مُتوازِيان

115 14 3
                                    

أفاق تايهيونغ من نومه منتصف الليل قاصدًا دورة المياه ، عرج بعدها على صالته المظلمة يتجاوز التلفاز خافت الصوت إلى المطبخ المكشوف ، ضغط رز الإنارة والتقط كأسًا شفافة ..

اقترب ينظر للكأس نصف المملوء بالماء ،يرى إنعكاس شاشة التلفاز ينكسر داخله ، وقف بزاوية أبعد قليلًا
"هذه لقطة مناسبة .." نبس هامسًا

لحظتها شعر بلسعة في أخر عقله ، هل تكلم لتو عن لسان سيولجي ؟ هل فعل ؟؟

'هذه لقطة مناسبة' ..سمع الجملة ترن داخل أذنيه بصوتها ..

صنت لوهلة يحتله هلع صامت دل عليه اهتزاز قزحيتيه في مكانها ..

منذ متى؟؟ .. منذ متى وهو يتحدث بلسانها يرى بعينيها ؟؟ منذ متى وهو متلبس بما يعني سيولجي منذ متى ؟!
انبثقت أسئلة مستنكرة تتدفق داخل عقله ، تضغط على رأسه وصدره ..

بصق أنفاسه إذ أنه كان يحبسها من فزعه الصامت ،
كل ما قد شيده قد تحطم منذ زمن ولم يسمع ضجيج ركامه..

منذ متى كان غائبًا ؟

يقال أن الإنسان لا يلاحظ التغيرات الصغيرة إن طالت بالزمن ..

في هذه الليلة أفاق على نفسه -مجددًا-في وضع خطير ..
كان يفترض به السكون مكانه وتجاهل ما حوله أيا كان ألهائًا ،ضجيجًا أو أشخاصًا..

وهذه المحاولات على الرغم من بساطتها مقصدها أصعب بكثير مما تبدو ، كان يبحث بين صفحات نفسه مرات أو يصنت بتركيز ..يبحث عن كلمة إو إشارة يخط بها طريقه وسط العتمة ..طريقًا يخصه ..

لكن ،بدو وأنه لم يكن مُتَنبهًا بالقدر اللازم ..لذلك وجد نفسه يتكلم بلسان أحدهم ، لا يمكنه تجاهل أي هفوة مهما كانت صغيرة وإلا سيجد نفسه في نهاية المطاف
يجلس كرسي الإحطياط بجانب مضمار حياته ،

هذا ان استطاع إخراج قدميه من وحل التردد والشك بنفسه وما يزعم..

ترك الكأس مكانه وعاد يشق الرواق المظلم إلى غرفته ..

إلتقط الهاتف عن مضدة سريره .. قرأ اسم صاحبة الرسالة :

'هل أنت متفرغ ظهيرة الغد ؟؟ '

اخفض الإنارة وانقلب في فراشه ،و قد حسم بالفعل قراره..

.....

وقف الأثنان متقابلين تحت إنارةِِ صفراء في ردهة شقة سيولجي ..
هي ، تستند في وقفتها متكتفة ودخان تبغها يتصاعد تستمع لكلامه وحسب ..
بدا لتايهيونغ أنها تتسلى بمنظره يرتبك ويتحير بين جُمَلِه خفيةََ ، لذلك اقتضب يتحدث بلهجة مستقيمة مختصرًا :

" لذا ..لا أظن أنه..أظن أنه  ما عاد بمقدورنا إلتقاط الصور .."
حك حاجبه يزم شفته أخيرًا ..

"حسن .. لا بأس .."
نبست بهدوء سيولجي ،
" و آسفة ...لإزعاجك.."
أوقفته كلماتها ، كان مقبلًا على الخروج ..
نظر عبر كتفه مجيبًا : "لا عليك ..."
ثم خرج يسحب باب شقتها وراءه ..

غائِب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن