الفصل الخامس

2.5K 78 13
                                    


                              

في ذلك اليوم طلب فارس منها مرافقته لأحد اجتماعات العمل ليتجها بسيارته لمكان الاجتماع .
لا تعلم لما تشعر بالارتباك فنظراته إليها كانت مليئة بالدفء والمشاعر والتي جعلت قلبها ينبض بشدة ... منذ فترة وهي تشعر باهتمامه بها ... هزت رأسها تنفض تلك الأفكار فما تفكر به مستحيل وخصوصي مع وضعها .
وصلا إلى أحد المطاعم الفاخرة ، استقبلهما رئيس النادلين ليصحبهما نحو طاولة لشخصين وضعت في المنتصف ، وقد وضعت عليها باقة من الورد الجوري وبعض الشموع المعطرة ، ما فاجأها خلو المكان من الزبائن ، نظرت له مستفسرة .
فارس : أنا آسف لأني أتيت بك بهذه الطريقة ، ولكن هناك موضوع مهم أريد أن أخبرك به .... كما تعلمين أنا رجل أعزب كونت نفسي بنفسي تحملت مسؤولية عائلتي باكراً ، لم يسبق وعرضت الزواج أو فكرت بإحداهن ، ولكنك ومنذ أول نظرة ملكت أفكاري وسلبتي قلبي .. لبنى أتمنى أن توافقي على الزواج بي لتكوني شريكة حياتي وتوأم روحي .
شحب وجهها وهي تسمع كلماته وترى نظراته لها ، تسارعت نبضات قلبها وتخبطت بين أفكارها فهي لن تستطيع إعطائه أطفال يحملون اسمه ... تأمل شرودها ورأى الرفض والحسرة في عينيها .
لبنى : أنا .. أنا آسفة لا يمكنني أنت رجل رائع تستحق أفضل الفتيات أما أنا فلا أستحقك فأنت لا تعلم عن ماضي شيئاً. 
ابتسم بثقة : بل أعلم وأتمناك زوجة لي فأنت جميلة و....
قاطعته : و مطلقة .. عاقر .. نبذها أقرب الناس إليها .
فارس : بل جميلة .. نبيلة ... عطوفة وصادقة .. لن أجد أفضل منك لتكون زوجتي .
قالت لبنى وهي تهم بالمغادرة : سامحني أرجوك لا أستطيع لن أظلمك معي فقلبي لن يتحمل خذلان آخر . أمسك بيدها يجذبها إليه .. حاولت الهرب من نظرات عينيه كي لا تضعف إلا أنه أمسك بوجهها يرفعه إليه لتصدم بعينيه الحانيتين ويضيع هو بدموعها ترقرقت في عينيها ...
همس لها وهو يشد على يدها : أنا أحبك .. بل أعشقك ، ملكتي قلبي وسرقتي أفكاري لأراك حولي في صحوتي ومنامي ، أقسم لك بأني سأحبك وأخلص لك طوال حياتي و راضٍ بك كما أنت .
احمرت وجنتيها لقربه منها وقلبها ينبض له بشدة وكأنه أحياه من جديد تأملت عيناه تشعر بالخوف من المستقبل ، ضائعةً بين قلبها وعقلها ، لتقول له : أرجوك اتركني أذهب ، وصدقني بأني أتمنى لو ....
قاطع كلامها تلك الأصوات الآتية من خلفها ، التفتت لترى ريم وبرفقتها أغلب موظفي شركتهم يقفون ورائهما بعضهم يصفر والآخر يهتف لها لتوافق .
أدارها بلطف ثم أخرج خاتما رائعا يحمل حجرا من الزمرد الأخضر كلون عينيها تحيط به أحجار صغيرة من الماس ، وضعه في إصبعها بينما وقفت لبنى بصمت ليقترب منها ويهمس بأذنها : ردك وصلني حبيبتي أنت لي وأنا لك أعاهدك أمام الله وجميع من هنا بأن أصونك وأخلص لك .. أحبك و سأحميك حتى من نفسي
.

هزت رأسها بصمت بينما اقترب الجميع يقدمون التهاني ، أمضى الجميع وقتا رائعاً وسط أجواء أسرية مميزة .
أقيم الزفاف بعد شهرين في أفخم صالات الأعراس حضره موظفي شركتهما و شخصيات أدبية وسياسية مرموقة ، أثار ذلك ذهول لبنى فلم تكن تظن بأن زوجها له تلك المكانة الرفيعة بسبب تواضعه وتعامله مع من هم أدنى منه بكل بساطة واحترام .

الحب الصادقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن