السيدة: "وهذا لأنك يا لالين.. الآن، في كون آخر."
لالين بدهشة: "كون آخر؟ أنت تمزحين، صحيح؟ هل يعني ذلك أنني ميتة الآن؟ ألهذا السبب لا يستطيعون رؤيتي؟ لا يمكن لهذا أن يحدث.. من المستح-.."
قاطعتها السيدة قائلة: "لا بالطبع، أيبدو هذا منطقياً لك؟ بالطبع لا. ولكنك تعيشين نظرية أخرى، أسمعتِ بالأكوان المتوازية؟"
لالين: "أظنني شاهدت أفلاماً وقرأت قصصاً عن هذا.. ولكن أيعقل أن.. لا، هذا أكثر استحالة."
السيدة: " إنه تماماً ما تفكرين به.. أنت الآن في كونٍ موازٍ.. قد تكونين اعتقدتِ سابقاً أن هذه النظرية مستحيلة، ولكن يالَ المصادفة، أنت الآن زائرة لنا في هذا الكون. لا أعلم ما هي معلوماتك السابقة أو حتى ما نسجه خيالك عن هذه الأكوان المتوازية ولكن كما ترين، الأمر بالفعل حقيقي."
لالين وهي في حالة صدمة غير مصدقة لما يحدث: "دعيني أحزر، كل شيء يشبه نفسه في جميع الأكوان، وكأننا نعيش جميعاً في الزمان والمكان نفسه، ولكن فقط باختلاف البشر.. هل أنا على حق؟"
السيدة بابتسامة: "تماماً. ولكن هناك ما لا تعرفينه. دعيني أبسط لك الأمر، أنت الآن عالقة هنا وأنا الشخص الوحيد قبلك الذي تمكن من القدوم إلى هذا الكون وكما ترين، لم أستطع العودة."
لالين: "عالقة؟! ولكن.. لماذا أنا هنا من الأساس؟!"
السيدة: "يقال بأن أمنية وحيدة صادقة قد تمكنك من النجاة، ويبدو لي أن هذا ما حدث لك، لقد نجوتِ حرفياً بأعجوبة."
لالين: "لكنني لا أريد البقاء هنا! ألا يمكنك إعادتي الآن قبل فوات الأوان؟ لا يمكنني ترك عائلتي، لقد رأيتِ معي كيف كانوا في المستشفى، هم على اعتقاد بأنني سأموت! ألا يمكنني حتى ترك رسالة لهم في الكون الآخر؟"
السيدة: "لقد فات الأوان بمجرد أنك قدمتِ إلى هنا، أخبرتك أنني أتيتُ إلى هنا قبلك بسنوات ولم أتمكن قط بالتواصل مع الكون الآخر بأي طريقة كانت، ولكنني فقط أحصل على فرصة رؤيتهم عن بعد، كما حدث عندما رأيتِ عائلتك قبل قليل، ولكن هذا أيضاً، لثوانٍ معدودة.."
لالين: "لا يمكن أن يحدث هذا، لابد من وجود طريقة، أرجوكِ، أتوسل إليكِ.. أعيديني إلى عائلتي ولن أطلب منكِ شيئاً آخر."
السيدة وهي تمسك لالين من كتفيها: "صدقيني يا لالين، أود مساعدتك حقاً.. ولكنني، لا أمتلك أدنى فكرة عن أي طريقة أخرى. أنظري إلى الإسوار حول يدك، لقد ظهر مع انتقالك إلى هنا. بما أنكِ عدتي إلى الحياة، يحتفظ هذا الإسوار بروحك بداخله. وبمجرد أن ينقطع، تنقطع حياتك، ولا مفر هذه المرة. أتمنى أن لا يحدث هذا."
لالين: "سأكون حذرة.. أعدك."
السيدة قبل أن تغادر: "أوه.. نسيت أن أخبرك. القمر في الإسوار يضيء بمجرد علم أحدهم أو حتى شكه أنك لا تنتمين إلى هذا الكون.. ويمكن لهذا أن يجعلك في خطر. اعتني بنفسك.. إلى اللقاء، لالين."
لالين: "ولكن، كيف يمكنني العثور عليكِ!" لم تتمكن لالين من اللحاق بالسيدة التي ذهبت مسرعة واختفت بين حشود الناس.
توجهت لالين بدون وجهة وأخذتها قدميها لمكان اعتادت طوال حياتها على الذهاب إليه، المنزل، فلم يكن لها مكاناً غيره للجوء إليه. وفي طريقها، قابلت العديد من الوجوه الجديدة في حي منزلها وقالت في نفسها: "إنني حقاً في كونٍ آخر.. بالتغاضي عن اختلاف الناس، كل شيء يشبه نفسه، فلماذا أحس أنني دخيلة؟"
وصلت لالين إلى وجهتها ولكن، أيحق لها الدخول؟ إلى منزلها؟ تنهدت وحملت نفسها ذاهبة إلى خيارها الأخير والوحيد، والتي كانت على يقين بأنه سيكون ملكاً لها وحدها، حتى في كونٍ آخر. أم أنها كانت تظن هذا؟ مشت مسافة ليست طويلة جداً حتى وصلت إلى الغابة، التي بنت فيها سابقاً كوخاً لتقضي فيه أوقات فراغها بعيداً عن زحمة البشر.
كان كوخاً عادياً، ولكنه كل شيء بالنسبة لها. جهزته من قبل بكل ما قد تحتاجه للبقاء. بفراش للنوم، وجميع أنواع الأطعمة المعلبة، كما زينته من الداخل بصور لفرقتها الموسيقية المفضلة وأضواء صغيرة ليكون مميزاً، كان فريداً من نوعه، وحتى بعد انتقالها لهذا الكون، بقي كل شيء في مكانه.
كان بجوار الكوخ شجرة اعتادت أن تعلق عليها أوراقاً ملونة كتب عليها عبارات لتسعدها بعد كل يوم، كانت تواسي نفسها بنفسها. اقتربت من الشجرة لتجد عبارات جديدة لم تكتبها هي، كانت على يقين بأنها لم تكتبها، ولكن.. من؟ وبينما هي تفكر صرخ من خلفها شخص قائلاً: "من أنتِ وماذا تفعلين في كوخي؟"
لالين: "عذراً.. كوخك؟ يا إلهي، هذا آخر ما ينقصني الآن." نظرت لالين إلى الفتى الطويل الذي وقف أمامها مهاجماً لها.
الفتى: "أوه، إذاً أنتِ من كان يأتي إلى هنا ويكتب هذه الرسائل ويعبث بكوخي؟ كفي عن ملاحقتي.. حقاً."
لالين: "لابد أنك شديد الثقة في نفسك. أنا من بنيت هذا الكوخ بيدي هاتين! أما بالنسبة للرسائل، من سمح لك بكتابتها وتعليقها في شجرتي؟"
كان هذا المكان الوحيد الذي تستطيع لالين اللجوء إليه في هذا الكون، ولكن يبدو أنه لم يعد ملكها هو كذلك.
الفتى بابتسامة ساخرة: "أنتِ صاحبة هذا الكوخ؟ أنتِ من بناه؟ ولكن لماذا لا تتواجدين فيه إذا كنتِ أنت من بناه؟"
لالين: "أنا أحضر إليه كل يوم! أوه، أقصد أنه.. توقفت عن المجيء لفترة." تراجعت لالين بعد أن تذكرت أنه لم يعرف أحدهما بوجود الآخر نظراً لأنهما لا ينتميان إلى المكان نفسه أصلاً.
الفتى: "حسناً توقفي عن الصراخ. لابد أنك تحتاجين للبقاء هنا. ولأن الوقت قد تأخر، يمكنني السماح لك بالنوم هنا الليلة فقط، ولكن سآتي إلى هنا غداً لأفهم منكِ كل شيء. أراكِ لاحقاً."
لالين وهي تصرخ ليسمعها الفتى الذي مشى مسرعاً: "حسناً، أنا شاكرة بالطبع.. ولكنه كوخي!" وفي المقابل، لوح لها يده عالياً من دون أن يلتفت.
-نهاية الفصل-
![](https://img.wattpad.com/cover/134201132-288-k59058.jpg)
أنت تقرأ
تحت رحمة الكون
Fantasy" أريد حقاً أن يتغير كل شيء.. أن تنتهي آلامي الساذجة بالنسبة للراشدين، والتي ليست جديرة بالاهتمام بين من هم في سني، وأن أبدأ حياة جديدة أعيشها بنعومة أظافري كأني ولدت لأول مرة، لأكون سعيدة ولا شيء سوى سعيدة" - لالين