جدتي تخيفني كثيرا

جدتي تخيفني(٤)

دخلت جدتي الي غرفتي دون استئذان اثناء جلوسي امام شاشه الكمبيوتر.. وراحت تنظر الي بجمود دون اي مشاعر.. حتى انتي انكمشت تماما في مقعدي..
لتقول بصرامه كعادتها كلما تتحدت في اي موضوع:

- لقد عرفت انك كنت تتحدثين عبر الهاتف مع شاب ما مساء امس.. لاتنكري.. اعلم انك حاولتي خداعي بإيهامي انك نائمه.، لكنك لاتستطيعين خداعي ابدا فقد بحثت في ذاكره هاتفك النقال عندما دخلت غرفتك وأخذت رقم ذلك الشاب.. واتصلت به قبل قليل !!!!!.
قلت بصوت مبحوح:
م..م..ماذا؟!!..ماذا قلتي له؟!!
ردت بصرامه مقيته:
-لقد امرته بالابتعاد عنك بالطبع وإلا سيكون حسابه عسير!! اسمعي الي جيدا لن يوجد الأمان في حياتك الا هنا في منزلي ومعي انا.. لاتمنحي ثقتك لأحد في الخارج.. انا أفوقك سنا بمراحل واعلم جيدا كيف يمارس الناس كل انواع الغش والخداع..واعرف كيف أحميك حتى من نفسك..انك بمأمن معي..انا صِمَام الامام الوحيد في حياتك

قلت بتلعثم واضح:
-ولكن ياجدتي.. سأتزوج يوما دون شك..لا شك ان هذا اليوم سيأتي

ردت بالجمله الخالده التي ترددها كل ام.. وربما كل جده
-لو كان ذلك الشاب اللعين يريدك فباب البيت مفتوح له.. وليس عن طريق الهاتف.. فليتقدم لخطبتك إذا !!!.

لم اجد ما أقوله امام كلامها هذا..فخرست تماما لكنها ظلت تتحدث وتنصحني للحظات بدت لي دهرا.. قبل ان تستدير اخيرا وتخرج من غرفتي..ياإلهي.. انا لا امل اي خصوصيه في حياتي انني اخشى حتى من غلق باب غرفتي بالمفتاح.. لانها لن تسمح لي بذلك وستغضب مني لو فعلت

تبددت تلك الخواطر من ذهني عندما تذكرت كلامها عن اتصالها بذلك الشاب وتهديدها له.. وشعرت بلوعه حقيقية خوفا من انتهاء علاقتي به رغم انني لم اتحدث معه سوى مره واحده.. لا ادري لماذا.. هل لانه اول شاب ارتبط به في حياتي؟!.. هذا بالطبع اذا جاز إطلاق كلمه (ارتباط) على مكالمه هاتفيه واحده

وجدت نفسي تتجه نحو هاتفي النقال.. وازدادت لعابي بصعوبه بالغه.. لاتصل به مره اخرى.. وأفاجأ به يرد بصوت مضطرب للغايه:

- أرجوك يا (سحر)..أرجو ان ننسى ماحدث بيننا امس لقد اتصلت جدتك منذ قليل وهددتني باللحوء الى الشرطه وقد بدا صوتها مخيفا للغايه..المعذره لا اقصد اهانتها ولكن هذا ماشعرت به وانا لا اريد التورط بمشاكل من اي نوع!!

قاطعته هامسه بلوعه ورجاء شديدين:
- اعرف..اعرف لقد اخبرتني بذلك للتو..لكن..أرجوك ..لا تستمع اليها..أرجوك لا تتركني..لا أستطيع الابتعاد عنك!!

رد بشيء من الاستغراب:
-عفوا.. نحن لم نتحدث سوى مره واحده..لايوجد اي نوع من الارتباط بيننا..لماذا تتحدثين وكاننا نعيش قصه حب طويله الأمد؟!!.

كان محقا دون شك.. لذا فقد قلت له صراحه:
-المعذره..لكنك اول شاب في حياتي.. وانا لم اعرف طعم الارتباط قبل هذه المره.. واشعر بالراحه النفسيه حين اتحدث معك.. انني احتاج إليك.. أرجوك.

سكت طويلا.. ثم حسم أمره وطلب مني ان احدثه اكثر عن نفسي وعن حياتي الخاصه.. فقد شعر -على حد قوله- ان هناك الكثير من الغموض المحيط بي وبجدتي وهذا المره قررت ان اخبره بكل شيء على امل ان يرأف بحالي ولا يتركني

أخبرته عني وعن جدتي وكم امرأه مخيفه في كل ما تفعله ولا ابالغ لو قلت انها تُمارس السحر!!.. نعم قلت له هذا صراحه!..لقد كنت اتحدث بانفعال دون ان اشعر بنفسي
—————
جدتها تقهر مره 🙂