[لالين POV]
دخلت إلى الكوخ وقررت أن أمنع نفسي عن التفكير المفرط الذي لن أستفيد منه شيئاً على كل حال، نظرت إلى الكوخ وكنت شاكرة لأنه بغض النظر عن كل ما حدث، لدي مكان أشعر بأنني جزء منه.
فتحت الخزانة لتغيير زيي المدرسي ولكن بالطبع، لا أملك شيئاً هنا. وجدت ملابساً للفتى الذي كان هنا منذ قليل وقررت استعارتها لهذه الليلة فقط، لن يعرف بالطبع. غسلت ملابسي وألقيت بجسدي في السرير حتى استسلمت سريعاً للنوم.
لا أعلم حينها إن كنت لا زلت نائمة أم لا، لأن ما رأيته كان أكثر من حقيقي. وجدت نفسي في مكان مظلم لا أكاد أرى فيه شيئاً. سطع القمر تدريجياً حتى أنار المكان، كان موقع الحادث نفسه، كان هذا القمر هو ما سطع قبل أن أصل إلى هذا العالم، وأنا التي ظننت وقتها أنني سألقى حتفي، ولكن من كان يعلم ما يخفيه الوقت؟ هل أنا على وشك العودة مرة أخرى؟
ما زاد الأمر تعقيداً رؤيتي لنسخة أخرى مني ترتدي رداء المرضى. أهذا حلم؟ لأنني حسبما أتذكر، أنا في غيبوبة في ذلك العالم. ظلّت تحدق بي حتى قالت جملة واحدة: "بعد كل ما مررنا به يا لالين سيكون الموت أسهل، أحقاً تريدين العيش لهذه الدرجة؟"
وقبل أن أتمكن من الرد، بدأ كل شيء يختفي مرة أخرى، ليبدو لي الأمر برمته كمجرد حلم.
فتحت عيناي لأرى أحدهم بجوار سريري يصرخ: "لالين! استيقظي، لقد جلبت لك الطعام .تذكرت أن كل الطعام في الكوخ منتهِ الصلاحية."
قلت له وأنا غير واعية بعد :"ماذا؟ ماذا تقول من أنت؟"
الفتى: "اشكريني لاحقاً. وأوه صحيح لم أخبرك باسمي بعد، أنا عُمر وأنت لالين صحيح؟ تشرفنا هيا استيقظي عليّ الذهاب بسرعة."
"أوه أنت، ولكن كيف لك أن تعرف اسمي؟ أنا لم أخبرك-" لم أكمل جملتي حتى سمعت صوت المنبه في هاتفي الذي عينته على أن ينادي باسمي حتى استيقظ، ولكنني بالطبع لا استيقظ. اشتقت لأمي، حقاً.
عمر: "ولكن، ما هذا الشيء الذي كان ينادي باسمك على أي حال؟"
"تمزح، صحيح؟"
عمر: "لا عليكِ، لا أحتاج لأن أعرف. هذا طعامك، وأنتِ تعرفين الكوخ أصلاً، لذلك أراكِ لاحقاً علي الذهاب فقد تأخرت بسببك."
"ولكن من أخبرك أنني أريدك أن تعود إلى هذا الكوخ؟ إنه كوخي!"
عمر: "أتعلمين؟ يمكنك قول شكراً على الطعام أو أن توفري الجدال لنفسك على الأقل، ولا يزال هذا كوخي أيضاً. أراكِ بعد المدرسة، إلى اللقاء."
أوه صحيح، المدرسة. حتى لو أنني في عالم آخر ولكن علي الذهاب إلى المدرسة. نهضت من السرير لأتجهز للذهاب. توجهت لجلب الماء من النهر لأستحم في حمام الكوخ البسيط، ومن ثم ارتديت زيي المدرسي الذي قد جف بعد أن غسلته ليلة البارحة، رتبت شعري بيدي على انعكاس زجاج النافذة وخرجت ليومي الأول.

أنت تقرأ
تحت رحمة الكون
Fantasy" أريد حقاً أن يتغير كل شيء.. أن تنتهي آلامي الساذجة بالنسبة للراشدين، والتي ليست جديرة بالاهتمام بين من هم في سني، وأن أبدأ حياة جديدة أعيشها بنعومة أظافري كأني ولدت لأول مرة، لأكون سعيدة ولا شيء سوى سعيدة" - لالين