رَمادِّية مشرُوطَة

197 18 9
                                    


أفاق على صوت المنبه ، اطفأه يستوعب اللحظة ، كان الضوء ينسكب حول غرفة نومه بالفعل .

قام من السرير مترنحًا نحو الحمام يشعر بضيق أنفاسه وجفاف في حلقه ، تفحص وجهه المصفر يقيس درجة حرارة جبينه ،

ممتاز . هو مصاب بالحمى ..

"لا ، لن آتي اليوم أنا متعب .."
" لقد نبهتك البارحة كان باديًا على وجهك الأرهاق لكنك عنيد يا رجل .."

" لن تفيدني محاضرتك في شيئ، أراك غدًا "
" فقط سأخبر المدير أنك ستتغيب اليوم وغدًا ، إرتاح جيدًا "
"حسن.. "

أغلَق تايهيونغ الخط يدَلك جبينه عابِسًا يوسع ياقة قميصه الرسمي ، وكأنَّ جمرَتين مُحمرة بُدلت مكان عينيه ،زيادة على صداع يُنصِّف رأسه ، نهض عن الكنَبة الواحدة يسحبُ جسده المُحطم لألف قطعة إلى المطبخ المكشوف على صالة الشقة .

صنع عصِير ليمُون بالزنجَبيل تجرَّعه واقفًا عنده ، إبتلع عددًا من المسكنات ثم توجه إلى غرفه نومه

بدل ملابس العمل ؛ القميص والبنطال لمنامة حمراء اللون مريحة، غلَّق الستائر وانسل تحت عدد من اللحافات يستشعر الراحة .

زميله ذلك كان محقًا ، لو أنه رَفق بنفسِه مُنذ ظهور علاماتِ التعَب عليه لمَا سقط طرِيح الفِراش كالضحية هكذا ..

بدل التفكير أسدل جفنيه محاولًا النوم ..

بعد بِضع ساعات إستيقظ يسعُل ويعطِس ، شعراته التصَقت بجبينه المُتعرق ،خديه مُشتعلَي الحرارة تحت بشرته السمراء . كان مفعول المُسكنات ما جعله ينام بهدوء الأن يشعر وكأنه شاحِنة نقل دَهست جسَده ..

إقتَنع بفكرة أخذ شيئ فعَّال من الصيدلية لذا ارتدى معطفًا ثقيلًا على منامته وخرج .

لمَّا تَجاوز عتَبة شقته صنَت يحدق بالباب المقابل له ،
ربما يستعير من جارته بعض الدَّواء بدل أن يذهب بحالهِ هذهِ حتى الصيدلية أولَ الشارع .

مُوقفُه الحالي متشنج قليلًا ..
لقد تعمد مباراتها لأكثر من عِشرين يومًا الماضِية وبدل تبرير تصَرفاته الطُفولية بشكل أو بآخر ، هاهوَ بكل بجَاحة يُفكر بطَلب معرُوف مِنها ..

مع ذَلك ، مراجعته لنفَسه لم تمنعه التقدُم بوقاحته..
ذَلك لأنه ..لا شيئ يُفصَّل حديثه في الواقع ..

هما لا يلتقيان وحسب .

طرَق الباب وانتَظر ..
طرقه مرة أُخرى ، إستَعمل الجرس لكِن لا مُجيب ،

احتَضن نفسه يفرِك ذراعيه ،
غريب.. كما يعرف هي غالبًا تكون في شقتها في مثل هذا الوقت ..
ربما نائِمة ؟ أو أنها تراه من العين السحرية وتتعمَّد عدم الأجابة ؟؟

فيما يسعل استَنكر الفكرة الأخيرة مفترضًا أنها خرجت لمكَان ما لذا ، توجه نحو المِصعد ..

غائِب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن