قصة "أردت الأمل ولكن ... "

124 4 2
                                    

👑القصة الفائزة في مسابقة الروايات (1)👑

((  هذه أول تجربه لي في الواقعي ..أرجو أن أكون قد وفقت بهذا التصنيف  😁✨✨))

التصنيف : واقعي - حزن –دراما - خيال

سماء صافية تسبح فيها سحبٌ رقيقة ، نهر هادئ تتحرّك فيه أمواجٌ خفيفة ، وهواء عليل تسيّره أنغام الرياح الهادئة , أما الشمس ، فحدّث عن جمالها و لا حرج ، إنّها الآن في لحظات الغروب ..عجيب أمرها ! جميلة هي  في الغروب كالشروق ! في تلك اللحظات جلست أراقب ذلك المنظر الذي يطل على المدينة التي أعيش فيها ، إنّها مناظر تتسلل برّقة إلى فكري ؛ لتدغدغ ذكرياتي الحزينة ،وتسيطر على كياني ؛ لتحرّك أشجاني وآلامي , لتذكرني بذلك الأمل التي أردته بشدة ...

أسف أعذروني فلم أعرفكم من أنا :

أدعى آرثر أنا في السابعة عشر من عمري ...هذه أخر سنة لي في الثانوية .

سعادتي لا توصف فأنا أخيراً سأحقق حلمي بارتياد الجامعة العسكرية لأصبح طيارا في الجيش وأتمكن من تقديم ولو القليل من أجل البلاد التي عشت على أرضها والتي تمتعت بخيراتها , أحببت ضحكاتها ونسماتها , أطفال يلعبون , نساء يعملون , ولكن ..... الحرب لا ترحم أحداً...إنها تسلب منا كل شيء غالٍ أحببناه..تلك السماء الصافية التي كانت تسبح بها السحب لم تعد موجودة...فهي الآن مغطاة بتلك الطائرات التي تقصف وتدمر كل ما هو أخضر ويابس...ذلك النهر الهادئ لم يعد كذلك , فقط أصبح ممتلئاً بدماء وجثث أبناء بلادي من مختلف الأعمار , ذلك الهواء العليل والتي كانت تسيّره أنغام الرياح أصبح هواءً ملوثاً بالدخان والسموم , وماذا أقول عن الشمس والتي لطالما أحببتها بشروقها وغروبها ... وكأن الشمس هي الأخرى قررت أن تحزن على بلادي ..وترتدي  ثوب العزاء على تلك العيون الباسمة وتلك الضحكات الجميلة .

لطالما قال لي والدي أن الأمل سيكون موجودا دائماً وأن علينا أن نثق بوجودهِ ... وأن تلك الأحلام مهما بدت صعبة ومستحيلة التحقق فإن بوسعنا أن نجعلها تتحقق إن آمنا بذلك , والدي كان مثلي الأعلى في هذه الحياة , لذا كان كل كلامه لدي مهم جداً وأن علي أن أطبقه وبسبب ما كان يقوله لي والدي كنت شخصاً كثير التفاؤل , رغم الحزن والأسى بسبب هذه الحرب التي لا تريد أن تترك بلادي وشأنها , وكأنهُ كتب على بلادي الحرب الدائمة , ومع ذلك كنت دائماً أتكلم بتفاؤل وأقول أن بوسعي أن أحقق حلمي مهما بدا صعباً , أجل بوسعي أن أصبح طياراً في الجيش وأن أساعد بلادي في طرد هذه الأفعى التي نشرت سمومها ودمرت بلادي الغالية , أجل سأعيد تلك الضحكات والصيحات سأفعل هذا .

والدي لم يكذب علي فأنا حقاً سرت على الطريق التي أريدها...تلك الحروب البغيضة لن تردعني مهما بدت قاسية ومهما خسرنا أحبائنا لن أترك تلك الحرب تقضي على أملي ...هذا ما ظننته في البداية .
أنا في الجامعة الآن .....هذه سنتي الأولى ...تمكنت أخيراً من دخول الكلية التي لطالما حلمت بها .. الكلية العسكرية سأصبح طياراً نعم سأصبح كذلك حقًا....كانت جامعتي بعيدة عن منزلي , والدي لم يعارض فكرة ذهابي إلى هناك لأدخل الجامعة ولكن والدتي كانت تبكي وبحرقة لفراقي فهي تدرك تماماً خطورة الحرب وتخشى علي , ما أرق قلب الأم حقاً ..إنها تبكي نعم تبكي كطفل فقد والدته , لم استطع أن أتمالك نفسي وأنا أراها تبكي أسرعت لحضنها وبدأت بالبكاء معها , عندما أفكر الآن أقول في نفسي لما كنت أبكي بتلك الحرقة معها مع أنني ذاهب للدراسة ,

قصص وروايات Aminoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن