الفصل الثالث

4.3K 99 0
                                    

ضحك زيكي ساخرا، فهو لم يكن مقتنعا بهذا الصداع. . . .
((تبدين متعبة يا كريستي)).
وخرجت إريكا وزروجها، ثم تبعهما زيكي، وهو يتمني أن يستطيع إقناع كارل بنشر إعلان يكذب فيه الخبر الذي تناقلته الصحف.
تمددت كريستي على المقعد الطويل تتأمل كيت وجانيت وهما يسبحان قبل أن يتوجها إلى الأنتيس.
وظلت وحدها تفكر في هذه المشكلة، فهي لم تحدد بعد موقفها من طلب زيكي. . . . فتنهدت يائسة.
كانت تبدو جميلة ورقيقة في مايوه البحر، وكانت شمس الساحل الأذوردي قد جعلت بشرتها أكثر جمالا.
كان الطقس جميلا، والمكنا هادئ جدا، وفجأة سمعت صوت محرك سيارة تقف أمام الفيلا، من الذي عاد؟جوني وآريكا؟ أم زيكي؟
ولكنها بالرغم من الجو الدافئ، أحست بأن دمها يتجمد في عروقها، لأن الرجل الذي اقترب منها ليس سوى لوغان غراي، والد كيت الذي لم تكن قد رأته بعد طلافهما منذ خمس سنوات.
وقف لوغان أمامها وناولها نسخة من جريدة نايس ماتن.
((هل قرأت هذا؟)) سألها باحتقار.
منتديات ليلاس
فبلعت كريستي ريقها، لقد أصبح لوغان أكبر، وأجمل من قبل، وفتحت الجريدة، بينما لوغان يتأملها. فاحست بالارتباك فهي بهذا المايوه الذي ترتديه تحس بنفسها عارية أمامه. . .
((وهل تصدق كل ماتنشره الصحف؟)) أجابته وهي تهز كتفيها.
((ألست المسئولة عن عراك هذين الرجلين؟)).
فاحتارت بماذا تجيبه لأنها كانت تدرك بأنه لن يصدقها.
((ولكن ماذا تفعل هنا؟)).
((جئت لأرى ولدي)).
((ولماذا لم تتصل بي هاتفيا وتخبرني بموعد وصولك؟)).
كان من عادته دائما عندما يريد أن يرى ابنه أن يتصل قبل ذلك. مما كان يسمح لكريستي أن تخرج وتتجنب لقاءه، وتترك كيت يستقبله مع جانيت. ولم تكن تعلم بأنه الآن في فرنسا، وكانت المرة الأخيرة التي رأى فيها كيت في كاليفورنيا، كان يعمل في لوس أنجلوس ولكن طبيعة عمله كانت تحتم عليه السفر الدائم.
((إنها الصدفة، لقد جئت إلى باريس لإنهاء بعض الأعمال. وعندما شاهدت هذه الصور، ركبت أول طائرة متجهة إلى نيس)).
((مع ذلك كان بإمكانك أن تتصل بالهاتف)).
كانت يداها ترتجفان، إنه قادرا دائما على جعلها ترتجف أمامه، وعلى جعلها تفقد كل سيطرتها على نفسها. حتى بعد كل هذه السنين لا يزال له تأثير كبير عليها. . . .
((أردت أن أتحقق بنفسي عن الظروف التي يعيش فيها ولدي. . . . ولقد رأيت كما سمعت)).
((أنت مخطئ فأنا أوفر لكيت الجو المناسب له)).
((أنا لا أريده أن يكبر وسط العشاق الكبار و. . . .)).
((هيا لوغان، اذهب من هنا، اذهب فورا، لقد جئت فقط لكي تهينني. . .)) صرحت كريستي منفعلة و تمنت أن تغرز أظافرها في لحمه. ولكنه رجل قوي وعنيف، وهي لا تزال تذكر كم من مرة تخاصما، وكانت تشك بأنه سيرفع يده عليها في كل مرة، لكنه لم يفعل ذلك أبدا.
((لا، لن أذهب قبل أن نتحدث أولا. فكما تقول الصحيفة فأنت تعيشين مع زيكي. . .)).
(( أنا أعيش معه! لقد استأجر هذه الفيلا ودعاني للاقامة فيها حاليا)) اعترضت كريستي على كلامه.
((انك تجيدين فن التلاعب بالألفاظ، هذا الرجل. . .)) أجابها ساخرا.
((زيكي هو مؤلف موسيقى، لقد كان لحن آخر فيلم لي، وهذا هو سبب وجودنا هنا معا. كما يفعل المخرج والمنفذ. . .))
((وهل تقدمين خدماتك لهذين الرجلين أيضا؟)).
((انك دائما سئ الظن! آه! انك لم تتغير!)).
ثم تأملت قامته الطويلة، انه جذاب وفاتن.
((زيكي هو صديقي)).
فضحك لوغان باحتقار، مما أثار غضب كريستي.
((هيا اذهب من هنا)) أمرته وهي ترتجف من الغضب.
((بامكانك ان تحتفظي بكل أصدقائك وكل ما يهمني هو كيت)).
((لا تقلق بشأن ولدي)).
((لا تنسي بأنه ولدنا نحن الأثنين. . . .)).
ثم توقف ونظر إليها ثم أضاف:
((عندما قرر القاضي أن تقومي أنت بتربيته، لم اعترض لأني كنت أعلم بأن الطفل بحاجة إلى أمه، ولكن كيت لم يعد طفلا)).
فعقدت كريتسي حاجبيها، إلى أين يريد الوصول؟.
((ان كيت لا يزال طفلا، وهو بحاجة لي)) أجابته بخوف.
((أنا لا أريد أن يعيش ابني في هذا السيرك! وبماذا سيفكر عندما يراك تنتقلين من رجل إلى آخر؟ لقد عرفت كيف تتوصلين إلى النجاح بسرعة! وفي سنوات قليلة تحولت من ممثلة صغيرة إلى نجمة كبيرة. فكم من رجل تدخل في حياتك؟ هل بإمكانك حصرهم؟)).
لم تجبه كريستي، وادارت له ظهرها، ثم اتجهت نحو الفيلا. وبهذا الوقت وصلت سيارة جانيت، ونزل كيت مسرعا.
((بابا! بابا!)) ورمى نفسه بين ذراعي والده.
لحقت جانيت بكريستي إلى الداخل.

((لم أكن أعلم بأن السيد غراي سيأتي هذا اليوم)).
((ولا أنا أيضا)) أجابتها كريستي بمرارة.
((هل سيبقي حتى الغداء؟)).
((لا أعرف، يجب أن أذهب إلى كان. وإذا أراد لوغان اصطحاب الطفل معه رافقيهما لو سمحت)).
صعدت كريستي إلى غرفتها، وأطلت من النافذة فرأت كيت يضحك مسرورا مع والده. إنها المرة الأولى التى تراهما فيها معا، فانزعجت كثيرا، وبعد أن استحمت، زينت وجهها ولبست ثوبا أبيض.
بدت فيه جميلة وصغيرة، من يظن بأنها امرأة سيئة السمعة. وتذكرت نقاشها مع زوجها السابق. إنها المرة الأولى التي يتحدثان فيها عن موضوع رعاية الصغير. هل سيجرؤ على المطالبة بولده بحجة أن أمه لا تعيش حياة شريفة؟
أنها تحاول تربيته بأفضل الطرق، وقلما تتركه وحيدا. فهي تصطحبه معها دائما. وعندما تضطر إلى الغياب فان جانيت تهتم به جيدا.
وهي لا تأخذه معها إلى البارات والمطاعم كما تفعل باقي الممثلات مع أولادها. لأنها كانت تريده ان يعيش حياته الطبيعية البعيدة عن المشاكل، ولقد نجحت حتى الآن في إبعاد فضول الصحفيين عنها. إذا اعتقد لوغان بأن بإمكانه أن يحرمني من ابني، فانه واهم.
وعندما نزلت إلى الصالون كان زيكي يجلس مع لوغان. ولم يكن كيت معهما. لقد احسنت جانيت بابقائه في الحديقة، كي لا يستمع إلى الحديث بين والده وبين زيكي الذي يظنه لوغان بأنه عشيق كريستي.
((أنا لا أريد أن يغادر كيت الفيلا هذا اليوم)) قالت كريستي لزوجها السابق.
((لكن. . . .)).
((إذا أردت رؤيته بإمكانك البقاء هنا)) أجابته بهدوء مع أن أعصابها كانت منهارة جدا.
((كنت أريد أن أصطحبه معي للغداء في أحد المطاعم!)).
(( آسفة )).
((ولكني اريد أن أكون وحيدا مع ابني، ولا أريد أن تتبعني جانيت وكانها حارسه الأمين!)).
منتديات ليلاس
(( آسفة جدا )).
(( هذه سخافة! أنت . . . .)).
(( أنا أثق بجانيت)).
والتفتت نحو زيكي.
((زيكي! هل أنت جاهز؟ يجب أن نذهب الآن وإلا تأخرنا)).
((هيا بنا، سأنتظرك في السيارة!)) أجابها زيكي.
فهو يريد أن يبتعد بسرعة عن هذه الفيلا، فان لوغان لا يريحه
بعد أن خرج زيكي نظر إليها لوغان ساخرا.
((هذا هو زيكي مولينو الشهير؟ لم أكن أتصور بأنك سترتبطين برجل مثله! ولكن ما هو اسمه الحقيقي، لا تقولي لي بأن اسمه الحقيقي هو زيكي مولينو!)).
((بلى، هذا هو اسمه الحقيقي)) ثم ترددت قليلا وأضافت:
((في المرة القادمة اتصل بالهاتف قبل مجيئك)).
وأدارت له ظهرها وأرادت أن تتبع زيكي. لكنه نهض بسرعة وأمسك يدها بعنف.
((لا تتكلمي معي بهذه اللهجة! هل تفهمين؟)).
((هيا دعني، أرجوك)) صرخت كريستي وهي تنظر في عينيه المليئتين بالحقد.
وأحست بأن هذه السنوات الخمس قد زالت من الوجود، انها تشعر الآن وأنها عادت من جديد زوجة لوغان. . .آه، كم كانت صغيرة في الماضي! لم يكن عليها أن تتزوج في هذا السن المبكر برجل مثل لوغان. كان يكبرها باثنتي عشر عاما.
((اثنتا عشر عاما، ليس هذا بالفرق الكبير)) كان هذا جوابها لأهلها ولأصدقائها الذين نصحوها بأن تفكر مليا قبل الزواج.
كان عمرها ثمانية عشر عاما وكانت تحبه كثيرا. لكنها بغعد أشهر قليلة من الزواج ندمت كثيرا. وحاولت ان تمنح زواجها فرصة أخرى لأنها لم تكن تريد أن يفشل زواجها الذي اختارته بنفسها، وأحفت عن أهلها كل مشاكلها.

فيلم وحب - شارلوت لامب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن