(لا! سأظل ممسكاً بيدك حسناً؟ لذلك لا تفلتيها.. لا! لالين!)
رشا (والدة لالين): "لالين هيا استيقظي! لقد مضت 20 دقيقة على موعد استيقاظك للمدرسة!"
(لن أدعك تتأذى بسببي مرة أخرى.. الوداع، لا أظن أن لنا لقاء بعد هذه اللحظة. سأبقى عند وعدي، لن أنساك)
رشا بتنهد: "حسناً.. سأذهب لإحضار الماء البارد، كالعادة.."
وما أن سكبت الماء على وجهها حتى نهضت لالين بسرعة وشهقت بقوة فور استيقاظها: "أمي لو انتظرت قليلاً لكنت استيقظت أنا متأكدة! لا داعي لسكب الماء! أعني، ماذا لو متت؟ لا زلت صغيرة و.."
رشا مقاطعة لها: "حسناً، حسناً كفاك حديثاً هيا بسرعة ستتأخرين عن يومك الأول"
لالين وهي تنهض عن سريرها بتكاسل: "سأجهز بسرعة وأنزل حالاً.." وقفت للحظة تفكر في نفسها: (إنه ذلك الحلم مرة أخرى إذاً.. أتمنى لو استطعت فهم جزء منه أو حتى فهم سبب حزني كل صباح بعد هذا الحلم)
وبعد انتهائها من روتينها اليومي، وقفت تنظر إلى نفسها نظرة أخيرة أمام المرآة المجاورة لباب غرفتها. كانت ترتدي فستانها المدرسي الأزرق الذي احتضن جسدها النحيل طويل القامة، والذي سبقه قميص أبيض من الداخل. وكلمسة أخيرة، ربطت شعرها البني القصير في كعكة مرخية أبرزت خصلاتها على رقبتها من الخلف. ابتسمت لنفسها وحملت حقيبتها وخرجت من الغرفة.
نزلت بخطوات مسرعة لتلقي تحية الصباح على عائلتها: "صباح الخير. سأذهب حالاً، مع السلامة!"
كانت العائلة مجتمعة على مائدة الطعام لتناول الإفطار.
رشا: "لالين! خذي هذه التفاحة وتناوليها في الطريق لا أريدك أن تذهبي للمدرسة بمعدة فارغة لن تكملي يومك!"
حسّان (والد لالين): "عجباً لالين ألا تريدين توصيلة؟ يمكنك انتظار اختك ليان والذهاب معها."
لالين: "أستطيع المشي فالمدرسة قريبة. ولا، لن أنتظرها أنت تعلم أنها دائماً متأخرة~"
قبلت لالين يديّ والديها وربتت رأسيّ التوأم سامي وسمر وخرجت في طريقها إلى المدرسة. وفي خارج المنزل، توقفت للحظات. حدثت لالين نفسها قائلة: (حسناً، أستطيع فعلها. بالرغم من كل ما حدث فأنا قررت أن هذه السنة ستكون بداية جديدة لكل شيء، سأحرص أن تكوني سعيدة يا لالين، أعدك!) ربتت لالين على كتفيها ونظرت إلى القلادة المعلقة في حقيبتها بابتسامة.
|| استرجاع ||
وقفت لالين ذات الثماني سنوات على عتبة سلم المدرسة، خائفة من الدخول، خائفة من أن تكون وحدها ضد كل من أساء لها. تراجعت للخلف وفكرت بالعودة إلى المنزل والدموع تتساقط على خديها.. إلى أن ارتطمت بفتى يكبرها قليلاً أمسكها من السقوط، لم تتمكن من رؤية وجهه بوضوح والدموع قد ملأت عينيها.
الفتى: "لماذا تبكين يا صغيرة؟ لا أحب أن يبكي أحدهم، ذلك يشعرني بالحزن."
لالين: "أ-أنا خائفة.. ك-كثيراً.." وما أن أنهت لالين جملتها حتى عاودت البكاء.
الفتى بقلق: "لا لا أريدك أن تبكي أنا فقط أريد مساعدتك!"
أنزل الفتى حقيبته من ظهره باحثاً فيها عن قلادتين منحهما إياه والده ذلك الصباح.
الفتى: "يمكنك أخذ هذه! لدي اثنتان على كل حال.."
لالين وقد توقفت عن البكاء للحظة لتتأمل القلادة في يدها: "ما هذه؟ إنها جميلة!"
الفتى بسعادة: "قلادة بوجه مبتسم! يمكنك أن اممم.. تعلقيها في حقيبتك وستجعلك شجاعة وسعيدة دائماً! إنها سحرية! لقد أخبرني والدي بذلك. ولكني أريدك أن تعديني بأن لا تبكي مجدداً."
تقدم الفتى ومد لها خنصر يده (اصبعه الصغير): "أتعدينني؟"
لالين: "ماذا؟ لماذا تلوح بيدك؟"
الفتى وهو يضحك: "لا ألوح بيدي، بل يسمى هذا وعد الخنصر. كل ما عليك فعله هو عقد اصبعك الصغير بإصبعي ولصق إبهامك بإبهامي."
لالين: "أوه حسناً سأفعلها. ولكن، ماذا يعني ذلك؟"
الفتى: "أعدك وعداً وأغلقه بإحكام! ♡"
لالين وهي تمسح دموعها: "سأتذكر هذا. أعدك وعداً وأغلقه بإحكام."
|| نهاية الاسترجاع ||
اتجهت لالين بخطى واثقة إلى المدرسة وفور وصولها إلى الصف، حجزت المقعد الأخير المجاور للنافذة. لطالما كان مكانها المفضل. تدافع الطلاب للجلوس في مقاعدهم وجلسوا بانتظام فور دخول المعلم الذي رافقته طالبة متوسطة الطول مشت بخطوات ثابتة يتدلى خلفها شعرها الأسود الذي توقف عند منتصف ظهرها، وتأملت الصف بعينيها الكحيلتان بتوتر، بدا أنها جديدة.
المعلم: "لقد أثار هدوءكم الاستغراب في نفسي ولكنني متأكد أن هذا الوضع لن يدوم طويلاً، بالطبع. حسناً، أريدكم أن ترحبوا بالطالبة الجديدة ريم التي انتقلت هذا العام لمدرستنا. همم لنرى أين يمكنك الجل.."
لم يكمل المعلم جملته حتى أجابت لالين بحماس: "هنا! يمكنها الجلوس هنا أليس كذلك؟ المقعد بجواري غير محجوز!"
ريم بابتسامة صغيرة: " حسناً شكراً لك.." وتوجهت للجلوس بجوار لالين. ما أن وضعت حقيبتها حتى بدأت لالين بالتعريف عن نفسها.
لالين: "مرحباً ريم! أنا لالين وهذه سنتي الأولى هنا أيضاً! أنا سعيدة بمعرفتك."
أجابت ريم بسعادة: "وأنا أيضاً سعيدة يا لالين، أتمنى أن نصبح صديقتين."
توجهت لالين بنظرها إلى الباب الذي طرقته طالبة متأخرة. دخلت إلى الصف بغرور ملفتة انتباه الجميع ووقفت بجوار المعلم.
المعلم: "لدينا طالبة أخرى فاجأتنا بحضورها! مرحبا بك يا ياسمين."
ياسمين: "لقد اشتقتم لي صحيح؟ لم استطع ترك هذا المكان وقررت العودة!"
نظرت ياسمين إلى الطلاب الذين بدو سعيدين برؤيتها إلى أن تلاقت أنظارها مع لالين التي كانت تتصبب عرقاً وتكاد عينيها تسقطان من مكانهما من هول الصدمة.
ياسمين بابتسامة ساخرة وهي لم تزح بنظرها عن لالين: "إنني أرى وجوهاً مألوفة هنا. أنا واثقة أننا سنستمتع هذا العام، أليس كذلك؟"
- نهاية الفصل -
أنت تقرأ
تحت رحمة الكون
Fantasy" أريد حقاً أن يتغير كل شيء.. أن تنتهي آلامي الساذجة بالنسبة للراشدين، والتي ليست جديرة بالاهتمام بين من هم في سني، وأن أبدأ حياة جديدة أعيشها بنعومة أظافري كأني ولدت لأول مرة، لأكون سعيدة ولا شيء سوى سعيدة" - لالين