الفصل العاشر

2.5K 209 26
                                    


بالماضي

فى الليله الأولي التى قضيتها بمنزل جدتي، كانت الغرفه مريعه لم استطع النوم فى هذه الليله.

رائحه الفراش المكتومه و المخطلته برائحه الأتربه كانت لا تطاق، وخاصه ان الغرفه كانت مخيفه بما أنني كنت طفل و فاقد الأم والأب فى حادث شنيع.

لم تكن تلك الشراشف فى حالتها السابقه، لونها او حتى رائحتها العطره التى أعتادت أمى ان تبدلها بأخري برائحه اليسمين وتبدو ناعمه كالعاده، بل كانت متبلده وتبعث منها الإشمئزاز.

كانت ليست بدايه مشوقه وحماسيه لطفل أبداً .. الهواء نفسه كان يحمل شئ غريب .. كان ثقيلاً ومكتوماً.. ويشعرك بالضيق.

كانت جدتي مريضه نوعاً ما فى هذه الأيام التى كنت أكبر بها، اصوات غير واضحه ومخيفه تبعث من تلك الغرفه التى اخاف الاقتراب منها .. ظناً منى ان جدتي تشاهد أفلام رعب، ولكن لما جدتي بعمرها هذا ستشاهد تلك الافلام.

ولكن فى وقت لاحق لم أجد اى تلفاز بالمنزل ..
كان هذا بحد ذاته يجعل فضولى يدفعني للمعرفه أكثر اذا كان هناك تلفاز بالفعل بغرفه جدتي؟

اذاً لما تخفيه عني ؟ اعني طفل بعمري يحتاج شئ للترفيه بدلاً من خسارتي لاشياء كثيره، انا حتي لا أعلم طريق منزلي..

حاولت اكثر من مره ان اقترب من تلك الغرفه، ولاكن الشئ العجيب انه كلما أقتربت من هذا الرواق فضولى يتلاشى فى الهواء .. وكأن هناك شئ يمنعني عن الأقتراب أكثر وكأنه حام هوائى اعجز عن رؤيته.

وطوال وجودي بالمنزل فى صغري لم أدخل غرفه جدتى أبداً. فهى تظل مغلقه طوال الوقت..

الكارثه ان كل يوم فى الليل استمع لتلك الأصوات، التى تجعلنى أخاف من النظر لأركان غرفتى خوفاً من هذا الجسد الصغير المكوم ان ينظر لي وهو يأكل عقل أحدهم .. كان خيالى واسع لدرجه كبيره.

وهذا ما كان يجعل الأمر أكثر سوءاً.

ف طفل بعمري يعتبر التلفاز شئ أكبر من صندوق يعرض عليه الافلام و تلك الاشياء بل أبطاله يكونون هناك، لم اعد أهتم.

و بدأت أشغل خيالى الواسع بشئ آخر غير غرفه جدتي مع بعض الرفاق الخياليين بما ان ليس لدى اصدقاء ولم ادخل مدرسه بعد،

حقاً تلك الاصوات لم تعد تخيفني او تزعجني، لقد أعتدت على ذلك يقتل الرهبه من الاشياء ..

أشعر بأن الأمر مريب ف جدتي تخيفني بعض الأوقات مثل الوقوف امام باب غرفتى لتتفقد ان كنت نائم أم لا، وهذا يجعلني ارتجف.

خيالها كان يخيفني فى ارجاء المنزل..

لأن الاصوات تهدأ عندما تخرج من الغرفه.

سميت المنزل ب " بيت الاشباح "

كانت تلك الليله الاولى التى استيقظت فيها وثيابي مبلله ...

لقد بللت نفسي...
.
.
.
.
.

بعد فتره من مكوثي بالغرفه مع جيما .. والتي هي تكبرني بثلاثه أعوام، جدتي فصلتنا واصبحت تنام هي بغرفه وحدها، كنت حزين بشده وخائف..

كنت اتسحب كل يوم بالرواق كي تنام جانبها وخوفاً من تلك الأركان المظلمه وابكي بعنقها..

واخيراً القدر يرحمني من هذا العذاب لتقرر جدتي بأن تأتي بمربيتي " مارثا "

وجودها أحيا المكان وبعث فيه الروح واخيراً هناك من سيهتم بي بعيداً عن تلك الاصوات وغرفه جدتي.

بعدما بالطبع اصبحت غرفتى رائعه ومرتبه وقابله للعيش بها، عندما انتهت السنه الأولي التي كنت هنا بالمنزل وكنت بالسابعه حينها والأن هذا هو عيد ميلادي السابعه عشر .. كنت سعيد للغايه لا أعلم لما ولكن ربما لأنني سأصبح كبيراً واعلم ان امي سعيده جداً هي وأبي.

ولكن عيد ميلادي تحول لأسوأ شئ ممكن ان أمر
به بحياتي.. وهو عندما تجمع اصدقائي للدخول بغرفه جدتي هاميلتون،

الغرفه كانت غريبه .. مليئع بالأشياء التي لم لكن اتوقعها، ولم يكن هناك تلفاز،

بل كتب بأوراق البردي الذى درسنا عنه فى المدرسه، ووقتها تحول كل شئ بعدما قرر لوي أن يضع تلك النجمه الخماسيه وكل شخص يجلس على كل سن منها بشكل دائره، كنت مرعوباً..

اختفو اصدقائى بعد ان اصبت بالإغماء، ووقتها رافقني هارولد .. هارود بالبدايه كان متكوم جانبي.

فوجهي مباشراً.. عندما قمت بفتح عيني فزعت من شكله، هو كان بشرته بيضاء شاحبه و عروقه بارزه وعاري، كان بأخذ شكلي ببطئ شديد بعيناه السوداء المفتوحه..

كنت انتفض وارتجف وهو فقط هادئ وبالأرض،

من هنا انفصلت عن جيما للأبد، ومن يرافقني بغرفتي الأن هو هارولد .. كان بالبدايه لا يتحدث
لا يعلم كيف يمشى او ينام .. كان ضعيفاً.

كان فقط يقلدني، أنا حاولت فهم منه اين أصدقائى ولكنه كان مخيفاً فقط ينظر لي بعينه السوداء محدقاً بي، أخذ يرتدي ملابسي بعد وقت..

كان دائماً يختفي بوجود مارثا .. وهاميلتون علمت بأمره، لذا أخذته كعقاب لي ان يبقى معي ..

رفيقي بالغرفه، وحدي.

المخيف هنا صوته فى الليل، كان يصدر اصوات مخيفه ويتحرك بالغرفه ويتكوم بركن من اركان الغرفه، الخيال اصبح حقيقه.

هارولد اصبح عنيفاً وبدأ يتحدث بلغتي، ما فسرته لنفسى انه تجسد بي .. هو كان يتصرف مثلي ولكن بطريقه عكسيه، هو كان الشر السلب.. هو كان هارولد ..

القيت هذا الإسم عليه فى البدايه لأنه كان بشكلي وايضاً لأنه كان يقلدني بتصرفاتي لذا دعوته هارولد .. ولكنه اصبح يريد قتلي ليأخذ حياتى،

كان يحاول أكثر من مره قتلي او تخويفي ووقتها كنت اصاب بالإغماء او تأتي مارثا..

لذا ظنو انني مجنون..

هذه هي حياتى التى لم انعم بفرحه بها منذ وان كنت صغيراً، هذا انا ..

هاري ستايلز.

بريثا // H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن