نزل اللَّيل على الأرض ، ينشر أجرَامه الوامضة هنا وهنالك تهويدة للطَّير الناعسة..
أيدِِ طبخت الحساء بنكهة الحب وأخرى تتجرع الشراب المرَّ بطعم الدموع ..
تذكر الصغار الوحوش تحت أسرتهم و
تلى الكِبار دعوات الأمس معولين على فجر الغدِركضت أرواح على شفا شوقها وجرجرت أقدام تائهة خطاها إلى البيت تدندن لحن أغنية مات مغنيها المفلس وعازفها..
إتكأت صاحبة الشعر الأسود في وقفتها داخل المصعد تعد الثوانِ حتى مخدعها المتواضع ..
" عمت مساءً"
قالت سيولجي بصوت مسموع تمشي الرواق لتايهيونغ الذي صادفته يفتح باب شقته بالفعل ."ولك أيضًا.. " نبس بصوت فاتر ..
"مهلًا ، لديك وقت لبعض الصور لاحقًا ؟؟ "
أوقفته عنده مستفسرة ، فكر للحظة وأجاب :
"لا أظن لست متفرغًا الليلة ..""حسن في وقت أخر ، ليلة طيِّبة "
أخبرت الذي ولج شقته بالفعل ..هكذا ،
منذ تعارفهما يوم المقهى ذاك، كانت "صباح الخير " منه لما يتقابلان عند المصعد كل بداية اليوم ..و "عمت مساءً " تقولها حين يلتقيان غالبًا عائدين في الرواق كل مساء ..
بين الحين والأخر كانت تتطلب منه التقاط الصور
وكان تايهيونغ وافق مرة ويتحجج في أخريات ..لم يستحبذ تايهيونغ إلتقاط الصور في الوقت ذاته كان يتحدى بعناد الولد المتزمت داخله ..
....
بعد تناول وجبة سريعة توسطت سيولجي أريكتها ترتدي قميص فاتح مريحًا عاري الأكتاف بلا أكمام وبنطالًا قصيرًا برتقالي اللون ، تتفقد هاتفها بيد وسجارة تدخنها بين أصابعها الأخرى ، سمعت صوت الجرس فعلقت سجارتها على المطفأة واتجهت إلى الباب ..
"مرحبًا "
"أهلًا.. "
أفسحت له المجال ليدخل ..رفَع رأسه لما استقبلته رائحة معطر جو لطيف امتزج برائحة تبغ سجائرها..
ارتدى خف المنزل ثم تبعها يمشي الرواق المفضي مباشرة إلى الصالة ، لفت إنتباهه الجدار على يمينه
قد غُطت مساحته بصور فوتوغرافية لا معدودة ..يزينه شريط زينة من أضواء ليد صغيرة كروية الشكل تَومض بضوء خافت.
لا يختلف تصميم شقتها عن خاصتها في كثير تقريبًا ، إلا أنه تفاجئ من فوضوية صاحبتها الغير المتوقعة ،
روب استحمام ملقًا على الأريكة ، عبوات مياه وكتب تحتل جزء من مساحة الطاولة قبالها ،
"ديكور رائع "
" شكرًا .."
ردت ترفع قطعة ملابس عن الأرض ، ابتسم متهكمًا
ظنها لم تفهم سخريته ،
صالة سيولجي عشوائية التصميم بشكل متعمد ،
الفوضى تبقيها يقظة ،منتبة ، مشغولة أقرب لكونها حية ..