لاتــــقـــل أبـــداً ...أبـــــداً

4.1K 67 0
                                    


لاتــــقـــل أبـــداً ...أبـــــداً

لم تعرف كيف خرجت من المنزل إلا وهي تقود سيارة والدها ولم تتوقف بها إلا عند الشاطئ .كان الوقت يقارب الغروب ..تريد أن تبكي لكنها لم تستطع ولم تعرف لماذا ..تحتاج أن تفرغ طاقتها المكبوتة ..أرادت أن تصرخ ,,تبكي ,,أو حتى تجد أحدا لتتكلم معه ..
جلست على صخرة قرب الشاطئ ..كانت عالية تقريبا .
توقف على بعد منها وحدق إليها ..كانت تجلس وحدها على تلك الصخرة الضخمة ..لقد توقع أن يجدها هنا ..كان يعلم أنها لن ترحب بوجوده إلا أنه كان عليه أن يطمئن عليها ليس فقط لأن والدها الذي شحب وجهه كالأموات بعد خروجها العاصف طلب منه ذلك بل لأنه أراد ذلك ..
أخذ نفسا عميقا وتوجه نحو الصخرة التي تجلس عليها بخطوات ثابتة على رمل الشاطئ ..إذا كانت انتبهت إلى وجوده فهي لم تظهر ذلك لأنها لم تحرك ساكنا بل ظلت تحدق إلى البحر المتلاطم الأمواج ...
توقف وهو يقف إلى جانبها وحدق هو الآخر إلى البحر ...
ساد صمت قصير ,عندها التفت إليها وقال بكل هدوء (توقعت أن أجدك هنا!)
خلعت حذاءها وهي تقول بسخرية (وإلى من أدين شرف هذه الزيارة الغير متوقعة ؟)
ابتسم قائلا (إن العائلة كانت قلقة عليك ,وخصوصا والدك !)
(حقا؟) نهضت ونفضت تنورتها الطويلة ثم تقدمت إلى مقدمة الصخرة ,,كان يضع يديه في جيبيه ..أسرع يمسك بذراعها قائلا بتوتر (ماذا تفعلين؟)
التفتت إليه مبعدة يده عن ذراعها قائلة بابتسامة حزينة (لاتقلق ,لستُ يائسة وحزينة لهذا الحد لأرمي نفسي ..إذن والدي قلق علي؟!)
نظر إليها وإلى وجهها الحزين ..وأراد أن يمسح هذه النظرة البائسة الحزينة من عينيها الزمرديتين ..
(كلمة قلق لاتعبر عن الحالة التي يمر فيها الآن !)
لم ترد عليه بل أخذت تبتعد عنه تنزل حيث الصخور القريبة من البحر ..تبعها رايان بصمت إلى أن توقفت عند صخرة منبسطة ,كان بإمكان زبد البحر أن يلامس قدميها الحافيتين وكان بالإمكان أن تنزلق قدميها لذا اقترب منها أكثر لكنه توقف أولا ليخلع سترة بذلته الكحلية التي يرتديها ثم خلع حذاءه وجواربه ورمى بها مع السترة إلى رمال قريبة ..
ساد صمت طويل لم يقطعه أي منهما ..كانت هي غارقة في أحزانها وهو ينتظر ..لايعرف ماذا ينتظر ..
أخيرا قال (ألن تتكلمي معي عن الأمر؟)كان هادئا جدا ويبدو أن هدوءه أغضبها لأنها انفجرت غاضبة (أتكلم عن ماذا يا رايان؟عن طفولتي السعيدة ؟أم عن مرض والدتي الذي لاأعرف شيئا عنه ؟أم عن معاملتي كطفلة حمقاء لعينة لاتعرف كما يظنون أن تحفظ الأسرار ؟ماذا تريدني أن أفعل ؟)
اجاب بهدوء (افعلي ماتريدين فعله ,المهم ان تخرجي ما بداخلك )
نظرت إليه وأحس بأن الدنيا ضاقت به عندما رأى عينيها المغرورقتين بالدموع فاقترب منها ,,قالت(أتعرف ماأريد؟)
ثم أدارت وجهها إلى البحر ,أكملت (أريد ان أغرق في هذا البحر وأن أنسى أنني قد ولدت في هذه الدنيا ..هل يرضيك هذا ؟)
هز رأسه وقال (لا ,لايرضيني .لأن هذا لن يحل المشكلة )
نظرت إليه ثم صرخت بقهر(وماشأنك أنت ؟هل تهتم بما يحصل لي ؟أتعرف ؟يجب أن تكون سعيدا لأنك رأيتني محطمة تماما !)
صمت لحظة ثم قال بهدوء ويديه في جيبيه (الشماتة ليست من طبعي يا دانييل!)
ساد سكون للحظات ثم توسلت إليه (أرجوك! اتركني وشأني يارايان!)
لم يتحرك من مكانه لكنه تأثر لتوسلاتها
أما دانييل التي رأت أنها على وشك البكاء لم تحتمل أن يراها بهذه الحالة ...لمَ هو مهتم بها هكذا؟لمَ لايذهب ويتركها ؟
(ماذا تريد مني؟هل تريد أن تراني ذليلة ؟أهذا هو نوع النصر الذي تسعى إليه ؟)
صرخت في وجهه ورأت أنها أغضبته فقد اشتد فكه وتكورت يداه داخل جيبيه لكنه تفاجأ عندما رأى عينيها تدمعان ..ظن بأنه يتخيل لكنها أحنت رأسها وأخذت تنشج بصمت ..جلست بانهزام وهي تبكي على الصخرة الملساء ووضعت رأسها على ركبتيها ..لم يتأثر في حياته لبكاء أحد إلا هي ..صحيح أنه تعاطف مع الكثير لكنه لم يشعر كما يشعر الآن معها ...أراد أن يضمها إليه لتبث أحزانها كلها داخله .أراد أن ينسيها كل الأحزان التي مرت بها
جلس بجانبها وهو يكرر (لابأس يا دانييل ,أخرجي ما بداخلك .)
أحست بيده الدافئة على ظهرها وهو يربت عليها برقة متمتما بهدوء ,,وعلى الرغم من حزنها شعرت بأنها آمنة معه ..بكت بشدة اكثر ومالت على كتفه وأطلقت سراح دموعها المكبوتة ..
(لابأس عليك يادانييل ...أنا هنا....أنا هنا....)
نعم,هاهو بجانبها كما تريده أن يكون وأحست بأنها ملكت الدنيا كلها وهي آمنة معه بالتأكيد ..إنه حبها الأول والأخير ولن تحب أحدا بعده أبدا
تحولت شهقاتها إلى نشيج بسيط بعد حوالي العشر دقائق ,لم تلبث أن هدأت بعدها لكنها بقيت تريح رأسها على كتفه لمدة قصيرة ,,أحست أن عبئا كبيرا قد أزيح عن كاهلها ,,,ساد صمت طويل لم يشعر أي منهما بأدنى رغبة في الكلام ..جلسا يستمعان إلى صوت تلاطم الأمواج القوية ,,
(لم أكن أظن بأن الحقيقة مؤلمة بهذا الشكل .) قالت بهدوء وكأنها كانت تكلم نفسها ...
قال بعد لحظة (أعرف ...لقد سمعت ..سمعت جدالك مع والدك ..)
رفعت رأسها وللحظة أحس بالخيبة والضياع لأنها ابتعدت عنه لكنه أخذ يعنف نفسه ..مسحت وجنتيها بيديها ثم رفعت شعرها المتساقط على جبينها ونظرت إليه بحزن وتعب ثم أكملت متجاهلة ملاحظته (لقد ظننت أنه سيقول بأنه لم يعد يحبها وبأنه أحب عمتك وتنتهي القصة ,لم أكن أظن بأنهما ...) ولوحت بيديها بعجز وكأنها لم تقدر أن تجد الكلمة ..
تنهد رايان وقال واضعا يديه حول ركبتيه (على الأقل والديك افترقا وهما يحبان بعضهما ..)ونظر إلى البحر
مالذي يقصده ؟
أكمل ونظراته غائمة بذكريات الماضي (ولم يسيئا إلى بعضهما في آخر لحظات حياتهما ..)
(أتعني والديك ؟)أومأ ولم يلتفت إليها
أخذ يتكلم وكأنه كان يكلم الهواء والصخور ,لم يكن يشعر بها وكأنه كان في عالم آخر ,يوم كان مراهقا (كان والدي يقود السيارة ,ولابد أنهما ظنا أني نائم لأنهما بدءا يتكلما عن أشياء واشخاص لم أكن أعرفهم وفجأة بدأت أمي بالاشتكاء كيف أن والدي لا يعيرها اهتماما وكيف أنه لاهم له إلا الشركة ,,سمعتها تشتم وتصرخ متمنية لو أنها لم تتزوجه ,كان والدي يحاول أن يهدئها لكنها رمت بالقنبلة فقالت بأنها تهتم بشخص آخر وبأنها لم تعد تحبه وتريد الطلاق ,عندها سمعته يشتم وانحرف بالسيارة وآخر شيء أتذكره هو صراخ حاد ,,ثم استيقظت بعد عشر ساعات في المستشفى ..)
ساد صمت قصير غرق فيه في أحزانه
(أنا آسفة!) أجفل من صوتها الحزين ,المتهم والمتعاطف معه ونظر إليها ..إلى جانب وجهها الذي أضاءته شمس الغروب مضفية عليها توهجا سحريا ..لم يسبق أن قال لأحد قصة حادث والديه لأحد ولاحتى صوفيا التي ظن بأنه يحبها لكنه اكتشف بأنه لم يحبها ولا يظن بأنه كان سيحبها في يوم ما ..لأن دانييل ..هي ...شيء آخر
لم يستطع قول شيء لأنه كان متأكدا أن صوته سيخونه
قالت( لقد كان لدى عمتك شك بأن هناك شيء خلف الحادث ..)
(أعرف ..)قال هذا ثم نظر إليها وأكمل (لم أخبر أحدا بهذا وقد أخذت عهدا على نفسي بألا أفعل ..وأنت أول شخص أخبره بما حصل ..)
أحست بالسعادة لأنها اكتسبت ثقته ليخبرها بما حصل لوالديه ..لأنه رأى فيها شخصا يمكن أن يفضي له أسراره وهمومه
سألته (لماذا لم تخبرهم بما حصل ؟)
تململ في جلوسه ثم قال (بعد أن استيقظت من الغيبوبة ,صدمت لحقيقة وفاتهما و.....)صمت وكأنه أدرك شيئا للمرة الأولى فهز رأسه (أتدرين؟ لاأعرف لمَ لم أخبرهم فعندما سألتني عمتي عما حصل قلتُ لها أني كنت نائما ..)
(ربما أردتَ أن تحتفظ بالألم لنفسك )
قال يمازحها (أهذا صحيح يا فرويد ؟)
ضحكت وقالت (لقد عاهدتُ نفسي بألا أبكي أمامك أبدا ....)
أراد أن يسألها عن السبب لكنه علم بأنها ستتهرب من الإجابة وبدلا من ذلك قال(تعرفين القول السائد,,لاتقل أبداً ...أبداً ..)
سكتت لحظة وقالت(كانت أمي )
(أمك؟) سأل باستغراب
تنهدت وقالت (لقد كان الحساب هو حساب أمي ,الرقم الذي لم تحصل على اسم صاحبه ..السبب هو لأنني أقفلت الحساب بعد موتها وحولته إلى حسابي ..)
تجرأت ونظرت إليه منتظرة أن يعنفها ,,أو أن يصرخ فيها لكنه التزم الصمت مبادلا إياها النظرات ثم قال (أعرف هذا ,وليس من الجدال الذي دار بينك وبين جوناثان ,,بل من والدك اليوم عند الظهر قبل الغداء ..)ثم سكت ..انتظرت أن يقول شيء آخر
فقالت (ألن تقول شيئا؟ )
ابتسم وقال (ماذا أقول ؟)
(ألن تصرخ في وجهي؟ )
(ولماذا أفعل ؟ أهو بسبب المال؟)سأل متعجبا
(أجل! )
(ولماذا أفعل ؟فهو حقك )
قاطعته (كلا ,ليس حقي ولهذا سأعيده )
تبادلا النظرات وقد اكتسى وجهه قناعا من الجمود ثم أكملت (إنني لاأحتاجه ولم أحتاجه في حياتي فلدي ما يكفيني من الناحية المادية ..)
نظر إليها وقد اقتنع بأنها ليست كما ظنها في البداية ..انتهازية ..صائدة ثروات باردة القلب بل كانت فتاة مجروحة وتحتاج الطمأنينة ,,فلو أنها كما اعتقدها لما تركت هذه الفرصة تفلت من يدها ولطالبت بالمزيد باسم تعويض عما فقدته من حنان والدها ..
لكنها رفضت المال
لايمكن لصاحبة هاتين العينين الجميلتين أن تكون انتهازية ففيها من البراءة والنقاء مايملأ العالم كله ..
(ألن تقول شيئا ؟)حثته على الكلام ..
استيقظ من حلم يقظته وتنحنح قائلا (أتريدين معرفة رأيي؟)
(رجاء؟!)
(أظن بأن والدك سيغضب !)
(آه ,قل لي شيء لاأعرفه .أعلم أنه سيغضب لكن هذا المال لم ولن يكون لي أبدا ..)
ارتدى وجهه قناعا من الجدية وقال (دعينا من هذا ,لكن انظري للأمر من ناحية والدك فماذا كنت ستفعلين لو أنك فشلتِ في أمر وتريدين تصليحه ؟)
ردت بسرعة (أسعى للمواجهة !)
هز رأسه وقال (من ناحية والدك ,وضعي في الاعتبار أمر عدم التعرض )
صمتت لتفهم وجهة نظره .فهو على حق لقد فعل والدها ما يمكن لأي أب أن يفعل في مثل تلك الظروف ..فهو ظن أنه لن يرى ابنته أبدا وعلى ضوء ذلك تصرف
قال (لقد أدى واجبه ولو بشكل متطرف !)
نظرت إليه وشعره يتطاير بفعل الريح الرطبة الآتية من البحر وقد تحول لونه إلى البني بفعل شمس الغروب أما عيناه فازدادت دكنة ..لقد كانت تتحدث معه وكأنه صديقها الحميم ,حتى ترافيس لم تدخل معه في تفاصيل حياتها قبل مجيئها إلى نيويورك ..صحيح أنها كانت تتحدث عن والدها بين الحين والآخر لكن ليس بهذا التعمق الذي عمدته مع رايان
قال ممازحا (هل وجدت ِ ماتبحثين عنه؟)
ابتسمت ابتسامة واسعة نابعة من قلبها لأول مرة منذ أن جلسا مظهرة غمازة جميلة في خدها فزادت خفقات قلبه ثم سمعها تقول (لم أكن أتوقع ان أتحدث معك بهذا الشكل !لم أكن أتوقع انك متفهم ومستمع جيد )
(هل يجب أن أشعر بالاطراء أو بالإهانة ؟)سأل ممازحا
جارته في مزاحه وقالت(اعتبرها مزيج من الاثنين ..)
ضحك ضحكته العميقة الجذابة,,فنظرت إليه مسحورة ثم قالت بجدية (شكرا لك يا رايان ,,لقد كنت محتاجة إلى شخص أتكلم معه ,,لذلك ...شكرا ..)
أحست بأن صوتها اختنق فأشاحت بوجهها ونظرت إلى الشمس وهي تغرب ,,نظر إليها متأثرا من صوتها المفعم بالشكر والتقدير ,,
قالت(كم أكره الغروب !)
صدم عندما تقول هذا وقال (أنت أول فتاة أسمعها تقول هذا الكلام ..)
أجابته مدافعة (لأنني واقعية ,فكيف نحب الغروب وهو يقول لنا بأن لاشيء سيعود كما كان فمع مغيب الشمس يغيب كل شيء )
نظرت إليه متوقعة أن يؤيد إجابتها لكنه هز رأسه بأسى مسرحي قائلا (رباه! كم أنت متشائمة ..)
قالت بسخرية (أحقا؟)
(أجل ,فالغروب له معنى آخر .بالنسبة إلي هو فرصة ...فرصة لفعل شيء لم تفعله اليوم وأيضا وعد بأن الغد سيكون مختلفا عن اليوم لنه يوم جديد لذلك ننتظر الشروق ,,لأن الشروق هو امتداد للغروب ...)
(يالك من رومنسي !) قالت متفاجئة وأكملت (سأسميك من الآن فصاعدا أوسكار وايلد )
(أفضل همينغواي المعذَّب)
ضحكت عاليا لتعابير وجهه المازحة ..نظر إليها تضحك ضحكتها الجميلة ..كانت عيناها تتراقص بلون زمردي متوهج ..لم ير في حياته عينان تفشيان حالة صاحبها كما عينيها ..بإمكانه أن يضيع في هاتين العينين ..اشتبكت العيون بحوار صامت ..كان كلا منهما ينظر إلى الآخر بنظرة جديدة ..هاقد تبدد الضباب والغموض حول بعضهما ..أشاحت بوجهها لأنها لم تعد تقدر أن تنظر إليه بدون أن تفضحها مشاعرها ..إنها تحبه وهو يحب أخرى وعليها تقبل ذلك شاءت أم أبت ...
(هناك شيء آخر عليك معرفته !)صرح بهذا بعد الصمت السائد
نظرت إليه ينظر إلى القرص الأخير من الشمس الغاربة فأردف (والدك زارك مرة عندما كنتِ في التاسعة عشرة ..لقد قال لي عندما جاء يزورني في الجامعة حيث كنت أدرس السنة الأخيرة بأنه سيذهب لرؤية ابنته في عيد عيد ميلادها ,وعندما وصلناإلى بوابة الكلية التي تدرسين فيها أخذتُ أراقبه من بعيد ثم توقف عند أشجار محدقا إلى شخص لم أتبينه ثم لم يلبث أن عاد إلي حزينا وسعيدا في الوقت نفسه وعندما سألته لمَ لم يدخل الكلية أجابني أنها قصة طويلة ..)
نظر إليها وقال (ظننتك تريدين معرفة هذا ..)تدحرجت دمعتان على وجنتيها تبعتها اثنتين أخريتين ..لم تستطع أن تتكلم ..مدت يدها إلى يده تضغطها معبرة عن امتنانها ,,كاانت يدها باردة وصغيرة لكنها في الوقت نفسه دافئة وحنونة لمستها تلك
همست بضعف( شكرا يا رايان ,,لاأدري كيف أشكرك حقا)
سحبت يدها من يده فقال (سأكون شاكرا لو مسحت دموعك )
ابتسمت وهي تمسح وجنتيها بظاهر يدها كطفلة فناولها منديلا من جيبه فقالت (شكرا,لابد أنني أبدو فظيعة )ثم مسحت دموعها ,,
نظر إليها وفي عينيه إعجاب واضح فقال(بل تبدين رائعة وجميلة ..)
اتسعت عيناها لمديحه ..إنها أول مرة يقول فيها أنها رائعة وجميلة أيضا
أحست أنها فقدت القدرة على التنفس ..وقلبها توقف عن الخفقان ,,كان ينظر إليها نظرات إعجاب ..
نعم,إعجاب ..كيف ومتى حصل هذا؟
تمالكت نفسها بعد دقيقة فقالت مازحة (لاتبالغ يارايان ..ووفر هذا المديح لكلوي ..)
هزه الاسم ,,مالذي أتى بسيرتها ؟
(كلوي؟!)كرر مستفهما
نهضت دانييل ونفضت تنورتها قائلة (أجل,كلوي.فأنتما ستذهبان للعشاء الليلة ,أليس كذلك ؟أعني أنها أخبرتني بذلك )
تباً ,لقد نسي هذا الموضوع كلياً
أكد لها وقد شعر بعدم الرغبة في الذهاب (بلى ,سنذهب .)ونهض معها ..
التقط سترته وحذاءه ومشى معها وهي تمسك بحذائها إلى السيارة
انتبهت إلى عدم وجود سيارته فسألته (هل أتيت سيرا على الأقدام ؟)
(ولماذا التعجب ؟هل ترينني عاجزا ؟)سأل بسخرية
لقد تعمد المجيء سيرا على الأقدام ليعطيها المجال لخلوتها
لم ترد عليه بل حدجته بنظرة ثم قالت (هل أوصلك معي؟)
(بل أنا سأوصلك ,,فلست في حالة تسمح بالقيادة !)
غضبت من تعجرفه وقالت (أحقا؟ هل هي حالتي التي لاتسمح ؟أم أنك فقط متلهف إلى قضاء سهرتك وتظن بأني سأؤخرك ؟أم هو كبرياء الرجل؟)
مد يده مطالبا بصمت بالمفاتيح فناولته إياها وقد كبحت دافعا يدفعها إلى رميها في البحر حتى يتأخر حقا على موعده الأحمق
ركبا السيارة ولم تستطع أن تكبح قولها عندما انطلق بالسيارة
فقالت( دعنا لانتأخر على السندريلا ,,فقد تتحول إلى يقطينة )
ابتسم (أليست العربة هي التي تتحول إلى يقطينة ؟)
(مضحك جدا ,,,على كل حال أنا لاأحب هذه القصة فسنريلا هي مجرد فتاة حمقاء .إنها قصة بعيدة كل البعد عن الواقع حتى للأطفال )
قال ساخرا (وأنت سيدة الواقعية )
صمت ثم أكمل (لدي حدس يقول بأنك تغارين ..فقولي هل أنا محق ؟)
ضحكت باستنكار ودهشة لتغطي احساسها بالخجل لأنه عرف ما يجول في ذهنها وقرأه ككتاب مفتوح (بل أنت مخطئ ,فلماذا أغار؟)
هز كتفيه ولم ينظر إليها بل ركز على الطريق أمامه (لاأعرف ,,قولي لي)
(أنا لاأغار ,لأن لدي موعدا أنا كذلك مع ديميتري !)
خرجت منها هذه الكذبة قبل أن تكبحها ..ساد صمت قصير متوتر قطعه وقال (هنيئا لك ,أما الآن فدعينا لانتشاجر .لاأحب المشاجرات العقيمة ..)توقفت السيارة بصرير مزعج ولم تدرك أنها متمسكة بالمقعد إلا عندما نظر إليها (خصوصا في السيارة لأنهل تزيد توتري ,وأنا لاأحب أن أسرع ..وشيء آخر من الأفضل أن تتركي يديك عن المقعد فقد ابيضت ..)قال هذا وخرج من السيارة صافقا الباب
أدركت الآن وقد خرج من السيارة أنه كان يعني حادث والديه ,,تمنت يأنها لم تقل شيئا ..إنها حمقاء غبية ..
***************
أحس بأن فكيه قد ينكسران إذا استمر بتصنع الابتسامات ,,رباه!,,حاول طوال الأمسية أن يبدو مرتاحا وحاول أن يستمع إلى كلوي ,,لكن فكره كان في مكان آخر ..لقد اتصل بذلك التحري المدعو جونسون ليقول له بأنه لم يعد يريده ان يتحرى عن دانييل ..فقد تأكد وعلم مايكفي عن دانييل بنفسه ,,وبدرس صعب جدا ,علم أنها نقيةوبريئة كالأطفال ,,لكن التحري أخبره بأنه قد انتهى وأرسله عبر البريد
قرر أنه حين يستلم التقرير سيحرقه أو يسلمه لها ويوضح لها لمَ فعل ذلك ..لكن الذي يشغله أكثر من ذلك هو موعدها مع ذلك الأحمق ..كان قد خرج من المنزل مبكرا حتى لايراها معه
(ألاتظن يارايان؟)
كان هذا السؤال من كلوي التي ارتدت تنورة واسعة تصل إلى الركبتين ,,سوداء من الحرير مع قميص أحمر أيضا ..كانت تبدو جميلة
(أنا آسف ,لم أسمعك ..لقد كنت أفكر ..)
(تفكر بمشكلتي ,أليس كذلك ؟)رفرفت بعينيها المكحلتين
ابتسم ساخرا (بالتأكيد !)
كانا يتناولان الحلوى ..لأنها قالت بأنها ستقول مشكلتها بعد العشاء
(حسنا ,,سأقول لك ..)
أخيراً ! تمتم في نفسه
ابتسم مشجعا فقالت (حسنا ,هناك شخص أحبه من كل قلبي ,,,لكني لاأعرف إن كان يحبني وأنا أريده أن يعلم كم أحبه لكنه يتجاهلني دائما ,فماذا أفعل؟)
لم يعلم ولم يدرك أنه المعني فأجابها ..(أخبريه بهذا ! وأنا متأكد أنه يحبك لأنك امرأة محترمة يا كلوي ..لقد أخفتني ..ظننت انك مريضة أو شيء من هذا القبيل)
(إذن من هو؟)سألها مازحا
نظرت إليه ومدت يدها إلى يده عبر الطاولة وقالت (أنت !)
تراجع رايان مندهشا (كلوي! أنا...لم أتوقع....)
(أحبك منذ أول مرة رأيتك فيها عندما تجاهلتني تماما ,,فهل تبادلني هذاه المشاعر؟)
لقد كانت متلهفة لمعرفة الجواب وهو تسمر عندما سمع كلامها ..سحب يده ببطء من يدها وقال بجدية(اسمعيني كلوي ,لم أتوقع أبدا أن أكون من تحبين وأنا آسف حقا لأنني لاأبادلك هذه المشاعر ..فأنا أنظر إليك كأخت و.....سامحيني لأني قاس بها الشكل لكنني لاأريدك أن تعيشي أوهاما ..)أنهى كلامه عندما رأى ملامح الاستياء على وجهها ..فقد تغضن وجهها بشكل مخيف
تمتمت (أهو بسببها؟)
(من؟)سأل مستفهما ..لكن كان لديه حدس بشخصية المعني بالأمر ..
(دانييل ! إنني أعلم أنك تحبها فقد رأيت نظرتك إليها وهي نظرات مليئة بالإعجاب إن لم يكن الحب ..فهل تحبها؟)
(إنك تتوهمين الأمور الآن !)
رباه! لقد سألته سؤالا كان يدور في ذهنه ,,فهل هو يحب دانييل ؟كان طوال الأمسية يتخيلها في ذهنه ويتشوق للمستها الدافئة ..فهل هذا هو الحب؟
أهو الحب عندما تكون صورتها هي أول ماتتذكر عندما تستيقظ من نومك والأخيرة عندما تنام ؟
أهو الحب الذي يجعلك تتشوق لتعود إلى المنزل وترى وجهها الجميل وتسمعها تتكلم بصوتها الأجش الجميل ..
(هل أتوهم؟ أم أنك لاتريد الاعتراف ؟كل ماأستطيع قوله هو أنها محظوظة لأنها وجدت من يحبها كل هذا الحب ..)
دافع رايان (مهلا ياكلوي ,أنا لم أعترف أني أحبها ..)
(لاداعي لذلك ,فانت تلاحقها بنظراتك وتتلهف لسماع رأيها عندما تتكلم بالإضافة إلى أن جدك يحبها والجميع يحبها فلمَ لاتحبها؟ أنا أيضا أحبهاعلى الرغم من انها منافستي ,,بل كانت منافستي ..)
ابتسمت بحزن (أرجو أن نبقى أصدقاء يارايان ..)
(بالتأكيد وأنا آسف )نهضت ونهض معها ليوصلها إلى المنزل فاعترضت قائلة (لاداعي لذلك ,,بإمكاني الذهاب وحدي ..)
دخلت سيارة الأجرة فكرر ممسكا لها الباب (أنا أعتذر بشدة ..)
قاطعته (لابأس ,فهذه الأمور تحدث لكن لاتظن أني لن آتي إلى حفل عمتك لأنني قادمة ولو لأتباهى بفستاني الفضي من تصميم شانيل ..)أكملت مازحة
ابتسم رايان فدخلت السيارة وذهبت
توقف عند سيارته معيدا كل كلمة قالتها كلوي ,,هل صحيح بأنه يلاحق دانييل بنظراته وهل مشاعره بهذا العمق والوضوح؟ تنهد وفتح باب سيارته لكنه لم يدخل بل ظل ممسكا بالباب ..كل مايعرفه وهو متأكد من هذا ,هو أنه في حياته لم يشعر هكذا تجاه أي امرأة ..وإذا لم يكن هذا هو الحب فهو على الأقل الطريق إليه ..كان يهم بدخول السيارة عندما لمح شخص يعرفه ..إنه ديميتري !
ازدادت ضربات قلبه لعلمه أنه سيرى دانييل لكن المرأة التي ترافقه كانت عكس دانييل تماما ..ذات شعر أشقر ,طويلة جدا ..حتى تكاد تكون إحدى لاعبات كرة السلة عكس جسم دانييل الرشيق المتناسق ..لكن مالذي يفعله ديمتري مع هذه ؟
أليس من المفترض أن يكون مع دانييل ؟هل يواعد فتاتين في الوقت نفسه ؟ صر على أسنانه للاحتمال الأخير ..كيف يجرؤ التافه على خيانة دانييل ؟لابد أنه ألغى موعد دانييل ليذهب معها! وكأن نظرات رايان أحرقت ظهر ديميتري لأنه التفت إليه ..تبادلا النظرات فرفع ديميتري يده في تحية قصيرة وأكمل طريقه
تمنى لو يذهب ويشده من تلابيبه ويشبعه ضربا ,,توقع رايان ان يرى نظرات إجفال من ذلك الرجل لكنه كان واثقا من نفسه جدا ,,تعهد رايان لنفسه بأنه ماإن يرى هذا الرجل على عتبة بيتهم حتى يطرده ! إنه لايستحق حتى ظفر من دانييل
*التافه الأحمق* تمتم رايان بذلك وهو يضغط على دواسة البنزين لتنطلق السيارة في صرير مزعج ,,
*******************
استيقظت بعد شروق الشمس لتبدأ رياضتها المعتادة ..على الرغم من أنها لم تنم إلا عندما سمعت صوت سيارته ليلة البارحة الذي كان بإمكان سكان سياتل ان يسمعوه ..كان صرير العجلات مزعج جدا وتكهنت أن هناك احتمالين على الأقل يبرر هذا الصرير ..الأول هو أن السهرة لم تنتهي بشكل جيد وتخاصم العاشقان !
وكم فرحت لهذا الاحتمال ..
أما الثاني فهو أنه متحمس فقط ولم يعي أنه كان مسرعا وكم أحزنها هذا أيضا
جلست طوال الليل تعد الساعات فقد دخلت غرفتها بعد حديث طويل تبادلته مع والدها قبل العشاء انتهى بالعناق والدموع من الاثنين ,,بعدها دخلت غرفتها مبكرة
بعد العشاء مباشرة على أمل أن تنام لكنها لم تستطع ,فقد كانت تفكر برايان وموعده المهم .
وتتخيل نظراته الحنونة الموجهة لكلوي والكلمات العذبة التي لابد يتبادلانها ...وكانت كلما تتخيل شيئا تضرب الوسادة بعنف حتى يكاد الريش يتطاير منها ..تباً
كانت في المطبخ تصب لنفسها عصير البرتقال بعد أن استحمت بعد الركض .
.يجب أن ترحل !
فمهمتها انتهت على الرغم من أنه لا يزال هناك أسبوعين من إجازتها ..وستزور العائلة في العطلات وفي عطلة نهاية الأسبوع ..
أدركت وبألم أنها لاتريد الرحيل حتى!
لا تريد العودة لبيتها وحيدة ..تريد ان تسكن هنا حيث والدها ..وأختها وكايت ومورا ...
ورايان!!
لكن يجب أن تعود لأرض الواقع وترتطم بصخرة الحقيقة ..فهي لاتستطيع المجازفة بألم قلبها وهي تراه يكرر مواعيده مع كلوي ..وربما خطوبة !
تفضل الوحدة على هذا الاذلال ..ألا يوجد علاج لشفاء الناس من مرض الحب؟!!
(صباح الخير!) أجفلت من صوته العميق الآتي من خلفها فانسكب العصير على أصابعها
تمتمت (تبا!) ووضعت الكأس وغسلت أصابعها قبل أن تتهيأ لمواجهته ..وأكملت مديرة ظهرها له (صباح الخير,ألن تكف عن هذه العادة؟)
سأل مستفهما (أي عادة؟)
استدارت إليه وهالها مارأت ,كان شاحب الوجه ويبدو عليه الارهاق والتعب ..مابه؟يبدو أنه أمضى ليلة مثلها ,إلا أنها كانت تفكر فيه أما هو فيفكر في كلوي !
أحست بالحزن فجأة وأجابته (عادة التسلل على الأشخاص! )
نظر إليها والتعب والارهاق باد على ملامحها ,,لابد أنها منزعجة لأن ديميتري ألغى الموعد ..إنها لاتستحقه ,,كانت متعبة من حديثها مع والدها فيأتي ذلك الأحمق ويحزنها أكثر ..
أجاب وهو يتناول القهوة (أنا لم أتسلل لأن كان بإمكانك أن تسمعيني أتحدث مع ميا في الردهة !)
جرع جزء من قهوته الحارة ,فأحرقت لسانه تمتم (تبا !)
تناولت دانييل فنجانه فاعترض لكنها لم تعره أي اهتمام بل استبدلت فنجانه بكأس من العصير قائلة (القهوة هي بداية سيئة ليومك ,إنني لا أفهم هؤلاء الذين يبدؤون يومهم بالقهوة منذ الصباح الباكر على أي عصير طازج ...)
استبدل كوب العصير بفنجان قهوته قائلا (ربما ليساعدهم ذلك في تخطي مناوبة مزدوجة ..)
سألت عاقدة ذراعيها على صدرها (مزدوجة ؟ألا يكفي أنك تقوم بوظيفتين؟)
نظر إليها حانقة مما يفعله ..إن هذه المرأة تبث الحيوية في حياته عندما يراها ..فقد تأثر عندما نصحته أن يشرب العصير بدلا من القهوة وهاهي مستاءة لأنه يعمل بكثرة ..لقد أحب قلقها حتى ولو كان بادرة لطف منها ...
أجاب (أحد زملائي طلب مني أن أغطي النصف الأخير من مناوبته ومناوبتي تبدأ بعدها لذلك لن أبقى في الشركة كثيرا اليوم ..ستبدأ مناوبتي عند الحادية عشرة )
جلست متمتمة (هذا ظلم ,يجب أن تقول له بأنك لاتستطيع أن تقوم بذلك .)
(لماذا؟) سأل مندهشا من كثرة اهتمامها ..
(لأنك تبدو في حال مزرية !!) صرحت بهذا فابتسم بخفة قائلا (شكرا لك ,لكن لاأظنك في موقف يؤهلك لإطلاق الأحكام لأنك تبدين كذلك أيضا ! )
(أعرف !) تمتمت بذلك مستاءة ثم قالت له بحدة (فلتكف عن شرب هذه القهوة سيكون الدم في شرايينك قهوة !)
تجاهلها وأكمل شرب قهوته ليغيضها وقال متابعا (إذن ؟ لماذا أنت شاحبة ؟هل سار موعد البارحة على مايرام ؟)
سأل سؤاله الأخير بحذر ليعرف أي حجة أطلقها ذلك التافه ليتملص من الموعد ..
نهضت من مقعدها ثم فتحت الثلاجة بتوتر قائلة (على أحسن مايرام ,لماذا تعتقد عكس ذلك ؟)
رباه! إنها لاتريد أن تكتشف ألمها ..سيخبرها
قال باندفاع (ربما من الأفضل لك أن تقطعي علاقتك بالوغــ...بديميتري )
كاد أن يكشف مشاعره لكن حمدا لله أمسك لسانه
أجفل عندما سمع انصفاق باب الثلاجة قائلة بحدة (أستميحك عذرا !!!)
ثم تقدمت عنده مكملة (ومن أنت لتقول لي هذا ؟)
وضع فنجانه بهدوء أغضبها (انا وصدقيني عندما أقول هذا صديق جيد لأنني سأقول لك شيئا سيجعلك تفكرين مرتين قبل تعنيفي الأحمق !)
(أحقا؟) قالت ساخرة ووجهها يتقد احمرارا من الغضب ..
(أجل ,لأن ديميتري كان مع امرأة أخرى البارحة في المطعم ,,)صمت ثم اكمل متابعا بسخرية (وصدقيني لم تكن أنت )
ساد صمت كانا خلاله ينظران إلى بعضهما البعض ,في نظراته التساؤل والتشوق لتقول له بأنها قطعت علاقتها مع ديميتري .أما هي ....فقد كانت نظراتها لاتنبئ بشيء ..كانت غامضة بشكل فظيع ..
أما دانييل فقد تفاجأت لما سمعته لكنها لم تصدم ..فديميتري رجل وسيم ولابد أنه لم يرد أن يمضي الليلة وحيدا ,لكنها أحست بجرح في الكرامة ..أبهذه السرعة استبدلها ؟لا عجب إذن إذا لم يشعر بها رايان ؟
سألت بوضوح (هل انتهيت ؟)
أجاب مشفقا عليها ,فلابد أنها تتألم (نعم ,وأنا آسف ويجب أن تشعري بالفرح لأنك اكتشفت ألاعيبه القذرة ..)
ثم ابتسم مشجعا (لقد انتهيت الآن بالتأكيد !)
ازدادت غضبا لهذا التشجيع والاشفاق منه عليها فهي لاتريد هذا أبدا ,,تمتمت قائلة (على الرغم من امتناني لقولك هذا إلا أنني أعتقد أن لاشأن لك أبدا بي أو بديميتري ...)
(ماذا؟) صرخ بحدة
(ماسمعته ,ورجاء اهتم بمواعيدك مع كلوي .والآن أرجو المعذرة ..)
خرجت غاضبة من المطبخ لتصطدم بروبرت الذي حياها بابتسامة تحولت إلى تقطيبة قائلا (إلى أين ؟)
(غرفتي !) قالت غاضبة صاعدة السلم
دخل روبرت المطبخ فوجد رايان جالسا ممسكا بفنجان قهوته بغضب حتى يكاد يكسره ,,تنهد روبرت ,,إنه خصام آخر!!
جلس وسكب عصيرا قائلا بهدوء (مامشكلتك ؟)
نهض رايان وهدر بغضب (إنها حمقاء غبية ,,هذه هي مشكلتها !)
وخرج غاضبا حتى انه لم يدرك أن جده كان يسأل عنه وليس عن دانييل ..


""عيناك عذابي... مميزة ومكتملة ""/الكاتب الاصلي : dewحيث تعيش القصص. اكتشف الآن