بعد أن قدمت ياسمين نفسها توجهت للجلوس في مقعدها. بدأ المعلم بتقديم نفسه للطلاب.
المعلم: "لنبدأ بالتعريف. أنا الأستاذ خالد مدرس الفيزياء، كما أنني سأكون المسؤول عن صفكم لهذا العام. أتمنى أن نقضي عاماً مليئاً بالجد والاجتهاد."
لم تستمع لالين بكامل انتباهها للمعلم، لأن بالها كان سارحاً في مكان آخر. لا، بالأصح، ذكرى أخرى.
|| استرجاع ||
كانت لالين تمشي بخطوات ثابتة بما تبقى لها من روح، يرمقها من حولها بنظرات استهزاء، جميعهم دون استثناء. توقفت عند طاولتها التي غطيت بالقمامة وأوساخ الطلاب وكلماتهم الجارحة التي اعتادت لالين قراءتها (يا لك من متصنعة، كيف تفعلين هذا بصديقتك؟، انشري سم نفسك بعيداً عن هنا). أشاحت بنظرها إلى ياسمين التي جاءت لتتوقف أمامها.
واجهتها لالين: "لماذا؟ ما الذي فعلته لجعلك تكرهينني لهذه الدرجة؟ ما الذي فعلته وقد آذاك لهذه الدرجة؟ ألم يرتوي حقدك بعد؟"
ياسمين بغضب: "أخبرتك أن لا تعبثي معي، لقد حذرتك يا لالين، ألا تذكرين؟"
|| نهاية الاسترجاع ||
لم تركز لالين جيداً في الحصص اللاحقة، وكانت ريم تراقبها بقلق طوال ذلك الوقت. بعد خروج المعلم، بدأ الطلاب بالتدافع لاستراحة الإفطار.
ريم: "لالين! أين بالك؟"
لالين: "هاه؟ ماذا هناك؟"
ريم: "حان موعد استراحة الإفطار، لقد شرد ذهنك لوقت طويل. ظننت أننا سنتناول الإفطار معاً اليوم..؟"
لالين: "بالطبع! لم انتبه لمرور الوقت فحسب، لنذهب."
وفي طريقهما إلى كافتيريا المدرسة لم تتمكن ريم من تجاوز فضولها وسألتها: "تلك الفتاة، ياسمين.. يبدو أنك تعرفينها.."
لالين: "بصراحة لن أنكر ذلك، ولكنها ليست من أفضل علاقاتي.."
ريم: "لم أفهم..؟"
لالين: "ليس مهماً، لا تفكري كثيراً. هيا بسرعة أنا جائعة جداً~"
ركضتا في الممر وصولاً إلى كافتيريا المدرسة. كان المكان مزدحماً. وقفتا في الطابور للحصول على الطعام وجلستا في احد المقاعد لتناول وجبتهما.
ريم والملعقة في يدها: "أنا حقاً أتمنى أن يكون الطعام في هذه المدرسة جيداً، فنحن سنتناوله طوال العام!"
لالين: "هذا بالضبط ما أفكر فيه."
وبينما كانتا تتحدثان وتضحكان، طرق أحدهم قالب طعامه على طاولتهما بقوة وجلس بجوارهما. نظرت لالين بغضب لتجدها ياسمين.
ياسمين: "إنه من الجيد رؤيتك تضحكين، فقد اعتدت على بكائك الكثير. كيف حالك؟ أتتجاهلينني أم أنك تتظاهرين بعدم معرفتي؟"
أنت تقرأ
تحت رحمة الكون
Fantasy" أريد حقاً أن يتغير كل شيء.. أن تنتهي آلامي الساذجة بالنسبة للراشدين، والتي ليست جديرة بالاهتمام بين من هم في سني، وأن أبدأ حياة جديدة أعيشها بنعومة أظافري كأني ولدت لأول مرة، لأكون سعيدة ولا شيء سوى سعيدة" - لالين