الفصل العاشر والأخير *****

4.8K 150 11
                                    


قبضت كريستينا بأصابع مرتعشة على عجلة القيادة وهى ترى بيك يبتعد حسنا فعل فقد تخلصت منه لقد بدأ تحت مظهر أكثر تحضرا عن كيرت وقد ظهرت حقيقته كشخص يحب السلطة والسيطرة مثله عرفت ذلك من النظرة الأولى وأن هناك شيئا ينذرها,صحيح أنه رفضت أن تستمع إلى صوت المنطق لقد فقدت كريستينا صوابها لمجرد أنه همس بعض الكلمات الرقيقة 
لو أنها رضيت بعدم قيادة الشاحنة فماذا سيطلب منها بعد ذلك؟سيكون هناك شئ ثم آخر إلى أن تصبح متعمدة عليه كلية أقسمت أن هذا لن يحدث أبدا
أنهت الشابة هذه الليلة فى عملها حتى الساعة الثالثة صباحا كانت كل شاحنات الجر قد عادت دون أن تقوم بعمل واحد وأتمت كل الأعمال دون أى خطر,لقد أخطا بيك عندما أعتبر هذا النشاط خطرا وأن ما حدث إنما هو مجرد سوء حظ فقد حضر مرتين كانت الحادثتين فيهما شائكتين ولكنه كان مغاليا فى قلقه 
عندما رن جرس المنبه صباحا فى السابعة وجدت بعض الصعوبة فى أن تترك سريرها ورغبت فى أن تعود إلى النوم,قامت كريستينا وهى منحنية الجسم تماما وأرتدت ملابسها وهى تفكر فى والديها اللذين سيرحلان قريبا لم يتح لها الوقت كى تعلنهما بفوزها بالجائزة 
دخلت وهى تتثأءب إلى المطبخ وجدت نظرات ثلاثة أشخاص تنظر إليها فى أمتعاض لم يوجه إليها جون ولاأمها ولا أبوها أية أبتسامة.
سألت كريستينا وهى تصب لنفسها قدح من القهوة قبل أن تجلس أمام المائدة :
-ماذا حدث ؟هل رأسى تشبه الشمامة ؟أننى أسفة لأضطرارى لترك السهرة أمس ولكن كانت هناك حالة طارئة 
رد عليها جون وهو يناولها الصفحة الأولى من الجريدة:
-نعرف ذلك
كان بالجريدة صورة لشاحنة الجر وهى تسحب السيارة المشتعلة ورجال الإطفاء يصارعون الحريق الذى وصل إلى خزان والفنطاس ويقول الخبر :مراهقان ينجوان من الموت بأعجوبة 
تعرفت كريستينا على صورة صغيرة لها كانت الصورة تظهر ثلاثة نساء يمارسن مهنا غير عادية ورأت على يسار المقال مقالا أخر عن الحادثة قرأت المقال بسرعة رهيبه وهى ممتعضة 
قالت وهى تهز كتفيها وتضع الجريدة جانبا :
-إنهم يصوروننى على أننى بطلة لم يكن الأمر رهيبا كما يصفون
سلك والدها صوته ومرر يده فى شعرة الأبيض
-أنا وجوين فخوران بك يا كريستينا لما فعلته من أجل هذين الشابين ولكن من ناحية أخرى فإن هذا النوع من المخاطرة يسبب لنا القلق الشديد أعرف أن الأمر لم يكن سهلا عليك أنت وجون فى السنوات الأخيرة قاطعته زوجته:
-إن ما يحاول جورج أن يقوله لك يا عزيزتى أن لدينا بعض الأموال جانبا ونحب أن نعطيها لك
صعدت الدموع فى عينى كريستينا لابد أن جون أخبرهما إنها نفسها لم ترغب أن تشعرهما بالتعاسة بمعرفة مشاكلها قالت:
-أشكركما من كل قلبى ولكن لا أستطيع أن أقبل ما أقتصدتماه الأمر سيسير من أحسن إلى أحسن اعتبارا من الأن قالت أمها وهى تبتسم :
-اتقصدين بيك؟ أنا وجورج نقدره كثيرا وبعد كل ما رايناه يمكنه ان يفى بكل احتياجاتك أنت وجون 
ضاق حلق الشابة ولكنها أستطاعت أن تبتسم 
-لا....الأمرلا يتعلق ببيك لقد أضطررت للرحيل أمس قبل أن أتمكن من إعلان خبر سار جدا 
أخبرتهم أولا عن جائزتها وعن الوظيفة ذات الراتب الرفيع الذى عرضت عليها من بيت الخبرة المحاسبية قال لها جون مهنئا 
-برافو يا أمى 
وضعت جوين رايت يدها على حلقها وأطلقت زفرة ارتياح 
-كم أنا سعيدة من أجلك يا حبيبتى إنه شرف عظيم نلته حقا 
لمعت عينا والدها من الفرح :
-يمكن لأمك أن تنام من الأن فصاعدا فى هدو دون قلق وهى تعلم أنك لم تعودى تجوبين شوارع هيوستون بتلك الشاحنة اللعينة 
لم تذكر كريستينا أن عملها الجديد سيبدأ فى سبتمبر ولم تحاول أن تذكر عراكها مع بيك عندما بدأ يمدحانه وأكتفت بأن ذكرتهما [أنه ليس سوى صديق نظر جون فى دهشة :
-بيك ليس سوى صديق؟!!!ما معنى هذه القصة ؟
هزت الشابة كتفيها:
-من الليلة الماضية لست متأكدة أن كنا حتى صدقين 
-ماذا جرى؟هل تعاركتما؟
-لنقل إنه حدث بيننا إختلاف شديد فى وجهات النظر
رن جرس التليفون وطلبت من جون أن يرد وهى تقول له :
-لو كانت المكالمة لى فقل إننى خرجت لأبد أن كل الناس قرءوا الصحفية وليست لدى رغبى فى الرد .
سألت بيانكا بيك عندما وضع سماعة التليفون :
-هل قرأت صحيفة كرونيكل ؟
-أتوجهين السؤال إلى ؟
-حسنا هل يجب أن أصرخ فى أذنيك؟هل يجب أن أعتقد أن مغامرة بطلتك لم تسحرك؟
-لقد فهمت كل شئ 
-إننى أجد الأمر محيرا إن قائدة شاحنة الجر كريستنا بوندر تبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاما لماذا يصر الصحفيون على ذكر سن الناس بالتحديد؟...تحدت بشجاعة الموت
-لقد قرأت المقال يا بيانكا
-إنه-حسنا-أعذرنى ولكنى فخورة جدا بهبا
-إنك لم تحضرى عملية الأنقاذ أما أنا فقد حضرت وكان من الممكن أن تفقد حياتها....أنها معجزة لأن تلك الشاحنة الفنطاس لم تنفجر وتنفجر هى معها لقد كدت أنزعها من تلك الشاحنة اللعينة لولا أنهم تكاثروا على ومنعونى ووضعوا القيد فى يدى 
ضحكت أخته وهى تقول 
-أخى المرموق القيد فى يديه؟!!
-إن الأمر ليس مزاحا لقد دهشت لأنهم لم يلقوا بى فى السجن بعد أن ضربت شرطيا 
-إننى أسفة لأننى أفسدت الأمر ليس مدهشا أنك بدوت غير لطيف المسلك عند عودتك وأراهن أنك لم تستطيع أن تنال فرصة أن تعرض عليها الزواج
-أوهـ...لا
-إذن؟
لخص لها بيك جدال الأمس فقالت :
-لقد تصرفت يا بيك تصرف الرجل المسيطر الأحمق وأفهم لماذا إذن قالت لك كريستينا أن تذهب إلى الجحيم إن إصدار إنذار هو عمل طائش...
-ربما ولكنى لا أستطيع أن أتحمل أن أعرف أنها فى خطر دائم أن هذا يمزقنى لقد تعرضت للموت مرتين خلال أسبوع واحد 
-والأن هل أنت سعيد؟
-يا إلهى !ولكن...لا...أنا تعيس 
-إذن السؤال هو معرفة ما إذا كانت تفضل أن تظل تعيسا معها أم تعيسا بدونها فكر هى هذا
ظل يفكر فى الأمر أسبوعا كاملا وبعد سبعة أيام زادت تعاسته فى الحقيقة كان يأسه قد وصل أقصى حد أن يقضى أيام الأحد دون كريستينا هو العذاب بعينه رفع سماعة التليفون وطلبها وكان جون هو الذى رد سأله بيك:
-هل كريستينا موجودة؟
-لا...لقد رحلت إلى المغسلة
-كيف حالها؟
-لاباس على ما أظن أنها تدور حول نفسها ماذا حدث بينكما؟
-لقد أردت أن أجبرها على ترك شاحنة الجر 
-أن هذه الطريقة لا تنفع معها 
-لقد عرفت ذلك.أطلب منها أن تكلمنى عند عودتها 
أنتظر بيك بجوار التليفون حتى منتصف الليل ولكنها لم تطلبه لقد كانت بيانكا على حق لقد تصرف بحمق والآن تلقى العقاب على عناده وقسوته وفى يوم الأربعاء عندما فتحت كارين بأبها حوالى منتصف النهار صاحت عندما رأت كريستينا :
-هل عدت من جنازة؟
-شكرا أننى فى حاجة إلى هذا التعليق 
-أسفة ولكن هذه هى الحقيقة هل تحبين أن أكذب عليكى؟إن علامات الحزن تحت عينيك تجعلنى أخشى أنك لم تتصالحى بعد مع صديقك الأيطالى 
هزت كريستينا رأسها وتبعتها إلى الداخل جلست أمام مائدة المطبخ بينما أخذت كريستينا تحدثها
-لماذا؟إن الأمر ظاهر للعيان إن كلا منكما مجنون بحب الأخر 
-ولكن هذا لا يكفى 
رفعت كارين عينيها إلى السقف ووضعت سلطانية خليط من الفاكهة والخضراوات القريبة فوق المائدة وناولت كريستينا طبقا من شرائح الفواكة المكسيكية 
-أعتقد أن هناك قنبلة فى رأسك
أدخلت طبقا فى الفرن وأخرجت من الثلاجة كوبين بيهما عصير فواكه معد سابقا قالت كريستينا :
-أعتقد أن هناك مشاكل عويصة وكثيرة 
-أية مشاكل؟إنه رجل رائع يقلق على سلامتك كم أحب أن يكون عندى مثل هذه المشاكل لن أستطيع أن أعتقد أنك تفضلين تللك الشاحنة على بيك هل تعشقين صندوق التروس فيها؟
-كارين!!!!المسألة است كذلك
-لماذا إذا تختارين تلك الآلة بدلا من بيك عزيزتى؟ 
-أنت تعرفين أن المسألة مسألة مبادئ
شربتا العصير وأخذتا تلتهمان الفاكهة ثم صبت كارين كأسين من الشراب المنعش:
-هل أنت سعيدة....أنت ومبادئك؟
تنهدت كريستينا :
-لا....نحن تعيستان

 خطوات حذرة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن