006

16 1 0
                                    

عادت لالين إلى كوخها وعزمت على أن تبحث عن مسكن صغير لتقضي فيه أيامها في هذا الكون الموازي، لا يوجد انترنت حتى تبحث بسهولة فاضطرت لأن تتوجه خارجاً بذات زيها المدرسي الذي نظرت إليه قبل أن تفكر: (أنا لا أملك ملابساً حتى عدا زيي المدرسي، لابد لي أن أعمل في دوام جزئي لأوفر لنفسي بعض المال الذي سيعينني على العيش).

وبعد عدة محاولات، كانت المحاولة الأخيرة موفقة وتمكنت لالين من العثور على وظيفة في متجر مقابل مبلغ كافي من المال بشرط أن تأتي للعمل بعد المدرسة مباشرة، وهذا مراعاة لكونها طالبة مدرسة. بعد إكمالها لساعات عملها في يومها الأول، وتلقيها راتب الدوام الجزئي، توجهت إلى محل ملابس يبيع سلعه بأسعار زهيدة، اشترت ملابساً تكفيها بجزء من راتبها، وبعض الطعام من المتجر، .وعادت إلى الكوخ وهي تترقب الحصول على قسط من الراحة بعد عناء يوم طويل.

[لالين POV]

ما أن دخلت إلى الكوخ حتى رميت بجسدي المرهق إلى السرير. وكأن وسادتي كانت مغناطيساً لأفكاري، بدأت أفكر كثيراً عن كل ما يحدث في حياتي الآن. تذكرت تلك الرؤية التي راودتني صباح اليوم، هل حقاً أريد أن أعيش لهذه الدرجة؟ ولكن، هل هذه الحياة التي أريدها؟ بعيداً عن عائلتي وعالمي؟ أعلم أنني حصلت على فرصة أخرى، ولكن هل أستحقها؟

أحياناً يكون ما نحصل عليه هو كل شيء، ولكنه لا يجعلنا نرضى عن شيء البتة.

علي العودة حقاً، ولكن، ماذا إن اعتدت على الأشخاص من حولي هنا؟ لا أريد أن أعود لشخصيتي القديمة في الكون الآخر، لالين التي يتنمر عليها الجميع، لالين التي رمت بها صديقتها القديمة إلى الموت، أحقاً كنت سيئة لهذه الدرجة؟ أشفق على ذاتي. ظللت أفكر حتى غلبني النعاس، ونمت دون سابق إنذار.

استيقظت من غفوتي بعد ثلاث ساعات، أفعلاً يمكنني الكذب وتسميتها غفوة؟ لابد أن أخجل من نفسي. لجأت لأخذ حمام دافئ أريح به جسدي وارتديت رداءاً قطنياً مريحاً من ملابسي الجديدة وقمت بغسل زيي المدرسي، لا بد من أن أشتري زياً آخر. تناولت بعض الطعام وهيأت نفسي لدراسة ما تعلمته اليوم وبعد ذلك ببضع ساعات، عاودت النوم مرة أخرى.

استيقظت في صباح اليوم التالي دون المنبه، أظنني اعتد على مواعيد استيقاظي الآن، كم أنا رائعة.

نظرت إلى هاتفي بجواري إلى الساعة وكانت السابعة، يمكنني النوم لخمس دقائق أخرى فلم يرن المنبه بعد.

فتحت عيني فجأة بعد انتباهي أن ما رأيته لم تكن سبعة فقط، بل جاورتها 30 دقيقة. 30 دقيقة كاملة، أي أنني تأخرت 30 دقيقة بثوانيها كلها. انتفضت من سريري كمن وخزته إبرة حادة، لأستعد للذهاب إلى المدرسة وكان علي تحقيق ذلك في رقم قياسي مدته 20 دقيقة. استحممت وارتديت ملابسي على عجل، حتى أنني نسيت تناول الطعام، اشتقت لأمي التي تعده لي في الصباح. ركضت خارج الكوخ بسرعة هائلة باتجاه المدرسة، ومن حسن حظي أنه لا يبعد كثيراً عنها.

تحت رحمة الكونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن