الفصل الأول

455 32 26
                                    

"هناك..عند أحلامي وجدتك
وهناك..وسط يقظتي فقدتك
وفي ممر ضيق
بين اليقظة والحلم
بين الصحوة والنوم
عشقتك.."
____________

للأسف..لقد حدث مجددًا، لقد استيقظ.
أغمض عينيه بقوة على أمل أن فعله هذا سيعيده إلى حلمه، زفر نفسًا لم يدرِ متى حبسه ليفتح عينيه مجددًا وينهض بتكاسل من سريره.

تذكر شيئًا لينتفض كالمفزوع مهرولًا نحو مكتبه، جلس على الكرسي وأمسك قلمه ليبدأ بالرسم..برسمها، في حلم اليوم بدت متحمسه واقتربت منه خطوة، رسم شعرها الأسود الطويل، عيناها الخضراء المشعة، وجسدها المنحوت، بقامتها القصيرة، وفستانها الابيض الناصع، هكذا كانت هيأتها في حلمه لليلة.

بعد إنهاء رسمته وضعها مع أخواتها في درجه المليء بصورها التي رسمها هو، التي حفظ كل خط وكل تفصيل دقيق فيها.

خرج من تلك البناية العالية التي يعيش هو في أعلى طابق منها ليركب سيارته البسيطة متجهًا نحو عمله، يعمل كمحاسب في إحدى الشركات العالمية.

كأي يوم، مر يومه بروتينية، بقي يتأمل أشجار الحديقة التي اتفق فيها على اللقاء مع من يسميها بالمختلة، ما هي إلا دقائق حتى أتت صديقته المختلفة عنه تمامًا، المرحة المفعمة بالحيوية..جوليان.

-"أهلا جولي، كيف حالك؟"

-"على أفضل ما يرام، لن أسال عن حالك فأنت تبدو لي بخير، سأسأل عن حال معشوقتك الوهمية "

-"جولي، أخبرتكِ قبل هذا أن لا تسخري، قد أخاصمكِ بسبب هذا، وانا فعلًا جاد"

-"هدِّء من روعك يا فتى، هل حلمت بها اليوم؟"

ابتسم بخفة وهو يتذكر شكلها في حلمه ليرد بعد صمت دام لثوانٍ

-"وكيف لي ألّا أفعل؟!"

-"كيف بدت في حلم الليلة"

-"جميلة، كالعادة"

-"شرحٌ مفصل لو سمحت"

-"كانت ترتدي فستانًا أبيضًا، شعرها الذي يحمل الليل بين طياته كان متناثرًا حولها ، كانت تبتسم وتقترب ببطء شديد وتتمتم ببعض الأشياء، كل ما سمعته كان: سوف، أنت، جدًا"

حدّقت بالفراغ لوهلة ثم نطقت بنبرة تحمل بعض الحماس.

-"هي آيثان! لو عُرِض عليكَ لقاء فتاتك مقابل المخاطرة بحياتك، أتقبل؟"

وهمٌ و إلهامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن