٣- نبيل ! أم مجرم !

472 42 7
                                    

" امي إن المنزل يضيء ! "
" امي ان النيران تحتل المكان ! "
" اخرجوا هذا الفتى من هنا ... "
- كنتُ الفتى بلا اسم -
عيناه كانتا ذابلتين خامدتين في الذكرى المدمرة لحياته ، وحرقت الجمال في عينيه ..
منذ ان اشتم رائحة الوقود في ذاك اليوم المشؤوم ورأى ظل الشخص الذي يركض في المنزل ويرشه في كل مكان والحقد في قلبه يغلي
كان مختبئاً ضعيفاً وهو يرى النار تسير في الانحاء ، حاول إيقاظ والديه ولكن الناس ابعدوه ومنعوه ...
شهد تفحم جثتي والديه بناظريه والبشر يضحكون ...
شعر بغصة حارقة فتناول جرعةً من كأس النبيذ الذي امامه ينسيه ماضيه وذكرياته التي لم تعد تنفعه في شيء
" تبدو مهموماً للغاية ، هل تود كوباً آخر  ؟ "
أومأ براسه دون ان يفتح فمه بكلمة ودون النظر للفتاة التي تكلمه ، يحدث معه هذا تماماً كلما يدخل لهذا المكان الذي يسلب منه وعيه ..

احاط الكوب المملوء امامه بيده شارداً في لونه .
دوا صوت انفجار مفاجئ أرعب كيان جميع الحاضرين وأيقظه ايضاً من شروده
أدار رأسه للخلف نحو زجاج المتجر الذي يعكس صورة سيارته المندلعة بالنار ؛ ذُهل من المظهر وبقي محدقاً به لفترة والناس يركضون ويرشوها بالماء ليطفئون نيرانها بعد ان قفزت لمسافات بفعل الانفجار الذي حصل بها ..
ضغط على الكوب الذي في يده بنفاذ صبر يحاول ان يمسك أعصابه ويغفل عن الأمر .. تحطم الكوب في قبضته وانسكب النبيذ من يده ففشل في محاولته بإمساك أعصابه
رص على اسنانه بحنق " هم من بدأوا الحرب "

خرج ليرى سيارته ويتفحصها وهو يجول حولها بنظر دقيق ، توقف عند أشلاء حقيبة الاموال التي سببت الانفجار ، وسلبت منه سيارته والتي كانت على وشك ان تسلب حياته لو كان بها

تحرك نحو الدراجات النارية المركونة في جانب المتجر ، اختار افضلها ليسرقها وقادها بعيون ملتهبة لا تنوي الخير ابداً ..

" إيليا .. إيليا "
قطبت جبينها بصداع بسبب المخدر ثم بدأت بفتح عينيها بتعب لترى المكان مختلف هذه المرة ووضعها ايضاً
ليست معصوبة العينين ولا مكممة ، حاولت التحرك ولكن الكرسي يقيدها بإحكام شديد
لقد صدق ذاك الشاب الغريب حينما أخبرها بأنها عندما تستيقظ ستكون تحت رحمتهم ..
شعرت بالضيق لإمساكهم بها واخذ احتياطاتهم من كل الجوانب التي كانت تختارها للهروب منهم

" اتمنى ان تكوني توقفتِ عن اللعب معنا ! "
رفعت نظرها باحثةً عن مصدر الصوت في الظلام الذي يحيطها ؛ أضاء لها ذلك الشخص المتحدث شمعةً لتمكنها من الرؤية واتجه نحوها
استطاعت ان ترى الجسد العريض المليئ بالوشم
والرأس الاصلع ذو الوجه الخبيث
مال بجسده نحوها وأسند ذراعه على الكرسي المقيدة به ونظر إلى عينيها قائلاً
" انا متأكد من انكِ رأيتِ كل شيء عندما قابلتي روح والدي "
أدركت بأن التهرب منهم مستحيل وبأنها ستلقى المصير نفسه إن كذبت وإن قالت الحقيقة ، ولن تستطيع الهروب هذه المرة ، ما عليها إلا تقبل الوضع ..
واجهته بقولها بقوة " أجل لقد رأيت كل شيء "
بانت البهجة على ملامحه وانصت إليها لتكمل
" ولكن عليك ان تؤمن لي الحماية لأن ما سأقوله سيجلب الخطر لي من قِبل بعض اتباعك "

أعمى البصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن