أرِني..أنظُر إليك

221 12 20
                                    

مساء ليلةِِ فاترة، شرَّعت سيولجي نافذة غرفتها وتربعت على فِراشها الغير مرتب تتبخَّر برائحة التبغ تحتضن حاسوبها المحمول ، تُعاين الصور قبل إرسالها إلى عنوان بريد تايهيونغ الإلكتروني ..

تدافعت ضحكة خافتة منها على تعبير تايهيونغ المتفاجئ من حرارة الطعام الهندي ..

مرت بلقطة كان يرتدي قبعة مكسيكية عريضة تخفي نصف العلوي من وجهه ، يُمسك بطرفها بشبح إبتسامة ..

أخرى وهو يمد لها فطيرة 'كريب' الفرنسية بطعم الشوكولاه وقطع الفراولة ،

وفي هذه يقف أمام نافورة ماءِِ عملاقة إبداعية تنعكسُ عليها الألوان متناغمة مع تأثيرِ الموسيقى ..والكثير من الصورِ غيرها ..

أنزلت علامةَ التبويب تحدق بالموعد المُعَّلَم زاويةَ شاشة الحاسوبِ بتاريخ مطلعِ الشهرِ القادم ..

"سأحصُل عليك.. "
أخذت سيجارة التبغ تدخنها ،
ومالت إبتسامتها تتبدل ملامحها لأخرى عابثة تطوي شيئًا من الغطرَسة والمُكر ..هي بالتأكيد فائزةٌ بتلك المسابقة .

طوت حاسُوبها ثم هبَّت من السريرِ بحماسة ،
العدُ التنازُلي قد بدأَ ، والموعد النهائِّي يقترب .

......

أسرع تايهيونغ النائِم بخطواتِِ مترنحةِِ وعينين شبه مفتوحةِِ يلتمسُ الطريقَ إلى ذلك الطَّارق المزعج ..

فَتح الباب بشكله الكارثي هذا لسيولجي المتخصرة مكانها ، تكتف يديها محاكمة إياه بتقطيبة حاجب ..

"هل نسيت موعدنا ؟؟ "

"أي... أي موعد ..قلتِ.. ألم تقولي العاشرة؟؟ "
رمش يستوعب ما يحصل حوله ..
"صباحًا !!! بربك ! ما كنت لأوافق -  مهلًا مهلًا دعيني أغسل وجهي على الأقل -" حاول الإحتجاج لما أمسكته من معصمه تجرَّه ورائها .

"إغسله في مطبخي،أضعنا الكثير من الوقت بالفعل "
تذمرت ذات الخصل السوداء أخر كلامها ،تجُّر تايهيونغ بمنامته خلفها مسرعة إلى الباب المقابل ، لما نجح بالتخلص من قبضها وجد نفسه في ردهة شقتها بالفعل ، لذا تنهد يمسح رأسه مستسلمًا ...

أجلَست سيولجي تايهيونغ على مِقعد خشَبي بلا ظهر على موقعِِ مناسب ، قُرب نافذةِ صالة منزلها تلتقط له الصور ، طبعًا لم تسلم مِن تذَمُراته بين الفينةِ والأخرى يحتجَّ على إصرارها إختيار هذا الوقت من الصباح للتصوير ..

"أخبرتك، زاوية الضوء تهمني ... " أوضحت مرة أخرى ..

نظر لضَوء الشمسِ المنتشرِ حوله يتَثائب.. غير مُقتنع بما تقول ..

" هل يُمكنك الأِلتفاتَ ناحيةَ النور؟ "

استقبل بوجه الشمس ،تحتَضن زُخرف ملامحه  ، ثم تسَللت بين خُصل رأسهِ مُذهِّبةََ إياها شعرةََ شعرةَ ،ثُم إنزَلقت على جِفنيه تُدفق ضَوئها في قَزحِيتيه الدَّاكنة فتكسبها تَدرُجات البُني الشهيِّ ..

غائِب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن