لا تعبث بما ليس ملكك |١٠|

2K 139 41
                                    


الحياة كالبيانو، هناك اصابع بيضاء وهي السعادة، وهناك اصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد انك ستعزف بالاثنين لكي تعطي الحياة لحناً..

_________________

"لقد خِفت عليكِ من برودة الطقس صباحاً وخلو الشوارع، وانت لم تخافي علي طفلتي التي لم تُكمل خمس سنوات من ان يختطفها اثنان لا تعرفهما ويذهبوا بها الي مكان غريب عنها!"

قالها زين بنبرة تائهة وهو يحاول استجماع قواه غير تاركا لها مساحة للرد ليردف مكملا

"دعك من هذا حتي،، لم تفكري فيا ولو للحظة واحدة؟ كيف انام وانا كل ثانية تمر اتخيل شكل ابنتي وهي خائفة وتصرخ وهم لا يكترثون لها، لقد كانت ترتجف خوفاً من ابرة بينما هي في احضان والدها ما بالك انت بحالها الان؟"

يتكلم بهدوء كونه يريد تأنيب ضميرها وهي امامه واقفة بثقة كبيرة وهذا ما يزيد من اغاظته،، انهي كلامه واغمض عينيه لتمسك هي بمعصميه الاثنان بيديها تجعله ينظر لها

"انا اراعي انك غير واعي لما تقوله الان، زين صدقني انا خائفة عليها مثلك واكثر وخائفة عليك ايضا، يداك باردة
ارجوك فلترتاح الان ولن يصيب ابنتك مكروه اعدك."

انهت جملتها محاولة تدفئة كفيه بين يديها ليترك يدها بقوة شديدة جعلتها تنتفض اثرها

"خائفة عليها أكثر مني؟؟ لما هل انتي والدتها وانا لا ادري مثلا ام انها فلدة كبدك التي لا تمتلكي غيرها في الحياة؟"

"لما تتحدث معي بهذا الشكل! انا لا املك صلة بما حدث اقسم لك لا اعلم كيف حدث هذا!"

قالتها بصراخ ليمسك بمعصمها بقوة ملقيا بها علي طرف السرير

"لا تمتلكين صلة ها؟،، اذا من اين جاءوا بالعنوان ايتها المغفلة المفضوحة هل انا بغبي!!"

لم يكمل ما كان يريد قوله حيث قاطعته وهي تنهض لتصرخ بوجهه

"نعم غبي واكثر من غبي لتعتقد شئ كهذ"

لم تُكمل جملتها لتتلقي صفعة علي وجهها جعلتها تفقد القدرة على جسدها بأكمله من الألم لتسقط علي السرير..

"اتعلمين ما الذي يحزنني،، كنت اريد الاعتراف لك بأنني امتلك بعض المشاعر تجاهك الليلة الماضية ولكنك كنتي تلمحين بشكل غير مباشر علي اننا اصدقاء لا اكثر لذا لم ارد احراج نفسي واحراجك معي..."

انهي جملته بنبرة هادئة وهي امامه مستلقية ممسكة بوجنتها بكلتة يديها غير ناظرة له، لم يأبه لها وخرج من الغرفة بلا هدف فقط ليبتعد عنها ليستوقف سيره في الممر اهتزاز جيبه معلنا رن الهاتف،،

رغم انه رقم غريب وغير مسجل لكنه رد لشعوره بأنه لوي او والدها..

آتاه صوت شبابي ذو نبرة مبحوحة مألوفة له ليعلم وقتها انه لوي وليس الرجل الكبير

"نعم ابنتك امامي الان سيد مالك،، ف"

قاطعه زين صارخا في الهاتف بلا وعي

"ماذا فعلت بإبنتي.. فقط احذرك! شعرة واحدة من رأس ابنتي تُلمس وسوف تري الجحيم بعين امه علي الارض. فأنت لم تعرف بعد من يكون زين مالك."

"لا تهددني مالك؟ ثم فقط لجعلك تعلم، بإمكاني اقتلاع اسنان ابنتك سن سن ونتف شعرها شعرة شعرة، ولكنني لن افعل هذا لأنها طفلة لا تمتلك ذنب، اطمئن، ابنتك تُعامل احسن معاملة ولن يؤذيها احد،، لقد فعلت هذا لأعلمك درسا بعنوان |لا تعبث بما ليس ملكك|، وايضا بإمكانك اعتباره انتقاما صغيرا عما حدث بيننا في الماضي وتعلم بالطبع ما اقصده؟"

سخر في آخر جملة له ليفتح زين عينه على مصراعيها غير مصدقا انه هو،، لهث زين من شدة اضطراب انفاسه ليردف لوي ساخرا

"نعم نعم مالك، انه انا"

تحولت ملامح زين الي الغضب ليصرخ مجددا بنبرته الثابتة

"لورين ليست لُعبة لأعبث بها، وبما انك فتحت ماضي اوراق قديمة بيننا فجملة لا تعبث بما ليس ملكك تحتاج انت لتعلُمها جيدا!"

قالها واغلق الخط لاعناً نفسه تحت انفاسه، وضع رأسه بين يديه متنهدا بعمق محدثا نفسه بتأنيب ضمير، لقد صفعتها وهي لا تمتلك اي ذنب!

صعد الي غرفتها سريعا مرة اخري ليجدها تضع اغراضها بإهمال في حقيبتها وهي تبكي

"لورين انا اسف، صدقيني انا لم اكن بوعيي لا اعلم كيف فعلت هذا لورين صدقيني"

يتكلم بنبرة سريعة وهي متجاهلاه تماما مكملة وضع اغراضها في الحقيبة بعدم اكتراث

"لقد وعدتك ان احميكِ من لوي،، صدقيني لن يتركك وشأنك لقد اختطف انجلك من اجلك انتِ لورين"

"نعم اعلم هذا،، لقد سمِعتك وانت تكلمه ولكن انا اسفة علي الذهاب فأنا لست الا خاطفة اطفال تقف بجانبك لخداعك واستغلالك ليس الا، وفعلا كنت استحق تلك الصفعة علي بالاعتراف! استحقها لأنني وثقت بك وسافرت معك اعتقادا انك ستحميني. "

شعر زين بوخز في قلبه لم يجد ما يقوله ولكن قبل ان يتأسف مرة اخرى قاطعه صوتها المهزوز الذي يستولي عليه الشك

"ما الذي بينك وبين لوي؟"

__________________


شابتر قصير عشان الكومنتس الكتير اوي اللي جاتلي عالشابتر اللي قبله 🙂 12 كومنت بحالهم -__-

بتحبوا الشابترز الطويلة ولا القصيرة؟

MILOVAT || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن