الفصل السادس

3.8K 87 0
                                    

((ولكن لو عشنا في لندن، فلن أستطيع أن أرى والدي دائما)) صرح كيت وكانت شفته السفلى ترتجف.
((بل ستراه دائما! فهو يزور انكلترا دائما)) أجابته كريستي وضمته إلى صدرها.
لم يقتنع كيت بكلامها فنظر إليها غاضبا.
((أنا لا أريد أن أعيش في لندن! فلماذا تريدين أنت الذهاب إلى هناك؟)).
((بسبب عملي)).
((وهل ستأتي جانيت معنا؟)).
((بالتأكيد)) أجابته كريستي بحنان.
وكانت كريستي قد سبق لها وكلمت جانيت بالموضوع وأبدت جانيت رغبتها في الذهاب إلى انكلترا.
((ما إن نصل إلى لندن، ستذهب إلى المدرسة وسيكون لك الكثير من الأصدقاء)).
((ولكن لن يكون هناك من شواطئ بحرية في لندن!)).
((في لندن طبعا لا يوجد شواطئ، ولكننا سنجد أن الشاطئ ليس بعيدا كثيرا عنها، أعدك بذلك)).
وكانت كريستي تعلم بأن ابنها يحب البحر كثيرا، فأضافت.
((وستجد في لندن أشياء كثيرة تتسلى بها!)).
((ومع ذلك فإنني لن أتمكن من رؤية والدي كثيرا))
فنظرت جانيت إليها ثم قالت للصغير.
((ألا تريد أن تذهب معي إلى الأنتيب؟ فأنت تحب السباحة؟)).
(( نعم)).
((إذا، هيا اذهب والبس المايوه بسرعة)).
وبعد أن توجه إلى غرفته، التفتت جانيت نحو كريستي.
((سيتعود على لندن! ولكن كل الصغار يكرهون التغيير)).
ثم ترددت لحظة قبل أن تسأل.
((هل السيد لوغان على علم بذلك؟)).
((لا، وأنا لا أرغب في أن يعلم بالأمر، كان من الأفضل أن يزور كيت قبل أن يعلم كيت بأننا سنذهب للعيش في لندن)).
لم تجب جانيت وكانت تعلم بأن لوغان سيغضب كثيرا عندما يعلم بأن كريستي تريد أن تعيش في لندن.
((هل ستبقين في الفيلا؟)) سألتها جانيت.
((نعم، فأنا أفضل أن أستريح قليلا)).
فهي لم تكن تحب أن تظهر كثيرا أمام متتبعي أخبار المهرجان، لأنها تضطر دائما للابتسام. . .لدرجة أن فكها أصبح يؤلمها من كثرة الابتسام.
((ولكن إذا خرجت أنا وكيت، ستبقين لوحدك هنا)).
((لابأس فأنا بحاجة للوحدة)).
وكان زيكي قد ذهب ليحضر أحد أفلام صديقه، وطلب منها أن ترافقه، لكنها ادعت أن رأسها يؤلمها وكانت اريكا وزوجها قد ذهبا إلى أحد المطاعم، والآن خرج كيت مع جانيت وهما يحملان المناشف ودلوا ومعولا، وأشار إلى أمه بيده وقد نسي قلقه.
وقالت كريستي لنفسها أنه عندما سيذهب إلى المدرسة ويتعرف إلى الأصدقاء، وعندما يزور جديه سينسى كاليفورنيا بالتأكيد، فان الأطفال يتأقلمون بسرعة.
تمددت كريستي على كرسي طويل وهي ترتدي المايوه البكيني، وعرضت نفسها للشمس، ولم تكن قد نامت جيدا ليلة أمس، فسرعان ما غفت، وكانت تحلم بلوغان وهو يهددها.
كان ذلك كابوسا مرعبا، وفجأة انتفضت وفتحت عينيها، فوجدت زوجها السابق يقف أمامها مكتف اليدين، وظنت أنها لا تزال تحلم. . .لكنها سرعان ما أدركت أنه حقا موجود أمامها.
((ماذا جئت تفعل هنا؟)) صرخت كريستي.
لم يجبها لوغان فورا، وظل يتأمل جسدها من رأسها الى قدميها، فأحست كريستي بأن دقات قلبها تتسارع، وارتعشت.
(( اعتقدت بأنك ذهبت إلى الولايات المتحدة)).
((وكما ترين، لا أزال هنا)).

((لقد ذهب كيت مع جانيت إلى البحر)).
((ولكنني لم آتي من أجل كيت)).
فأحست كريستي بالانقباض، هل سيعود إلى موضوع الوصاية على كيت؟
((لقد جئت لأني أريد أن أتكلم معك أنت)) أضاف لوغان.
((عن أي موضوع؟)) سألته وهي تحاول أن تظهر أنها غير مهتمة.
((يبدو أن زيكي هذا لا يفارقك كثيرا. . .)).
((ومن أخبرك بذلك؟))
((كيت)).
هذا الجواب الذي لم تكن تنتظره أقلقها فحاولت أن تكسب بعض الوقت.
((كيت هو الذي أخبرك؟)).
وتساءلت ماذا يمكن أن يكون قد أخبره أيضا؟ فتابعت.
((وبأي حق، تتدخل في حياتي وتتجسس علي، وكيف تجرؤ على طرح الأسئلة على كيت؟ لم أكن أتصور أنك تدنيت إلى هذا المستوى!)).
احمر وجه لوغان وأجابها.
((أنا لم أسأله عنك أبدا)).
منتديات ليلاس
لم يعجبها جوابه كثيرا، لكنها شعرت ببعض الفرح كون لوغان يسأل ابنها عنها وعن أخبارها، وكان لوغان لا يزال يحدق بها، فنظرت إليه وشعرت بارتعاش يهز كل كيانها.
((آه، حسنا! كيت أخبرك بذلك بنفسه)).
((هذا صحيح، لأنه دائما يشعر بأنه يحب أن يقول لي كل شئ. . .وبالأمس خاصة كان كل حديثه يدور حول إحساسه بالوحدة)).
هزت كريستي كتفيها، وقالت بصوت مرتفع.
((ليس هناك أي شئ بيني وبين زيكي، كما وأننا مطلقا حاول أن تتذكر هذه النقطة دائما، ولقد نجحنا في تجنب اللقاء طيلة هذه السنوات، وها أنت من جديد وفي هذا اليوم الهادئ جئت لتجعلني مهزلة)).
وأسرعت كريستي لتدخل الفيلا، لكن لوغان أدرك بأنها تريد التهرب منه، فأمسك ذراعها بقوة.
((أنت حرة في أن يكون لك عشاق كثيرين)).
((شكرا، إن خيالك واسع، وهكذا تكون قد أعطيتني الحق المطلق؟)) صرخت غاضبة، ولمعت عيونها ببريق الغضب، وحاولت التخلص من قبضته لكنه ظل ممسكا بذراعها.
((هل تفضلين أن أهتم شخصيا بحياتك؟)) سألها وهو يتأملها جيدا.
فأخفضت كريستي رأسها.
((انك لا تهمني، وأنا الآن لا أعرف ماذا تريد مني، حتى وأني لا أريد أن أعرف. . .)).
صمتت قليلا ثم أضافت.
((كما وأن كيت يحب زيكي كثيرا)).
واضطرت من جديد إلى تحمل نظراته، وقالت في نفسها ((إن هذا الرجل يمثل خطرا حقيقيا)).
((لماذا أنت عصبية هكذا؟)) سألها بسخرية.
وكان يضع يديه في جيوبه، محاولا أن يتمالك أعصابه.
((أنا لست عصبية)) أجابته كريستي بحدة.
((بل أنت كاذبة. . .)).
وأمسك بيدها بلطف، فارتعشت أوصالها، وزادت دقات قلبها.
((لقد أصبحت أجمل مما كنت في السابق)) همس لوغان بأذنها ((لقد كنت طفلة مراهقة، وأصبحت الآن سيدة بالغة)).
ثم أحاط كتفيها بيديه، فلم تتحرك بل ظلت ثابتة وكأنها منومة مغناطيسيا.
((لقد أصبحت امرأة حقيقية، وأصبح لونك برونزيا، انك كالذهب. . .)).
حاولت كريستي أن تخفي ارتباكها، فبعد كل هذه السنوات ما زال لهذا الرجل قدرة كبيرة في التأثير عليها وإثارة انفعالاتها.
((هل تجلسين دائما تحت أشعة الشمس؟)).
كانت كريستي ترفض دائما أن تعرض جسدها لأشعة الشمس، فأسرعت كريستي وغطت جسدها.
((هيا! لا تجعليني أغضب، لقد سبق لي ورأيتك عارية تماما)).
قال لها باحتقار وسخرية، فاحمر وجهها وازداد ارتباكها.
((كوننا كنا متزوجين سابقا لا يعطيك الحق لأن. . .لأن)) تلعثمت كريستي ولم تعد تدري ماذا تقول.
((الحق بماذا؟)) سألها لوغان ضاحكا.
منتديات ليلاس
((إني أمنعك من أن تلمسني. . .إني أمنعك من أن. . .تنظر إلي)).
((أيتها الشريفة! إن كل النساء أصبحن يتنزهن بمايوه من قطعة واحدة، بينما أنت لا تزالين محتشمة بهذا الشكل؟)) قال لها ساخرا.
((أنا حرة في ارتداء ما يعجبني)).
((تخيلي أن أحد المخرجين طلب منك أن تمثلي دورا وأنت عارية هل تقبلين؟)).
((كلا، لن أقبل، أنا أظن أنك أتيت فقط كي تثير غضبي)).
((أبدا)).
((أنا. . .أحب زيكي)) قاطعته بعنف ((وكيت أيضا يحبه، وأنت لا يحق لك أن تتدخل وتفرض علي اختيار أصدقائي)).
((كيت يجده لطيفا وأنا أقبل هذا، ولكني لا أريد أن يقضي ابني وقتا أطول مع هذا النوع من الرجال)).
فعادت كريستي إلى الغضب.
((وقد يحدث له الأسوأ من ذلك! نعم، أنت! أنا لا أعتقد أن لك تأثيرا جيدا على الأطفال)).

فيلم وحب - شارلوت لامب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن