تِلك الأصابعُ التِي عُقدت مكتنفةً حول وجنتايّ ، الحَدقتيّن الذائِعة في وسطِ أسدافِ الدُجى ، الصمُت المِهيب الذِي حط بعرشِه هاهُنا ، وتِلك الشُحنات نتراسلُها فيمَا بينِ نظراتِنا ."تَفعل"
هَسهس لِي وكأَن معالمهُ حُملت بالاستِيعاب البطِيء ، وكأنهُ يودُ إدراك مما قُلته قبل قلِيل ، أرىٰ ، أرىٰ ذلِك الوهجُ الألمعيُ في عينيّه ، وحتى وإِن كان الإسودادُ حاجِزاً في طرِيقي ، فأنا أستطّعت رَدعه .
عِندما أُصطفت الكلماتُ في رأسِه ، سارَع بإتصالٍ ملحمِي بيّننا ، إحتضّن برهافةِ شفتيّه خاصتِي ، بدمويتِها عنفّت شفتايّ ، أويّلي ...
أويّلي أما كُنت قادِراً على التحمُل أكثر ، أويّلي لِمَ الحُب مزلزِلاً هكذا؟ ، أويّلي مالأثمُ الحلُو الذي آثمتهُ عاشِقاً .
"إملَأ بأنامِلك فراغاتِي ، ودعنَا نرحلُ مِن هُنا بعِيداً ، بعِيداً"
أردَف بصوتِه الأَبح ، ضاماً بكفَاه وجنتايّ ، مُحدقاً بِي ببصرِ غارِمٍ والِه ، جُملةً جعلّت من قلبِي يخضعُ طاعةً ، ورجفةٌ سرت في محطاتِ جسدِي عجولاً ، ومنِي تنفستُ الصُعداء قائِلاً :
"كيّف؟ ، كيّف سنفعَل؟ ، أنا هُنا كالأبكمِ الجاهِل ، الأعمىٰ الضعِيف ، لا أفقهُ ما أنا فِيه.."
"حتى إننِي أخُوض علاقةً مع شابٍ لا عِلم لِي حتى بإسمِه"
أكملتُ مُبتسماً بتهكُم ، التساؤُلات لا تعقِل ، هِي تدُور فِيي وكأنها بحلقةٍ مُغلقة ، لا مَخرج ولا مَدخل ، أعاد نظراتهُ المُهيمة نحوِي ، والتِي كانت كمجرةٍ تحملُ شُهباً وكواكِب ومُذنبات ، فقَط فِي تِلك الحدقتيّن الجاحظتَان .
"سنهرُب من هُنا"
أجابنِي بكُل هدُوء ، وهو يتراجعُ للورَاء ، سالِباً منِي كُل ذلك الدِفء ويعُود البرد مرتطماً باجزائِي ، الهرُوب؟ ، هل ترِيد تحرِيري؟ ، الا تُحرُرني أولاً من سِجن هواك؟ ، أم أصبَح هذا السِجن أقلَ إيلاماً وأشدُ قتامةً من سجنَاك؟ .
شاهدتهُ ، شاهدتهُ من هُناك يديرُ ظهرَه ، ويُكمل طرِيقه خارِجاً ، ومُبتعداً أشدَ البُعد عنِي .
وعَاد ذلِك الفراغُ مجدداً ليعبَث بأنفاسِي .
___________________
السلامُ عليكُم .
آرائكُم؟
إنتقَادات؟
تِفاعلِوا من أجلِ البارت القادِم .
كونُوا بخِير ♡ .
أنت تقرأ
قَتَام | VK
Fiksi Penggemarفحررِني مِن ما أنَا فِيه ، وأحتجزِني فِيمَا أنت فِيه ، فلقَد جنيَّت عليّ بِهواك السِرمدي ، حَتى كان عذابِي ذِو حلاوةٍ مُرة . ڤِيكُوك؛تايكُوك .