فى العاشرة من صباح الأحد التالى كانت كريستينا فى الجامعة وهى جالسة فى دهليز قسم المحاسبة وكان هناك ثلاثة أخرون يدرسون معها الدبلوم وهم رجال أصغر منها سنا ينتظرون أيضا أمام مكتب الأدارة تبادل الطلبة الأربعة ابتسامات متوترة
نودى الشاب الأول وأحست كريستينا أن وجهها تشوه من القلق وهذا يعنى أنها ربما لن تجتاز المسابقة أو العكس
ورغم أن كريستينا كانت تخشى من بعض الأمتحانات إلا أنها أبدت رضاها بعد أختبارات النهائية يومى الأثنين الأربعاء.كانت المسائل التى طرحت عليها عويصه ولكنها كانت مستعدة تماما الأستعداد ويحدوها الحماس ويوم الأحد السابق كان بيك قد أمطرها بالأسئلة وكأنه مدفع رشاش حول بعض الدروس فى أثناء قيامهما بمهمة الغسيل الأسبوعية بينما كرس جون كل الليالى السابقة على الأمتحان لمساعدتها فى المراجعة
كان جون قد تلقى مؤخرا نتائج امتحاناته الجامعية وكانت كالعادة ممتازة وكان بيك ليلا ونهارا قد دعا للمطعم اليونانى جون وصديقته سوزى بينيت وكريستينا للاحتفال بهذا النجاح حيث شربوا وأكلوا ورقصوا حتى منتصف الليل.
منتديات ليلاس
*****
***
*
فتح باب الأدارة بعد دقائق وخرج الشخص الأول وعلى وجهه تعبير لا يمكن قراءة معناه نودى طالب أخر عقدت الشابة ذراعيها على صدرها بكل قوة كان هوب هو الوحيد الذى يعلم أنها تقدمت لمسابقة لازين ولم تقل لأى شخص أخر غيره حتى بيك وجون حتى لا تضطر إلى تحمل علامات تعاطفهما معها فى حالة الفشل
تناولت صحيفة وأخذت تتصفحها ثم أعادتها لمكانها ثم فتحت حقيبة يدها وأغلقتها عدة مرات إلى أن نظر إليها المرشح الأخير نظرة غيظ ,أستحق فى الحقيقة أن تبتسم له أعتذارا وأن كانت ابتسامتها عصبية .أختفى هذا المرشح الأخير بدوره داخل المكتب وظلت كريستينا بمفردها فى الدهليز بعد فترة أنتظار بدت وكأنها دهرفتح فتح الباب مرة ثانية طلب منها الأستاذ الدخول
مد لها الأستاذ مارجاريت برازيل يده مصافحا
-أجمل التهانى لك سيدة بوندر ويسعدنى أن أعلن لك أنك نلت جائزة شارل لازين هذا العام
صاحت الشابة وهى تصفق فى سعادة :
-مستحيل!يا إلهى!استعادت رباطة جأشها وتأسفت لهئية المحكمين لعدم التزامها بالأحترام والوقار أمامهم ,رد الأستاذ برازيل وهو يبتسم:
-لك الحق فى أن تعبرى عن تأثرك لقد أجتزت كل أختباراتك بتقدير ممتاز وتقرر ترشيحك للجائزة بإجماع القسم وستقابلين مندوب مؤسسة كرافت وناتج &فورتنى الأسبوع القادم ولكنى فهمت أنهم يرغبون أن تبدئى العمل من سبتمبر
عندما عرفت كريستينا قيمة مرتبها المبدئى أوشكت أن يغمى عليها فقد زاد كثيرا على ما عرضه عليها بيك أنتابها شعور وكأنها تسبح فوق السحاب عندما غادرت مكتب الإدارة لقد ربحت !طارت وهى تشع بهجة بسيارتها .أن مرتبها المقبل المرتفعسيسمح لها بإن تستأجر شقة لجون ويمكنه أيضا أن يدخل جامعة تكساس إبتداء من الخريف بعد أن قضى سنةفى كلية هيوستون وسيحقق أبنها حلم حياته
عادت الشابة وهى تتقافز فوق مقعد القيادة وتصيح النصر بصوت مرتفع ورغم رغبتها المحمومة أن تشارك أحدا سرها إلا أنها قررت أن تحفظ السر إلى وقت الأحتفال المنظم على شرفها ونجاحها فى الدبلوم وهذا يتطلب منها أن تكتمه لحين وصول والديها من تكسيكانا بعد الغداء أنها ىلم ترى جوين وجورج رايت منذ عيد الميلاد المجيد ولقاءهما سيجعل الدموع تطفر من عينيها وسيتناقشون جميعا دون توقف فترة ما بعد الظهر كلها
قبل رحيلها مساء للقيام بجولة يوم الجمعة المعتادة بالشاحنة أصرت السيدة رايت أن تجعلها تقيس الثوب الجديد الذى أعدته لهذه المناسبة كان القماش من نوع شعبى بلون بيج رقيق ومطرزا بالزهور الوردية الفاتحة مختلطة بأوراق خضراء حول الفتحات والكمين قالت كريستينا :
-أنه ثوب فاتن ومضبوط المقاس تماما يا أمى
شع وجه الأم بالبهجة وهى تقول :
-أنا وأبوك فخوران بك يا عزيزتى
-أعرف يا أمى وأنا أسفة حقا لأنى تركتكما وذهبت إلى العمل
-لا تقلقى علينا أبدا إن إيفلين وهوب دعونا إلى العشاءواللعب بالدومينو بعد ذلك
كان الإغراء كبيرا أمام الشابة ألا تتحرك من مكانها لتبقى بصحبتهما حتى موعد رحيلهما ولكنها لن تحصل على وظيفتها الجديدة إلا فى سبتمبر وكل قرش تحصل عليه له قيمة
منتديات ليلاس
بعد ظهر السبت كان بيك يلمع سيارتيه الرولزريس فى جراحه لم تكونا فى الحقيقة فى حاجة إلى ذلك خاصة وكل منهما فى حالة ممتازة ولكنها كانت مجرد حجة ليبتعد بيك عن أمه وأخواته المنهمكات فى استعدادات الأمسية احتفالا بدبلوم كريستينا إن السية روسو وكريستينا سيتعارفان وهو سعيد بذلك أخذ يلمع سيارته ذات اللون السماوى التى سماها (السحابة الفضية) وذهنه يدور حول العلبة الصغيرة التى وضعها فى درج الكومودينو فى حجرته حيث وضع فيها خاتم الخطوبة المرصع بزمردة كبيرة ومجموعة كبيرة من الماس أنه سيطلب الليلة يدها لزواج وهو ما جعله عصبيا
كان بيك يأمل أن يستطيع إجبار كريستينا على تحديد موعد الخطبة فى أقرب وقت ممكن ذلك لأن كل قلقه ينصب على قيادتها لتلك الشاحنة المفزعة القاتلة.
-سينتهى بيك الأمر لأزالة الطلاء
رفع عينيه كانت بيانكا مستندة على السيارة الرولز الصفراء الأخرى بجواره
-ربما يحدث هذا .إنى لم أقم بتلميعها منذ أن أشتريتها ...أنها المفضلة عندى....هل أنتهيت؟
ردت عليه أخته بأبتسامة ساخرة :
-أنا...نعم....وأمى وأماليا وآنا منهمكات فى العمل ومهمتى هى نفخ بالونات الزينة ولكن رئتى المسكينتين لم تعودا تستطيعان العمل.
نفخت خديها وأطلقت نفسا ضعيفا ,سألها بيك:
-ولماذا البالونات؟
-أنت تعرف أمى...أنها تعتبر علامة فقر أن نضع مئات الورود على الموائد فأضفنا عشرات الدستات من البالونات وحوالى خمسين مترا من الأشرطة على حافات حوض السباحة والنجف وكأنه حفل عرس
-كم أحب أن يكون حفل عرس
-هيه!هل الأمر جاد إلى هذا الحد ؟
-نعم إلى هذا الحد
أبتسمت له بيانكا أبتسامة موافقة وقالت :
-رائع...إنكما تشكلان زوجين رائعين وأعتقد أنكما ستسعدان سويا.قل لى أذن مادمنا سنكون أسرة واحدة هل تعتقد أنها ستبيع لى بيتها بثمن بسيط؟إننى أعشق الحصول على هذا البيت العتيق كى أعيده إلى حالته السابقة
قطب بيك جبينه وقال :
-إننى أسالك إن كانت سعادتى هى التى تهمك أم البيت القديم الذى تريدين الحصول عليه ؟
بدأ أنها تدرس السؤال بأمعان ثم أنفجرت ضاحكة :
-سعادتك دون شك....والأن هيا فقد حان وقت أن تستيقظ إذا كنت تريد اللحاق بموعد كريستينا ووالديها خلال ساعة
فى الساعة المحددة كان بيك مرتديا بدلة رمادية ممسكا آلة تصوير فى يده وهو يطرق باب بيت كريستينا قال لها عندما فتحت الباب :
-انت رائعة....هل تشعرين بالعصبية؟
-هل هذا ظاهر ؟
قبلها ودخل ليتعرف على والديها صعق أمام التشابة الشديد بين جوين رايت وأبنتها
كان لهما نفس الشعر وأن كان شعر الأم فضيا ونفس العينين الزرقاوين بينما ظهرت بعض التجاعيد الخفيفة عند ركنى العينين فى وجه جوين الذى زينته بشدة ,فصافح بيك يد جوين وقال مبتسما:
-إنه ليسعدنى أشد السعادة أن أتعرف عليك وأعرف أنك لأبد فخورةللغاية بكريستينا وأشكرك على السماح لى أن أشاركك هذه الأمسية المميزة أنا وأسرتى
تبادل بيك والأب المصافحة بحرارة ووجه له كلمات رقيقة وأقترح أن تلتقط بعض الصور قبل الرحيل إلى الجامعة .همست أمها فى أذنها وهم يهبطون الدرج:
-أنه جذاب وساحر أنه رجل مهذب حقا
أضاف جورج رايت بنفس اللهجة :
-بالتأكيد هو نموذج ممتاز وأحب هذا النوع من الرجال الذى ينظر إليك مباشرة فى عينيك
أستهلك بيك تقريبا فيلما بأكمله وحاز إعجاب آل رايت تماما وأنهت كريستينا المشهد بأن أعلنت :
-إذا لم نرحل فى الحال فإننى سأفوت الأحتفال
أستقر جون بين جديه فى الأريكة الخلفية فى السيارة الرولز بينما جلست كريستينا فى الأمام بجوار بيك عندما وصلا سرداق الأحتفال كانت الصفوف قد أعدت فأسرعت كريستينا بالأنضمام إليها بينما ذهب الباقون ليجلسوا فى أماكنهم.
لقد درست بحماس وجهد لتصل لهذا اليوم الموعود حتى أنها أوشكت أن تعتقد أنه لن يأتى حقا أجتاحها خليط من المشاعر المتضاربة جعلت الدموع تصعد إلى عينيها.كانت مرتدية قبعة التخرج السوداء والعباءة الجامعية وهى تصعد الممر الرئيسى مع زملائها.فى اللحظة التى صعدت فيها المنصة لتتسلم الدبلوم وضح لها تماما أن هذه الواقعة تشكل نقطة تحول كاملة فى حياتها وبداية مرحلة جديدة واعدة رائعة.
عندما ألتقت كريستينا بعائلتها فى السيارة بعد الأحتفال الرسمى ضمها بيك بقوة وقام كل فرد بتهنئتها بطريقته الخاصة كانت مشرقة الأسارير وشاردة بعض الشئ وهى تفكر فى سعادتها الجديدة نقلتها السيارة الرولز إلى بيتها حتى يمكنها أن تبدل الثياب من أجل السهرة التى ستبدأبعد ساعة على حافة حمام السباحة ,سألها بيك:
-أتودين منى أن أنتظرك حتى ترتدى ثوبك ؟
-لا....سأصلبعد حوالى نصف ساعة...ولكن على أية حال أشكرك لأنك نقلتنا إلى الأحتفال إن أبى وأمى لم يركبا أبدا سيارة رولز فى حياتهما وأعتقد أنهما تأثرا من ذلك لحد بعيد
-كنت أفضل لو أنهما تأثرا من السائق أكثر من السيارة
-تأكد من أنهما فعل ذلك أيضا
كانت كريستينا تشع سعادة وه تناور بالشاحنة حتى مخرج الممر الدائرى بطريقة بطئية تدل على عدم رغبتها فى الأسراع .قفزت إلى وفردت ثوبها وأمسكت بجهاز اللاسلكى المحمول كانت الشمس تختفى خلف أشجار نهر أوكس ونسيم خفيف أت من الشمال يلطف من الجو
كان الوقت مثاليا لتناول العشاء فى الخارج كان بيك ينتظرها أمام باب الدخول خرجت وأشارت له بيدها وهى تسرع نحوه سألها:
-لماذا أتيت بالشاحنة ؟
-أنها أمسية السبت قد أحتاج إليها
-ولكن....إنها أمسيتك....لا تقولى إنك سترحلين وسطها!
-لا تقلق وأعتزم أن أذهب إلى هناك فيما بعد.لقد وعدنى بيفن أن يرد على النداءات فى غضون بعض الساعات ويذهب بشاحنته ولم أحضر هذه إلا لحالات الضرورة
-يا حبيبتى!لقد تعشمت أن تكون هذه الأمسية....يا إلهى!يا كريستينا إذا كان الأمر يتعلق بالنقود فقد فرغ صبرى من هذه الناحية
كفت الشابة عن الأبتسام :
-أرجوك يا بيك لا تفسد على ليلتى
-أنا أسف يا عزيزتى وأنما أنا أفكر ببساطة....
قاطعه صوت امرأة عجوز :
-نيقولا لا تدع ضيفتك مسمرة هناك....تعالى....تعالى يا عزيزتى!
-حاضر يا أمى...أقدم لك كريستينا بوندر ضيفة الشرف
قالت السيدة روسو زهى تصافحها بحرارة :
-لك كل التهانى القلبية لحصولك على الدبلوم...لقد سمعت أمورا رائعة عنك ويسعدنى أن أتعرف عليكى
أجابت كريستينا التى أحبت المرأة من أول نظرة :
-هذا شرف لى....أن لك أسرة رائعة!
-أنها فاتنة نيقولا أنها تعجبنى كثيرا
رد بيك وهو يضحك:
-وأنا كذلك
سحبت السيدة روسو كريستينا دون أن تكف عن الثرثرة وهى تريها ديكورات ومعدات البوفية .
لم يتأخر المدعون فى الحضور.حضرت كارين هولدر وقد تبعتها آماليا وبيل سيمونز ثم تونى ميليا وأبناؤه سال وكارلو ثم سرعان ما وصل آل رايت فى صحبة اللوفيل ثم إيميت لايمان وزوجته وكذلك بقية الأصدقاء وجيران الشابة قال إيمت وهو يصافح بيك بحرارة :
-أعرف أنك ساعدت كريستينا فى إستعادة السيارة البونتياك وأنا شاكر ومقدر لك ذلك إنه عمل شجاع قامت به الشابة وتستحق عنه أجرا كبيرا .
رد عليه بيك ببعض الكلمات المجاملة وأستدار ليستقبل جون وصديقته الصغيرة الشقراء ذات الشعر الأحمر.
عندما وصل كل المحتفلين بمن فيهم العم لارى وهو يرتدى قميصا من هاواى متعدد الألوان وبنطلونا أبيض,تأكد المضيف من أن الجميع أحتسوا مشروب الضيافة فى صحة المحتفى بها قال وهو يحتضنها ويرفع كوبه عاليا:
-فى صحة كريستينا ونجاحها اليوم
رددت كل الأصوات فى نفس واحد :
-فى صحة كريستينا
لفت كريستينا ذراعها حول وسط بيك وهى تبتسم وتمنع الدموع من السقوط وترفع الكوب بدورها :
-فى صحة أصدقائى وأسرتى,شكرا لكم وشكرا لك يا بيك أننى لن أنسى أبدا هذا اليوم
-كافأها بنظرة تائهة وهو يقول:
-إن السعادة كلها ترجع إليك أيتها النمرة.
أشار إلى المدعوين فسارعوا بملء أطباقهم من البوفية الفاخر والعامر بما لذا وطاب من الطعام والشراب والحلوى والفاكهة ثم أخذ كل منهم مكانه أمام المائدة المخصصة له....فى أثناءوقوف المدعوين فى طابور أنتهز بيك الفرصة ليأخذ كريستينا جانبا
سألته وهى تدعه يقودها:
-أين نحن ذاهبان؟
قادها بيك إلى حجرته حيث أغلق عليهما الباب
-إننى فى حاجة إليك لحظات بمفردنا
أخذها بين ذراعيه وقبلها فى شوق وهو يقول :
-أهـ لو علمت كم أشتقت إليك؟يا حبى .أتدرين منذ متى؟
تنهدت الشابة:
-من حوالى أسبوع
-ستة أيام وثلاث ساعات وربع الساعة
سمعا صوتا نسائيا من فتحة الباب يقول :
-أسفة لقد حضرت لآخذ معدات الزينة
شاهد العاشقان وراء الباب كارين تبتسم حاولت كريستينا أن تبتعد عنه ولكنه منعها وأشار إلى كارين بطرف أصبعه :
هناك تجدينها
-شكرا وأستمرا فى المشهد الرائع
ضج الأثنان فى الضحك قالت كريستينا :
-أعتقد أن علينا أن نعود إلى أسفل فقبل كل شئ أنت مضيف وأنا ضيفة الشرف
-حسنا...ما دمت تصرين....ألا تريدين حقا منى أن أقنعك بقضاء الليلة هنا بدلا من الخروج بالشاحنة
أبتسمت وهزت رأسها نفيا فى بطء :
-سأحضر بعد غد عند رحيل والدى
-لدى شئ مهمة أود أن أقوله لك ولكنى أعتقد أنه على أن أنتظر إلى أن نصل إلى هناك
رتبت الشابة زينتها وملابسها وهبطا كى يملأ أطباقهما بالطعام وعندما شاهدت برطمانا ضخما من الزيتون الأسود من بين الأطعمة رفعت أحدى حاجبيها ونظرت إلى رفيقها,قال بيك هامسا فى أذنها :
-أنى لم أستطيع أن أقاوم الرغبة فى طلبه
غرف معلقة كبيرة ووضعها فى طبق السلطة بعد ذلك أنضما إلى آماليا وبيل سيمونز على مائدة لأربع أفراد كان صوت الضحكات المرحة يشع الحياة فى الشرفة حيث كان العم لارى يسلى جيرانه ببعض ألعابه السحرية قال بيك معلقا :
-أنه رجل ممتاز
-لا تذكرنى به لحسن الحظ أنه لم يحضر معه مكعباته الزجاجية والبلاستيكية ليضعها وسط أكواب المياه
قصت كريستينا للمجموعة قصة حياة العم لارى ووصفت لهما محله للعب والخدع ,قالت آماليا معلقة :
-أوهـ...من الأفضل ألا تتحدثى عنه لأن بيل يعشقهذا النوع من الخدع
رأت كريستينا أمها والسيدة روسو منهمكتين فى محادثة طويلة أومأت برأسها نحوهما وقالت لبيك:
-يبدو عليهما الأنسجام
-لدى إحساس بذلك ,فهل أنت سعيدة ؟
-جدا
هبط الليل شيئا فشيئا على المحتفلين وأستمرت الوجبة فى نفس الجو السعيدوفى لحظة إحضار الحلوة الشهية لكريستينا المكونة من الفراولة بالكريمة سمعت صوت إنذاراللاسلكى فنهضت فجأة:
-أوهـ...لقد نسيت أن أوصل اللاسلكى بالجهاز بالسيارة جرت نحو الشاحنة يتبعها فى الحال مضيافها
وبعدأن تبادلت حديثا قصيرا فى اللاسلكى صعدت إلى مقصورة القيادة وهى تصيح من خلف كتفها :
-لقد وقع حادث سيئة فى الطريق رقم 10لقد أنقلبت شاحنة مليئة بالبنزين وهم محتاجين لى حالا
-أنتظرى يا كريستينا
ولكنها أنطلقت فى الحال وصوت الإطارات يصدر صريرا عاليا لاحتكاكه بالأسفلت ولم يستطيع أن يلحق بها جرى نحو الجراج كانت كل السيارات محجوزة فيه اللعنة ماذا يفعل ؟وصلت بيانكا فى أعقابه وسألته:
-ماذا جرى؟
-لقد رحلت كريستينا بالشاحنة لجر شاحنة فنطاس بنزين وقع لها حادثة ويبدو أن الأمر خطير أعيرنى سيارتك
أخرجت أخته سلسة المفاتيح من جيبها ونأولتها له وهى تقول :
-هيا أذهب وسأعتنى بالسهرة
-اللعنة على تلك السهرة!
أحس بيك بالخوف يقلص بطنه وجرى ناحية السيارة الرياضية وأندفع ناحية الأتجاه الذى سارت فيه الشاحنة السوداء الضخمة التى تقودها كريستينا
أضاءت كريستينا الكاشافات الأمامية العالية وأجتازت الطريق السريع فى سرعة فائقة استغرق الأمر منها ثلاث دقائق فقط لتصل إلى المكان.كان عدد كبير من سيارات الشرطة تمنع المرور من الأتجاهين بينما وجدت شاحنتى جر أخريين مما تعمل يدويا على جانبى الطريق
قفزت كريستينا إلى الأرض وأتجهت نحو رجل الشرطة الذى كانت تعرفه كان منهمكا فى منع الفضوليين وأبعادهم بمسافة مناسبة عن مكان الحادثة عندما تقدمت منه وتعرفت على السيارة الصغيرة الحمراء التى تحطم الجزء الخلفى منها تحت الشاحنة الضخمة تجهمت كانت سيول من البنزين تخرج من الخزان المحطم وقد فاحت رائحته النفاذة,قال لها رجل الشرطة:
--أننى سعيد لرؤيتك إن تلك الشاحنة يمكن أن تنفجر بين لحظة وأخرى وهناك مراهقان محصوران بداخلها وهما شبه فاقدى الوعى وتسيل منهما الدماء بكثرة ولا توجد فرصة كبيرة لإخراجهما من هناك دون إصدار شرار من ماكينات القطع
أشارت كريستينا إلى الشاحنتين الجرارتين :
-وهاتان...ألا تستطيعان عمل شئ؟
-أنها مخاطرة كبيرة...لقد أضطررنا للف سلاسل الجر حول هيكل الشاحنة حتى يمكن سحبها ولكن لو أشتعلت فيها النيران فستصيبهما كذلك ولكن عن طريق أذرع شاحنتك الهيدروليكية قد يمكنك التصرف وفى حالة اندلاع الحريق فإن الخطر قد يصبح أقل ويمكنك الهرب بسرعة,ولسوء الحظ فإن سيارات الحريق التى استدعيت وقع لها حادثة وهى أتية إلى هنا ولا نستطيع انتظار السيارات الأخرى.....أتحبين التجربة ؟
لم يكن لديها حرية الأختيار تصورت أن جون كان ممكن أن يكون احد المراهقين المعرضين للهلاك تعرفت على أثر الوقود الداكن واللامع فوق الأسفلت والذى أخذ يتجمع شيئا فشيئا قالت وهى تستدير إلى ضابط الشرطة بطريقة آمره:
-أجمع كل طفايات الحريق الموجودة وكن على أستعداد.سمعت صوت بيك يناديها فأستدارت ورأت أحد رجال الشرطة يحاول جاهدا إبعاده عن المكان صاح بيك فيها بصوت عالى :
-لا تذهبى إلى هناك
أحاط به شرطيان أخران فى اللحظة التى صعدت فيها إلى مقصورة القيادة فى شاحنة الجر القى بيك بأحد الشرطين أرضا ولكنهما أستطاع تثبيته فى الأرض وجراه خارج نطاق الخطر.أمام قوة رجلى شرطة المرور لم يستطيع بيك سوى أن يسب ويلعن ويموت قلقا وخوفا عليها وهو عاجز عن فعل شئ...هبطت ذراع شاحنة الجر ثم أمتدت لتمسك بكلاليبها العجلتين الخلفيتين للسيارة الحمراء ,كانت كل عضلة من جسمها ترتجف وأزدادت رائحة الوقود النفاذة حتى أوشك قلبها أن يتوقف.سمع صوت نفير سيارة عن بعد ثم أقتربت فتعرف بيك على كشافات سيارة الإطفاء الضخمة التى تتجه نحوهم تتبعها سيارة إسعاف عن قرب صرخ وه يتأوهـ فى نفسه:
-انتظرى يا كريستينا
أنتظرت كريستينا فى هدوء حتى تتخذ سيارة الحريق موقعها وفى حال سارت بالشاحنة بدقة وهى ترفع الكلاليب الصلبة انفصلت السيارتان المصدومتان فى صوت ضجة رهيبة نتيجة تمزق المعدن وبدأ الشرر يضوى وأشعل النار فى الأرضية.كانت ألسنة اللهب الأزرق والبرتقالى تتصاعد على غطاء محرك السيارة الصغيرة المصدومة وتتجه نحو فنطاس البنزين.تراجعت شاحنة الجر بسرعة بينما أخذت مجموعة من مضخات الحريق ذات فاعلية شديدة تصب كميات هائلة من الرغاوى الكيماوية بينما كانت مجموعة أخرى من الخراطيم تحاصر اللهب المتجه إلى الفنطاس
أغمض بيك عينيه وأنهار مستندا على أحد الشرطين الذى ساعده على الوقوف وقال بهدوء :
-لقد خرجت من الخطر يا سيدى والأمر على مايرام...لاتكن قاسيا معها,ألم تتمكن من إنقاذ حياة هذان الغلامان؟
منتديات ليلاس
نظر بيك نظرة صاعقة ثم سار وساقاه لا تقويان على حمله نحو الشاحنة.كان المسعفي مهتمين بإنقاذ الجرحى داخل سيارة الإسعاف
نزلت كريستينا من المقصورة عندما رأته لم تكن هى الأخرى متمالكة لنفسها وقد أرتجفت فرائصها ودق قلبها بعنف.أبتسمت له ولم يرد على ابتسامتها كان فكه مشدود ونظراته ثائرة وسط المعمعة حيث أنطلقت سيارات الإسعاف والمطافئ والشرطة فى ضجة تصيب الأنسان بالصمم أمسك بيك برسغها وأخ1 يهزها بشدة وهو يصرخ :
-ما الذى أصابك حتى تندفعى هناك كالمجنونة ؟كان من الممكن أن تقتلى أو تحرقى حية
-إننى أسفة لأننى أقلقتك يا بيك ولكن لم يكن أمامى أى خيار كان لأبد أن أذهب
-ليس عندك أى خيار؟!!طبعا كان لديك خيار كان فى أمكانك أن ترفضى كأى امرأة لديها ذرة من العقل
-كان لأبد أن يقوم بهذا العمل شخص ما هذا هو عملى.اهدأ وأتركنى لأنك تؤلمنى.
خفف من قبضته ثم أخذها بين ذراعيه.وهمس:
-يا حبى !لم يسبق لى أن خفت كما حدث الأن فى حياتى,لا تكررى ذلك أبدا...إننى أحبك...إذا كنت فى حاجة إلى الكمال لدرجة تجعلك تخاطرين بحياتك فإننى أعطيك كل ما تريدين إننى غنى.تزوجينى ويصبح كل قرش أملكه ملكا لك.أننى أمنعك من ركوب شاحنة الموت هذه أتركيها هنا وعودى معى إلى البيت حيث مكانك.
أمفجر غضبها عند سماعها تلك الكلمات
-أتمنعنى؟أود أن أوضح لك أننى أنا التى تقرر كيف أكون وإننى لست فى حاجة إلى أموالك اللعينة إننى قادرة على مواجهة مطالبى بنفسى يا بيك روسو
-هذا مستحيل يا كريستينا لأبد أت تختارى بين سلامتك معى وبين هذه الشاحنة الشيطانية لأبد أن تختارى الآن وحالا.
أحبت كلمات بيك التهديديه والباردة عادت ذكريات لدى الشابة كلها مرارة مما زلد من تصميمها :
-أتهددنى الأن؟لقد أخبرتك أننى لن أقع أبدا فى الفخ بهذا المنطق كفانى ما رأيته مع كيرت
صعدت الشاحنة ومالت برأسها خارج النافذة وصاحت :
-يمكنك أن تذهب إلى الشيطان بأموالك وتهديداتك
صاح بدوره بعد أن وجد نفسه وحيدا وسط الطريق
-إننى لا أهضم هذا النوع من الجدال وليست لدى النية أن أشاهدك تاقين بنفسك تقتلين نفسك دون أن أتصرف,أنا لست مثل كيرت وأنت تعرفين ذلك جيدا!عندما يعود إليك بعض رشدك تعرفين أين تجدينى!!!!!نهاية الــفــــصـــل الـــتــاســـع
أنت تقرأ
خطوات حذرة -
Roman d'amourيهما ينتصر على الأخر الزواج أم العمل؟ فرضت الظروف القاسية على هذه المرأة أن تعول نفسها بعد وفاة زوجها فى حادثة مؤلمة وأن تعول أيضاً أبن زوجها الراحل فأختارت عملاً شاقاً لا يناسب إلا الرجال الأشداء وهو أن تقود شاحنة ضخمة تقوم بسحب السيارات المعطلة عل...