بطــــــــلتي الـــــــعزيـــــزة .....
(هاأنت هنا ! كنتُ أبحث عنك ) دخلت كايت المطبخ ثم جلست إلى الطاولة حيث كانت دانييل تقرأ الصحيفة الصباحية ..
(وأين سأكون غير في المنزل ؟) ردت دانييل متابعة القراءة
التقطت كايت تفاحة من سلة الفواكه ..وقال مقتربة من دانييل (لقد عنيت البارحة ,لم أجدك في غرفتك عندما عدتُ البارحة ..لقد قلقت عليك ..)
(لقد كنتُ في نزهة ) وقع نظر كايت على باقة رايان
(ماأقبح هذه الباقة ,إنها غير مرتبة أبدا ...لابد أنها من ديميتري. هذا الرجل لايتمتع بذوق أبدا ....لاتقولي أنك كنت معه البارحة؟؟؟)
وضعت دانييل الجريدة بهدوء لترى رد فعل كايت على ماستقول وقالت بكل هدوء (إنها من رايان !)
ساد صمت في المطبخ ,كانت كايت فاغرة الفم وملامحها تنبئ بالصدمة قالت ( ياإلهي ! هل تقولين أنك كنت مع رايان البارحة ؟)
(نعم ! )
صرخت كايت بفرح ثم احتضنتها قائلة (ياله من خبر جميل ويالها من باقة جميلة ..لكن كيف ذهبتما ؟ ألم يكن لديه مناوبة البارحة ؟؟)
(بلى ! ) ثم صمتت ..كانت جدا مرتبكة وخجولة ..وأيضا لم تكن تريد أن تأمل كثيرا ..لكنه هو من يجعلها تأمل ..لقد كان لطيفا وساحرا ومذهلا ليلة البارحة ..سواء عندما أخبرها بقصة كيث أو عندما اشترى لها باقة الورد وفي حلبة التزلج ..لقد كانت تصرفاته مثل تصرفات
الــــــــــــــعــــــــاشــــــــق ؟!!!
نعم مثل تصرفات العاشق , لكن هل يعقل هذا ؟ وماذا عن كلوي ؟
(بلى ؟ بلى فقط ؟ أخبريني ماذا حصل يا فتاة ؟)
تنفست بعمق وقالت (حسنا ,في الواقع تلقيت اتصالا .......) وشرحت باختصار مغفلة تفاصيل دقيقة مثل التي مرت بهم عند بائع الأزهار وأغفلت ذكر باحة التزلج ..إنها لاتريد أن تشجعها كايت على الحلم بما هو صعب المنال ...
وذكرت لها قصة كيث فعلقت كايت (ياله من صبي مسكين ! )
(أجل ,لذلك تجدين أن الجانب الرومنسي الذي تفكرين فيه ليس موجودا فقد كان رايان منزعجا وأراد التنفيس عن غضبه ليس إلا ...)
صمتت كايت قليلا فارتاحت لأنها استطاعت إقناعها لكن راحتها لم تدم طويلا لأن كايت قالت (كان بإمكانه أن يتنزه لوحده ويرسلك إلى البيت في سيارة أجرة ...) ونظرت إليها نظرات ذات معنى ماكر
(كايت ,,لاتـ.........) بدأت دانييل في التراجع وأحست بالمنطق في كلام كايت ,كان بإمكانه أن يرجعها إلى البيت ويتنزه لوحده لكنها قالت (لقد أراد أن يعتذر عن فظاظته معي ..)
(كلمة اعتذار تكفي وليس نزهة ,ألا تظنين هذا ؟) ساد صمت في المطبخ وودت لو تخنق كايت على تعليقاتها المنطقية ..فماذا يحصل في رأس رايان ؟ هل ياترى يخدعها أم ماذا ؟ لا يمكن أن تتحول مشاعر البغض نحوها إلى حب عاصف ؟؟
(أنت تحبينه ! ) كان هذا تصريحا من قبل كايت وليس سؤالا فأكملت (اعترفي !! )
تأوهت دانييل بعمق وقالت (أجل , أنا مغرمة به .....لكن ....لكنني خائفة!)
كانت كايت ستقول شيئا لكن والدها دخل المطبخ مبتهجا ..(صباح الخير عزيزتيّ )
(صباح الخير ) ردت الاثنتان التحية ثم دخل روبرت ومعه مورا وتبادلوا الأحاديث لكن دانييل لم تكن معهم ..تكلموا عن الحفلة المقامة غدا والتي تقيمها مورا على شرف شفاء جوناثان وقدوم روبرت ..
قالت دانييل (أي حفلة ؟ )
نظرت إليها كايت وقالت (هل نسيت الحفلة التي تقيمها عمتي من أجل عمي جوناثان وجدي ؟)
ثم أكملت كايت بتقطيبة (يبدو أنك نسيتها ! )
ابتسمت بتعب ( أجل ,لقد نسيت تماما ..)
(الرقصة الأولى لي يادانييل ..) قال والدها ممازحا ..
(وأنا من بعده ! ) رد روبرت بحماس فضحك جوناثان وروبرت وبديا كأنهما صديقين عزيزين ..
(بالطبع , لكن رقصتان فقط ..) شاركتهم دانييل ...
(دانييل ؟ )
(نعم؟) كانت هذه روزيتا التي دخلت المطبخ قائلة (مكالمة لك ..إنه رايان)
رفرفت بجفنيها ...لم تتوقع المتصل ..ظنت أنه ترافيس ..نظرت إلى الجالسين ,,فوجدتهم يتبادلون الأحاديث ونظرت إلى كايت فكانت تصغي بانتباه لشيء يقوله جدها ..
خرجت من المطبخ وهي تشكر حظها أنهم لم يلاحظوا ارتباكها ...لكن مالاتعرفه هو أنها بمجرد خروجها ..أخذ الجميع يتبادل النظرات والابتسامات الماكرة ....
(آلو ؟) قالت بحذر ...
(داني ؟) جاء صوته إليها عبر الأسلاك فكان عميقا مطمئنا وفيه تلك اللكنة الايرلندية الخفية التي تعشقها فاقشعر جسدها ..
(مرحبا يا رايان , هل ضربت أحدا آخر اليوم ؟) رأت أن أفضل وسيلة لتخفي فيها ارتباكها هو السخرية ..
ضحك قائلا (مرة واحدة في السنة تكفي ,توقعي مني اتصالا في السنة القادمة ...) ضحكت لمزحته ...
(بالنسبة إلى ماأخبرتني به البارحة ,بإمكانك القدوم اليوم معي لنقوم بالتحاليل اللازمة ..) اكتست ملامحها الجدية وقالت ( بالطبع , هل آتي الساعة الثالثة عصرا ؟)
صمت قليلا وسمعت صوت حفيف الأوراق التي لابد يتصفحها ثم قال ( تبا ,لدي اجتماع الساعة الثانية والنصف ولن ينتهي حتى الرابعة والنصف ..هل بإمكانك القدوم في الخامسة إذن ؟ هل يناسبك؟)
(بالطبع ., فلن أذهب لمكان آخر !! )
(حسنا .) ساد صمت ثم قال باهتمام (هل أنت بخير ؟)
(بالطبع أنا بخير . لماذا ؟)
(صوتك غريب ! ) أغمضت عينيها وقالت في نفسها ..*كف عن تعذيبي *
(ربما لأنها المرة الأولى التي نتكلم فيها على الهاتف ..) (ربما .....)صمت قليلا ثم قال (حسنا ,أراك في الخامسة إذن ! )
(إلى اللقاء )
(دانييل ؟) ناداها قبل أن تغلق السماعة
(نعم! )
(لاتأت بسيارة أجرة, دعي كايت توصلك إلى الشركة .مفهوم؟)
ضحكت وقالت (إنك تبدو مثل أمي )
(على أحد ما أن يرعاك ! هل ستفعلين ؟)
صمتت ثم قالت (سأفعل , على الرغم من أنني امرأة ناضجة وأستطيع الاعتناء بنفسي ...)
(تجادلين حتى آخر لحظة !) علق ساخرا ..
(بالطبع ,فهذا واجب علي كامرأة !)
(دانييل ,سأقفل السماعة قبل أن تتحول المكالمة إلى ندوة من ندوات حقوق المرأة في العالم ..)
(مضحك جدا همينغواي ...)
انفجر ضاحكا قائلا ( إلى اللقاء يا دانييل ! )
(إلى اللقاء ! ) ووضعت السماعة مبتسمة فرأت كايت تراقبها مبتسمة بمكر وقالت (إنكما أحمقين !)
&&&&&&
(تبدو سعيدا اليوم !!) قالت سكرتيرته عندما أقفل السماعة وطلبها عبر الهاتف الداخلي أن تأتي إليه ..فتح إحدى الملفات بينما جلست سكرتيرته إلى إحدى المقاعد ليراجعا المواعيد والاجتماعات المقررة لليوم ..
(تتكلمين وكأنني كنتُ متجهما طوال الوقت !!) مازحها ..
كانت دون هدسن في الثانية والأربعين ..أم لتوأمان صبي وفتاة وأرملة منذ أربعة أعوام ...كانا –دون ورايان _متفاهمين جدا ...
قالت ( حسنا ,لقد كنت متجهما وذلك طوال استلامك العمل منذ حوالي السنة والنصف ..لقد كان الموظفين يخافون منك ...)
(إنك تمزحين ! ) لأول مرة يعرف هذا ..
(ألم تعلم ؟لقد كان على ملامحك لا مبالاة وثقة بالنفس في نفس الوقت وكأنك تقول *احذروا ...ممنوع الاقتراب ..) ,بالطبع وجدت الموظفات هذا عاملا جذابا أما الموظفين فكانوا يخافونك ...صحيح أنك لاتعاملهم بغلظة لكن هناك حزم وصرامة في تعاملك مع الجميع مما جعلهم يعملون بضعف لإرضائك ...)
رد بدهشة (لاأصدق أنك لم تخبريني هذا من قبل ...)
هزت كتفيها وقالت ( من جهتي ,كنتُ لاأخافك لأنني استطعت أن أعرف ما خلف تلك اللامبالاة والجمود في تصرفاتك ...لقد كنت تهتم بالناس لدرجة أدى ذلك إلى جرحك جرحا بالغا ...) نظرت إليه بتعاطف ..فقد كانت من القلة القلائل اللذين يعلمون بما حصل له مع صوفيا ,,لأنها كانت تساعد الفريق الذي جمعه رايان لكشف حقيقة صوفيا المزيفة ...وكانت دون خدومة وكتومة ..
ابتسم لها وقال ( إنك سكرتيرة عظيمة ...)
(مارأيك بعلاوة ؟) مازحته ..
(طماعة ! ) ضحك ثم سألها عن إحدى المواعيد المسجلة في المفكرة ..وعندما أجابته صمتت ناظرة إليه ....هناك شيء غريب في رايان ,إن عينيه تلمعان بحماسة وتشوق لم تر مثلهما طوال فترة عملها معه ,حتى عندما اكتشف حقيقة صوفيا لم يفرح لبراءة اسمه وكأنه انتهى من هذه الحياة ,,أما الآن فهو يكاد يقفز فرحا من مقعده لكثرة السعادة والبهجة في نفسه ..لقد اعتبرته مثل شقيق لها أو حتى ابنها مالكولم ..
(هل هو شخص مميز ؟) سألته وفي عينيها نظرة متسائلة ..
نظر إليها وكأنه عرف عمن تتكلم فقال (مميز جدا ..) لقد كان في صوته سعادة وثقة ووضوح ..فابتسمت له والدموع تتجمع في عينيها وقالت (تهاني ,إنك تستحق كل السعادة يارايان ,,)
بادلها الابتسام وقال مازحا ( هل هذه طريقتك في نيل العلاوة يادون ؟)
عبست في وجهه فضحك عندما قالت( ربما! )
مر اليوم ببطء شديد , أحس بالرغبة في أن يكون لديه عصا سحرية ليجعل الوقت يمر بسرعة أكبر ...
تنفس الصعداء عندما خرج من غرفة الاجتماعات ..نظر إلى ساعته الفضية ..الرابعة والنصف تماما ..لديه نصف ساعة إلى أن تأتي دانييل
رباه! كم يشعر بالسعادة لرؤيتها ..كانت غرفة الاجتماعات تفتح على غرفة مكتبه ..جلس على كرسيه لكنه مالبث أن نهض بسرعة من مقعده ثم فتح الباب ليطل على سكرتيرته التي قالت (مابك ؟ لقد أفزعتني ! )
(ابنة جوناثان الكبرى ستأتي في الخامسة ,أدخليها فور وصولها ..من فضلك ! ) ثم أقفل الباب بالسرعة نفسها ..قبل أن يتسنى لدون أن تسأل عن اسمها ,,,إن الرجل مجنون بحق !!!
%%%%%%
ترجلت دانييل من السيارة ,فلوحت لها كايت وانطلقت .
انتبهت دانييل إلى البناء الذي توقفت عنده ..كان مبنى رائعا من الرخام الرمادي اللامع على الواجهة وباب زجاجي ينفتح تلقائيا كتب عليه *شركة باركر _ويليامز للأدوية * لم تتوقع أن يكون البناء بهذه الضخامة ..
أحست بالفخر كونها ابنة أحد مؤسسي هذه المؤسسة الرائعة ..دخلت إلى البهو الرائع الذي تتدلى من سقفه ثريا عملاقة ..فتشوقت لرؤية المزيد من الشركة ...
توقعت أن تلتقي برايان في البهو لكنها فوجئت عندما أعطاها عامل الاستقبال بطاقة زوار وقال لها أن تصعد للطابق الثالث ,صعدت بالمصعد وهي معجبة باللون الدافئ للمصعد ..ليس مثل معظم المصاعد الشبه مظلمة ...
انفتحت الأبواب فظهر أمامها بهو آخر لكن أكثر جمالا وروعة من بهو الطابق الأرضي ..فهذا براق ودافئ ويوحي بالانتماء والراحة ...
(آنسة باركر ؟!) دهشت عندما سمعت اسمها فوجدت أن عاملة الاستقبال في الطابق الثالث هي من يناديها ...فأكملت ( اسلكي هذا الطريق ثم اتجهي يسارا وستجدين مكتب المدير أمامك ..)
(شكرا ..) في طريقها رأت الجميع يعمل بجدية ..وصلت إلى وجهتها ,,كانت هناك سكرتيرة تعمل بجد على آلتها الكاتبة وفي الوقت نفسه كانت تجيب على الهاتف ..انتبهت إلى دانييل فابتسمت ودعتها بصمت إلى الجلوس بينما أجابت المتكلم على الطرف الآخر ..جلست دانييل وجالت بنظرها على المكتب ..كل مافي هذا المكتب يوحي بالراحة ..
(إنني آسفة ! كان يجب أن أنهي المكالمة .أنا دون هدسن ) كانت السكرتيرة قد مدت يدها لدانييل مصافحة فصافحتها دانييل قائلة (لابأس ,أنا دانييل باركر ...تشرفت بلقائك ..)
(لي الشرف , علي أن أقول بأنك لاتشبهين والدك ..)
ارتاحت دانييل لهذه المرأة ..فقد كانت ودودة ..ابتسمت دانييل قائلة ( أنت الأولى ,الكل يقول أني أشبهه ..)
تمعنت دون في ملامح دانييل ثم هزت رأسها (كلا , تشبهينه في عينيه فقط ) تمتمت دانييل بالشكر ..
(على أي حال ...) استدارت دون حول مكتبها وأكملت ( يجب أن تدخلي لرايان وإلا سيوبخني ..) فتحت الباب وأشارت إلى دانييل بالدخول بصمت..
هناك رأته بين أكوام من الملفات ..مقطبا حاجبيه باديا بغاية الوسامة والجاذبية ..كان يتفحص إحدى الملفات عندما قال ( دون , هل لك أن تتصلي بالبيت لتري مالذي أخر دانييل ؟) لم يرفع رأسه ليرى من دخل فابتسمت المرأتان وخرجت دون بهدوء مغلقة الباب فقالت دانييل (لاداعي لذلك سيدي )
رفع رأسه بحدة عندما سمع صوتها فقد خيل إليه أنه أصبح يتخيلها صوتها ..لكنها هنا بمعطفها الكحلي تقف مبتسمة ..
كان ينتظرها على أحر من الجمر وقد قلق عندما تأخرت قليلا ..
(مرحبا ) لوحت له بيدها فاستجمع رباطة جأشه وود لو يخنق دون لوضعه في هذا الموقف الحرج ...
(مرحبا دانييل ..) نهض من كرسيه متقدما إليها ...
اشتعلت الغرفة بجو من التوتر الغير مريح ..وكأنها نوِّمت مغناطيسيا وذلك لرؤيته يتقدم نحوها وفي عينيه تلك النظرة التي تجعل قلبها يتسابق مع الريح ..توقف على مقربة منها ..وضع يديه في جيبيه ثم قال (كيف حالك؟)
(بخير ,لاأظن سيطرأ شيء خلال الساعات التي تلت مكالمتك )مازحته شاعرة بتوتر شديد ...
نظر إليها بشعرها المنسدل والذي زاد طوله خلال هذين الشهرين فأصبحت أطرافه تستريح على كتفيها ..كان يعلم أنها تشعر بتوتر وذلك من نظراتها التي أخذت تدور في أنحاء المكتب متجنبة نظراته ...
قالت (مكتبك جميل ! )
(شكرا , لكن الأصح القول هو أن مكتب والدك جميل فقد أمضى فترة أكثر مني هنا ولم أغير شيئا في الأثاث ..) صمت ثم قال (تفضلي بالجلوس)مشيرا إلى المقاعد الفاخرة مثل بقية أثاث المكتب ...
شكرته وخلعت معطفها ,ارتدت كنزة رمادية وبنطال أسود ..تأمل بساطة لباسها ..فارتبكت وغضبت لارتباكها ...
عند ذلك دخلت _دون_ بصينية عليها كأسين من القهوة ..امتنت دانييل لدخولها البريء ..تناولت الكأس من _دون_ التي قالت (كيف حال والدك؟)
(إنه بخير ,شكرا لك .) ردت دانييل ثم شربت قليلا من العصير ...
(كم اشتقت إليه ! ) قالت _دون_ بنبرة حزينة ..كانت تتكلم عن جوناثان وكأنه والدها ...أحست دانييل بالحزن في نفسها ..لقد مس والدها حياة كل شخص في حياته وحياة كل فرد في الشركة لكن الشخص الوحيد الذي لم يصل إليه هذا التأثير هو ابنته ...فبسبب تهور والدتها واستسلام والدها ..خسرت الكثير في حياتها ..حنان الأب .....والثقة في الحياة .. الثقة في وجود ما يسمى الحب الأبدي ..والعيش مع الحبيب إلى الأبد ..
تابعت _دون _ كلامها بدون أن تدرك حزن دانييل الذي أخفته خلف ابتسامة (لقد كنتُ أجلب له القهوة كل صباح ,وأعرف متى يكون في زاج جيد لرؤية الزبائن ..)
استمرت _دون _ في الكلام إلى أن رن جرس هاتفها فاستأذنت ثم خرجت ..لم يتكلم رايان بعد خروجها ..لقد لاحظ شحوب دانييل مع لمحة من الحزن على وجهها الجميل ..ماذا جرى لها ؟ لقد لاحظ أن عينيها اغرورقتا بالدموع خلف ابتسامتها الواسعة وتحولت عيناها الخضراوان البراقتين إلى بركة من الدخان الرمادي ..
وضعت الكأس بيد مرتجفة وتصنعت المرح قائلة (هل نذهب الآن ؟)
نظر إليها رايان متفحصا ثم قال بهدوء ( جاهز عندما تكونين مستعدة )
قالت ناهضة تلبس معطفها (أنا مستعدة )
(لنذهب إذاً )
أحست بالرغبة في التقيؤ ..لقد كانت خائفة حتى الموت ..خائفة أن تخسر مستقبلها ..لقد خسرت طفولتها ومراهقتها من دون والدها ولاتريد المزيد من الأحزان في حياتها التعيسة ..ساد صمت في السيارة ..نظر رايان إلى جانب وجهها لقد كانت خائفة حتى الموت ويعرف هذا ولايلومها فهو يشعر بالقليل من الخوف ..نظر إلى يديها المضمومتين في حجرها ..كادت أن تقطع سير الحقيبة من كثرة الضغط عليه ..كانت تنظر إلى الأمام بتوتر ومتأكد من أنها لاترى شيئا ..
مد يده إلى يديها وضغط عليها مطمئنا (كل شيء سيكون على مايرام .)
أجفلت ونظرت إلى يده ثم نظرت إلى جانب وجهه ..أحست بأنها على شفير البكاء ..قالت بصوتها المهزوز (كيف تكون متأكدا من هذا ؟)
ترك يدها وأمسك المقود قائلا ( أنا متأكد يا دانييل ! )
أحست بالغضب يتصاعد فقالت ( وكيف هذا ؟ أخبرني ! أنا لاأريد لهذا أن يحصل لي الآن ليس بعد أن وجدت والدي وليس وأنا ........)صمتت وقد كادت أن تقول *ليس وأنا مغرمة بك !* لكنها تابعت بهدوء (لقد كنتُ أنتظر لقاء أبي بفارغ الصبر فلاأريد لشيء أن يفسد فرحتي ..لاأريد لشيء أن يفرقني عنه كما فرق والدتي عنه ..لاأريد أن أبدو كالبلهاء والناس يتكلمون عن ذكرى جميلة مرت في حياته وأنا لاأعرفها ,,,لاأريد هذا !) همست بالجملة الأخيرة بأسف وهي تكاد تستسلم لنوبة هستيريا...
لم يقل رايان كلمة وقد توضحت له الأمور ...لقد كانت منزعجة في المكتب لحديث _دون _ الودي عن جوناثان فشعرت كالدخيلة ..إن هذه المرأة هي طفلة من الداخل ..طفلة حزينة ومهمومة بحاجة إلى الحب والحنان ...
(لقد قال والدكِ أن أمك أخذتك إلى عيادة وكانت النتائج سلبية لذلك أنا متأكد أنك لاتحملين المرض لأن الأعراض لم تظهر عليك فأنا أعرف التشخيص وقد عرفتكِ دانييل ,من المستحيل أن يكون لديكِ هذا المرض الوراثي ..ثقي بي ! ) طمأنها لكنه شعر أنها مازالت خائفة ..
ساد صمت في السيارة ..كانا يقتربان من المستشفى ...
(رايان ؟) نادته هامسة ...
(نعم! )
(هل تؤمن بالحب ؟وبفكرة أن تجد توأم روحك وشريك حياتك ؟هل تصدق بوجود هذا ؟)
لم يتوقع أبدا السؤال ..توقفوا عند إشارة سير فقال رايان (مالذي جعلك ِ تفكرين في هذا ؟ ) نظر إليها فوجدها تنظر إليه بعينين ذابلتين ..لأول مرة يرى عينيها هكذا ..خالية من البريق الذي يحول عينيها إلى قطعتين من الزمرد اللامع ..
أشاحت بنظرها وقالت متنهدة (لقد كنتُ أفكر ..لم يخطر في بالي هذا الأمر من قبل ..أما الآن وأنا أرى حياتي مهددة ..أريد أن أعيش هذه الأشياء .)
(الحب ؟ وتوأم الروح ؟) قال مندهشا ...
(أجل , لقد عرفت أمي الحب لكنه ضاع منها ..وشاهدتها كل يوم تتعذب وأشعر بالحزن في عينيها عندما ترى زوجين سعيدين ..هل وقعت في الحب من قبل ؟) سألته هذا فأجفل ...لم يتوقع سؤالها أبدا .فقد أدرك شيئا واحدا وهو أنه على الرغم من ظنونه بأنه وقع في حب صوفيا فهو متأكد أنه لم يحبها ..فهو يحب دانييل ..لأنه لم يشعر في حياته تجاه امرأة بالذي يشعر به مع دانييل ..انطلق بوق سيارة خلفه ..فأدرك أن الإشارة تبدلت إلى الخضراء ..استجمع نفسه وانطلق بالسيارة ولم يقل شيئا ...
(أنا آسفة ,لم يكن من حقي أن أسأل ! )
حمقاء!
عنفت نفسها ..مالذي جعلها تتفوه بهذه الأشياء ؟ أين كرامتك يا فتاة ؟ لكن قد أكون على شفير الموت ..أغمضت عينيها خائفة ...
سمعته يتنهد فقال (لا! )
فتحت عينيها ونظرت إلى جانب وجهه فأكمل (كلا ,لم أقع في الحب .ظننتُ أنني فعلت لكن ذلك لم يكن صحيحا ..)
سألته قائلة (هل أطلب منك شيئا ؟)
(بالطبع ! )
(عندما تجد المرأة التي تستطيع أن تقضي حياتك كلها معها ,فافعل مابوسعك لإسعادها ...) كانت تعرف أن من المستحيل أن تكون هي تلك المرأة ....
اندهش من طلبها ومن عدم فضولها لمعرفة المرأة التي أحبها ...هل هذا يعني أنها لاتهتم له ؟ أو لاتبادله مشاعره ؟ غضب من الاحتمالين فقال ( بالطبع سأفعل )
توقفا عند المستشفى فقالت (شكرا لك ! ) ثم أكملت مازحة متوقعة أن يبتسم (لقد أرحت بال امرأة على وشك الموت ..)
لكنه غضب فقد خرج من السيارة قائلا (كفي عن قول هذا !) ثم صفق باب السيارة ..رأته يستدير حول السيارة ليفتح لها الباب وقد بان الغضب على ملامحه الغضب ..غضبت هي أيضا لغضبه الغير مبرر ..ففتحت الباب قبل أن يصل وخرجت صافقة الباب هي الأخرى ...
&&&&&&&
ماإن دخلا المستشفى حتى اختفى رايان فقد كان القسم مزدحما بالمرضى قال لها أن تجلس في غرفة الانتظار حتى يعود ..واختفى مع وصول إصابات بالغة من حادث على الطريق السريع ...
أدركت وهي تراقبه من بعيد محاولا إنقاذ السائق بأنه حقا يتمتع بموهبة عظيمة ويستمتع بعمله .إنه منقذ رائع ...
(دانييل ؟) سمعت صوتا مألوفا ,فنظرت إلى يمينها فوجدت امرأة متوسطة الطول ذات شعر أسود وعينان ذهبيتان ..كانت لأول مرة ترى هذه المرأة بلباس الممرضات ..قطبت حاجبيها ..
(أنا أليسون ! ) قالت المرأة بفرح ...
(ياإلهي لم أتعرف عليك . آسفة ! ) ردت دانييل بدهشة
(لاعليك ,ياإلهي ! إنك كما وصفك ِ تماما ..) إنها تعني رايان بالتأكيد لكن لماذا يصفها لهذه المرأة ! كان بإمكانه أن يقول لها أن تناديها وستعرف من تكون دانييل .....لكن .......
ردت دانييل مازحة وهي تتوق لمعرفة ماقاله رايان ( هل هو وصف جيد أم سيء ؟)
ضحكت أليسون وقالت (صدقيني ,إنه رائع !)
(أليسون ,نحتاجك هنا !) نادى أحد الأطباء فاعتذرت أليسون وذهبت ..فكرت دانييل مبتهجة أن رايان قال عنها شيئا جميلا وأما امرأة غريبة عنها أيضا ..ماذا يمكن أن يعني هذا ؟
(هل أنت مريضة؟)
كان هذا الصوت الطفولي بجانبها ...فالتفتت لترى فتاة صغيرة بعينين بنفسجيتين ووجه مليء بالنمش ..بدت في الخامسة من عمرها ولم يكن معها أحد ...فابتسمت دانييل (كلا ,لستُ مريضة ,هل أنت مريضة ؟)
هزت الفتاة رأسها نافية وقالت (إن أبي هو المريض ,لديه زكام ..هل بإمكانك مساعدتي في آلة البيع ؟ لم أستطع وضع النقود فيها ...) أشارت إلى الآلة الضخمة فنهضت دانييل وسألتها ( أين والدك ؟)
(إنه مع الطبيب وقال لي أن أجلس معه لكنني تسللت لأجلب له هدية من الآلة ..) ضحكت دانييل لبراءة الطفلة ..ثم رفعت الفتاة وساعدتها لتضع النقود في الآلة وتختار الحلوى لوالدها ..عندما انتهت قالت الفتاة بطفولية(شكرا لك , يقول أبي أن علي أن أشكر الناس اللذين يساعدونني)
(فتاة ممتازة وبالمناسبة اسمي دانييل ) مدت دانييل يدها لتصافحها
(وأنا كلاريس ستونز ,إن شعرك رائع ) قالت وهي تتجاهل يد دانييل وتلمس شعرها_أي شعر دانييل_ بيدها الصغيرة بعد أن انحنت دانييل جالسة القرفصاء .
(وهو كذلك ! ) سمعت صوت رايان قريبا منها فاستدارت برأسها ورأته يشرف عليها وقد خلع سترة البذلة وظهر قميصه الكحلي النظيف ...احمر وجهها ارتباكا وخجلا ...
(ماذا تفعلين هنا يا كلاريس ؟إن والدك يبحث عنك ! ) قال للفتاة الصغيرة
(لقد جلبت له هدية ! ) وأرته الحلوى
(يالها من حلوى لذيذة ,ماذا عني أنا ؟ألم تجلبي لي هدية ؟)
أشارت لدانييل (دعها تجلب لك واحدة ,سأذهب لرؤية والدي !) وركضت في الممر نحو غرفة والدها ..راقبتها دانييل وهي تقف مبتسمة
نظرت إلى رايان فوجدته ينظر إليها بتركيز فقالت (هل انتهيت من المرضى ؟)
ابتسم ولم تعرف لماذا ابتسم ثم قال (تقريبا ,خمس دقائق أخرى وأجهز لك غرفة ! ) ثم ابتعد ملوحا لها بالملف الذي في يده ..راقبتها مبتعدا وأحست بانقباض في قلبها ..لاتعرف لماذا كانت تريد أن تشبع نظرها من رؤيته ..أرادت أن تناديه ليستدير إليها لكنها عضت لسانها ..
مابها ؟ وجلست على الكرسي ...
حاول رايان قدر المستطاع أن ينتهي من المرضى ,حتى يتمكن من إجراء التحاليل ..لقد قرر أن يعترف لها بحبه ولا يهتم بالنتائج فهي المرأة التي يحب والتي يريد أن يقضي حياته معها ..فهي رقيقة وحنونة ومحبة للجميع ..لقد رأى تصرفها مع ابنة كايل ستونز مريضه الذي كان يعالجه..لقد أضاء وجهها فرح سعادة عندما كانت تتكلم مع الفتاة ...
(دكتور ويليامز؟) كان هذا طالب الطب جاك والذي يقوم بدورته في قسم الطوارئ تحت إشراف رايان ...
(نعم جاك! ) أجابه رايان وهو يبحث في غرفة الأدوية عن المحاليل والإبر للتحاليل الوراثية ..
(لقد أنهيتُ آخر مريض لدي في هذه المناوبة ,فهل أنصرف ؟)
كان رايان يبحث في الرفوف السفلية عندما وجد ما يبحث عنه فابتسم لكلام جاك الذي ذكره بنفسه عندما كان طالبا ..استقام في وقفته ..
عند ذلك اختفت الابتسامة من وجهه لذلك المنظر الذي رآه ..كان منظرا يشيب له شعر الرأس ..
كان من ميزة غرف الطوارئ أنها تطل على غرفة الاستقبال وعلى غرفة الانتظار لذلك استطاع رؤية مايحدث ..لقد كان زوج والدة كيث روبنسون يمسك بأحد الأشخاص وفي يده سلاح أبيض عبارة عن سكين ضخمة ..وقد كان يعطي رايان ظهره فلم يستطع رؤية الرهينة لكنه لمح لون رمادي في القميص ..بل كان كنزة !
إنه يعرف لمن الكنزة ..عندها استدار ستروم وظهر الشخص
ربــــــــــــــــــــــــــاه!!!!!!
إنها دانـــــــيـــــيـــل !!!
كيف حدث هذا ؟
(دكتور ويليامز؟) نادى جاك عندما رأى شحوب وجه رايان فسحبه رايان من معطفه الأبيض فأجفل الفتى ..همس رايان وقال ( اسمعني ! إنني أعتمد عليك ..أريدك أن تساعدني ,إن ستروم لديه رهينة ...)
(رهينة ؟!!) ردد جاك بخوف ..
(اسمعني ! ) نهره رايان وتابع (أريدك أن تأخذ هذه الإبرة وتتجه نحو غرفة الفحص رقم 3 لأنها الأقرب ..إن فيها جرعة معقولة من المخدر كافية لإسقاطه ..عند إشارتي اهجم عليه ..هل ستفعل ؟)
هز جاك رأسه موافقا فأعاد رايان قوله (هل أعتمد عليك ياجاك؟)
(أجل ! )
(لاتجعله ينتبه لك ! ) نبهه رايان !
(لن أفعل !) واختفى جاك راكضا ...
أما رايان فقد خرج من غرفة الأدوية إلى غرفة الانتظار ..كان ستروم يناديه بصوته الغليظ الكريه ..
(أنا هنا يا ستروم ! ) قال رايان وقد كان بعيدا قليلا عن ذلك الرجل الضخم ...استدار ستروم بكل قوته فصرخت دانييل لضغط ذراعه الضخمة على عنقها ..أحس رايان بالأدرينالين يضخ في كل عروقه بالغضب ..أراد أن يقطع هذا المنحط إربا ...كانت عيناها مشوشتان ..وذراعه تضغط عليها ..همست عندما رأته (رايان؟! )
(لابأس يادانييل ! )
(لاتتكلم معها ! بل تكلم معي أيها التافه ! ..) زمجر ستروم
(مالذي تريده ؟) قال رايان بهدوء خطير
(أريد زوجتي ,أين هي ؟) صرخ بحدة فلاحظ رايان أنه يترنح ..لابد أنه ثمل ...
(وماأدراني أين هي ؟)
(بل تعرف ! لابد أنك أرسلتها مع ابنها العفن ذاك ..أيــ.....أين هي ؟)
أحس رايان بضرورة تهدئة نفسه ليستطيع التصرف مع هذا الأرعن فقال بهدوء ( اسمعني يا ستروم , صدقني أنا لاأعرف أين هي ..لكنني أستطيع مساعدتك في إيجادها ..إنها لن تبتعد كثيرا ..فهي تحبك وستحزن عندما تراك تضع هذه السكين على عنق دانييل ...)
نظر إلى دانييل فرآها ترمقه بنظرة تساؤل خائفة وكأنها تقول *لاتعط هذا الأرعن مايريد! *
(إنك كاذب ! ) صرخ ستروم
(أنا لاأكذب ,سأساعدك ..لكن أنزل هذه السكين ودعنا نتفاهم )
(كلا! ) وشدد على رقبة دانييل فصرخت ..اقترب رايان غريزيا فزمجر ستروم (ابق بعيدا ! ) وصوب السكين على عنق دانييل ..تراجع رايان فورا مكرها ...
(حسناً ,دعني على الأقل أتصل بالخدمات الاجتماعية لأرى إذا كانت مع ولدها ..)
تردد ستروم وكأنه يفكر بهذا الطلب ..رأى رايان من طرف عينه أن جاك ينتظر إشارته ..على جاك أن ينتظر قليلا بعد ..
(هل تعتقد أنها ستكون هناك ؟) قال ستروم وهو يترنح ..
لمح رايان شيئا لامعا مختبئا في كم دانييل الطويل ..لقد كان مشرطاً ..من أين أتت به ؟ كان ستروم ينتظر رده فقال (لاضير من المحاولة ) تنفس رايان الصعداء لرضوخه السريع ...
(اذهب واتصل من هذا الهاتف بجانبك .) رفع رايان السماعة وببطء ضغط على رقم ..فلطالما وضعوا الأرقام المهمة على لائحة الاتصال السريع وبالطبع لم يكن هذا الرقم الصحيح فقد اتصل بالشرطة فقال بلهجة الأطباء الغامضة (مستشفى ميرسي , لدينا حالة طارئة ,أب يريد زوجته واسمها ريبيكا ....)
عند ذلك أخرجت دانييل المشرط وغرزته في فخذ ستروك بعمق وصرخ عندها هجم عليه جاك وغرز الإبرة فيه وتجمع رجال الأمن ليمسكوا به ,,أما رايان فقد اندفع إلى دانييل التي تخشبت في مكانها ,تراقب مايحدث بعينين متسعتين من الخوف ...
(دانييل ؟ حبيبتي ...هل أنت بخير؟)
رفرفت بجفنيها ونظرت إليه لكنها لم تستطع سماعه ..كانت الرؤية ضبابية والدنيا تدور ..ثم مالبثت أن سقطت غائبة عن الوعي وصوتا عميقا ينادي اسمها ...
&&&&&&&&&
أنت تقرأ
""عيناك عذابي... مميزة ومكتملة ""/الكاتب الاصلي : dew
Romanceخرجت دانييل وهي تفكر من يكون هذا الرجل ؟؟ولماذا يبحث عنها ؟ ركبت سيارتها اللاند روفر الكحلية متوجهة الى منزلها .لقد كانت تسكن في المنزل الذي كانت والدتها تسكن فيه بعد أن ذهبت دانييل الى الجامعة وهو طبعا ليس المنزل الذي كانت تسكن فيه عندما كانت صغيرة...