقاق ، أصوات سيارات تطارد بعضها ثم أصوات أقدام تركض و تقترب و ليغو مختبئ خلف حاوية قمامة في الزقاق لتصبح أصوات الأقدام أقرب حتى أصبح أحدهم أمامي ، يحمل رشاشه بيده اليسرى يسنده على كتفه ، يضغط بأسنانه على سيجارته المشتعلة و يبتسم ..
_ لا تقلق يا فتى ، انتهت المعركة .
_ ( بدهشة يعمها الخوف ) ها ! من أنت ؟
_ ( يمد يده اليمنى نحو ليغو للمساعدة ) أنا مايكل ، من شركة انجل .
_ ( يمد ليغو يده ليمسك يد مايكل للنهوض ) شركة انجل ! إنها شركة تجمع الأموال و التبرعات من أجل الأعمال الخيرية ! كيف بها مُسلح !؟
_ لابد من أن يكون للشركة رجال أمن ، لقد كان أحد عملاءنا تحت الملاحقة من قبل إحدى العصابات و قد تم توكيلنا بحمايته .. انتهى الأمر الآن بموت رجال العصابة .
ثم يأخذ مايكل الفتى ليغو معه إلى السيارة حتى الوصول إلى شركة انجل و من هناك قال جيك بأنه سيقوم بتوظيفه في الشركة ليجد نفسه يتدرب على إطلاق النار و القتل و سفك الدماء ليصبح مرتزقاً !
و قد كان الضحية الأولى له هو بائع السجق الذي ضربه ! نعم ، قتله دون أي تردد ! ليس لأن بائع السجق ذاك قام بضربه بل لأنه لم يدع فتى فقير يأكل من طعامه ! كان هذا هو فِكرُ ليغو ، بالنسبة له تفكيرٌ صحيح لأنه كان فقيراً ! لكن بالنسبة للآخرين هذه سرقة و يُعاقب عليها القانون ، على أية حال ليس هذا هو المهم !المهم هو .. بأنه عندما أُخذ ليغو إلى الشركة أُخذ بناءً على أنه سيتم توظيفه بها و ليس لكي يصبح قاتلاً يحصل على المال ! فقط تطور من سارق إلى قاتل !
إنه مثل جون تماماً تتشابه حكايتهم كثيراً ، كما أن جون قام بخداعي مثلما خُدع ليغو ! أمر بقتل والدي من أجل أن يكون شخصاً مرموقاً يهابه المجتمع و في نفس الوقت حاول أن يكسبني إلى جانبه و لكن يبدو أنه كان للفترة التي خرج بها لينارو من السجن !
إن الناس بحاجة للتغيير و الطريقة الوحيدة لذلك هي إرهابهم و سأعمل على ذلك اعتباراً من اليوم !
قصة ليغو أعادت جعلتني أتذكر كيف وجه جون مسدسه نحوي و ذهولي من ذاك المشهد الذي أدخلني في تلك الحالة ! نعم أقرب صديق لي قام بخيانتي و جعلني يتيماً !
أنت تقرأ
تيو و المافيا || مكتملة
Actionتيو غلانتي تقوده مغامرة الانتقام لوالده إلى مغامرات أخرى كإستعادة حكم عائلته على نيويورك بأكملها ، و مغامرة الموت حيث يصبح أكثر عرضة للاغتيالات من قبل المرتزقة و في نهاية المطاف يشعر بالصدمة و خيبة الأمل بعد معرفته القاتل الحقيقي لوالده .. ( معدلة )...