إستغربت ماري من تصرف لولا فسألتها " لولا مابك!"
نظر إليها لولا و أجابت " لا شيئ" و قد ظهرت علامات الخوف على وجهها
"لا أراك بخير ، ماذا تخفي عني لولا" قالت ماري بصوت مضطرب
أردفت لولا " في الحقيقة أظن أن لديا مشكلة "
" ماذا مشكلة!! منذ متى ؟" أضافت ماري متعجبة
"منذ أسابيع ، أنا أرى مل ليلة شبح في حلمي ، و لقد رأيته قبل قليل أمام باب منزلنا "
"أوه لولا ، أنتي تمزحين صحيح ، أعرف أنتي فقط تردين إخافتي " قال لولا بصوت خائف
أجابت لولا"لا أبدا أنا لا أمزح "
قالت ماري " هذه هواجيس لا تخافي أختاه "
أردفت لولا "لننسا الأمر"
توجهت لولا و معها ماري إلى الجامعة حيث وجدوا هانري يسمع الموسيقى و يرقص كالفتى المجنون
ضحكت ماري بصوت عالا ففزع هانري و قال " أغبية أنتي ، آه لقد أرعبتني "
أجابت ماري " أحمق "
قالت لولا " شقيان ، هيا لنذهب "و في المساء و كالعادة عادة لولا و ماري إلى المنزل و جلسوا يأكلون يتحدثون
ثم بعد وقت توجهت كل واحدة منهما إلى غرفتها
جلست ماري أمام التلفاز ووضعت فيلما و بقيت تشاهده
أما لولا فقد جلست تنظر إلى ذلك الكتاب دون قرائته
وضعت لولا رأسها على الوسادة و غطت نصف جسدها و إستسلمت للنوم
ظلت لولا أشهرا ترى جون بمنامها ، حتى إعتادت على رأيته كل يوم
كانت لولا تنتظره كل يوم و هي نائمة ليأتي و يأخذ روحها إلى عالمه لكي تقضي وقت جميلا معه و كان عندما لا يأتي تستافيق باكية تشرب قليلا من الماء الموضوع بجانب سريرها فوق الطاولة ثم تعود للنوم و تقوم بندائه مرات عديد ليحضر و تستفسر عن سبب غيابه عنها
أحبت لولا شخصية جون الشبح فهو شبح متقلب أحيانا يكون هادئ و أحيانا يهيج كالثور و أكثر فتخرج لولا من عالمه مسرعة
تعلقت لولا بجون كما تعلق بها هو و قد وقعا في حب بعضهما
و دائما كان يخطر ببال لولا " كيف يمكنني أن أحب شبح؟ ، لما لم أحب إنسان ؟، ماهو السبب يا ترى ؟ "
و قد قام جون بوعد لولا أنه لن يتركها أبدا و سيتزوجها لكن لولا كان تعتبر الأمر مستحيل "كيف شبح يتزوج من إنسان ؟ كيف ستكون العلاقة بينهما!"
و اليوم إستلقت لولا على فراشها و أغمضت عينيها و راحت تنادي جون إلى أن إستغرقت في النوم و حضر
قالت لولا و قد كانت تبتسم "جون ،لقد وجدت الحل لنبقى مع بعضنا دائما "
جون " حقا ، ماهو ؟"
لولا " يمكنكا قتلي في الحياة و سأكمل معك هنا "
"هل جننتي ! لا لايمكنني فعل هذا "أجاب جون وقد زالت إبتسامته عن وجهه
"لا لم أجن هذا هو الحل يا جون "أردفت لولا
"لا لا لايمكنني فعل هذا لولا ، أنا آسف حقا " أضاف جون
قالت لولا بإستغراب " ماذا تقصد بآسف جون ؟"
"لولا أنا حقا آسف قررت الإبتعاد عنك واصلي حياتك ، لن أحضر إليك مرة أخرى نحن لا نناسب بعضنا فأنتى إنسن أما أنا فشبح"
قال جون وقد ملأ صوته الكثير من الحزن
أجابت لولا "لكن يا جون ماذا عن الوعد....." و لم تكمل كلامها حتى قال جون " هيا لولا أخرجي من عالمي أخرجي و لا تعودي أبدا"
صرخت لولا " لاااا أرجوك "
خرجت لولا من عالم جون و إستفاقت وهي تصرخ و تبكي فحضرت ماري مسرعة و قالت " لولا مابك أختي لماذا تصرخين هل شاهدتي ذلك الشبح مرة أخرى؟"
أومأت لولا برأسها و الدموع تنزل من عينيها
فطلبت ماري أن تكمل ليلتها مع لولا فمدت جسدها بجانب لولا و عانقتها بحرار و نامت أما لولا فقد بقيت مستيقظة تفكر في كلام جون
.....
و في الصباح إستيقظت ماري و حضرت الفطور ثم ذهبت لتوقض لولا
فتحت الباب و دخلت فوجدت لولا تتظر في المرآت وتتحدث مع نفسها
" جون لماذا تركني ، لقد وعدني بالبقاء معي لكن لم يوفي بوعده لي ، لقد طردني من عالمه ...."
دخلت ماري و سئلة لولا على جون فقصت عليها الحكاية من الأول مما جعل ماري تشعر بخوف شديد على لولا
لكن لولا أراحتها بقولها "لن آراه مرة ثانية هكذا قال"
و بعد ذلك طلبت لولا من ماري الإتصال بهانري و الذهاب إلى الجامعة فنفذت
خرجت ماري و لولا من المنزل و إلتقيا بهانري ثم توجهوا إلى الجامعة .....
.قررت لولا عدم الدخول إلى المحاضرة
ففرح هانري و أصبح يرقص فرحا ثم إستغرب و قال "ماذا ، ماذا قالت ؟"
أجابت ماري " لن ندخل الفصل اليوم "
" حقا ، كيف قالت هذا ، أعرف أن لولا لا تحب الغياب " أردف هانري وقد ظهرت علامات الإستغراب على وجهه ثم أضاف" يا بنات هل هناك مشكلة "
نظرت ماري إلى لولا
قالت لولا " أجل "
أجاب هانري " هيا أخبريني "
أخبرت لولا هانري بقصتها وقد بقيا مستغرب فصفعته ماري
و في كل مساء تعود لولا تدخل غرفتها و تستلقي علي فراشها و تحاول منادات جون لكن لا إستجابة
ظلت تحاول و تحاول و تحاول وهي على يقين أنها ستراه يوما ما
ظلت أسابيع و أشهر و هي تحاول لكن دون جدوى
و في يوم من الأيام إنتهى الأصدقاء الثلاثة من الجلوس في المقهى و توجهوا نحو الجامعة كالعادة
كانت الجامعة في حركة غير عادية كل الطالبات مجتمعون في حلاقات و يتحدثون
أرادت ماري الإستفسار عن سبب تجمع الطالبات فقالت إلي هانري و لولا " لحظة فقط سأعرف ما يجري هنا "
أجاب هانري " يالك من فضولية "
أردفت " قلت لحظة فقط "
توجهت ماري نحو الطالبات و سألت إحداهن فأخبرتها بإنتقال شبان جديدان إلى الجامعة فعادت ماري ضاحكة
سألها هانري عن سبب تحلق الطالبات فأجابته "إنتقال شبان جديدان إلى الجامعة "
قالت لولا " أمر تافه هيا لندخل "
أجاب هانري " ههههه حقا ، أغبياء " ثم مسك يد لولا و ماري و توجهوا نحو الدرج لصعود القاعة
فجأة وقفت لولا دون أي حركة و قد صدمت برؤية ....
◾◾◾◾◼◼◼◼◾◾◾◾