الفصل الرابع

171 21 2
                                    


"أحببتكِ أزليًّا
وسأحبّكِ أبديًا
أخبروني أنكِ حلمْ
فأن كنتِ حلمًا؟!
فيا ربِّ نومًا سرمديًّا"

________

توقعت أن اللغز الأخير سيكون الأسهل، لكن ظننت وخاب ظني، حسنًا، بما أني حللت لغزين فقد يكون لدي القليل من 'الخبرة' بهذه الألغاز، أعني يكون هناك خدعة في اللغز، لنرى خدعتنا هنا.

"سوداء بشعة" سجل لديك نبحث عن شيء اسود بشع.

"لكنني جميلة بالداخل"سجل لديك، شيء اسود بشع جميل من الداخل.

"عليك استعمال القسوة قليلًا"سجل أخيرًا، شيء أسود بشع جميل من الداخل يحب العنف، رائع!.

تفحصّت الغابة شبرًا شبرًا ولم اجد أثرًا لأي شيء بتلك الموصفات الغبية، نسبيًا هذه ليست غابة، أعني هناك أشجار وبحيرة وكهف صغير لكن كل هذا محاط بسور عالٍ جدًا لدرجة انني لا استطيع رؤية نهايته، حاولت تسلقه مرة لكنني فشلت طبعًا.

مر يوم كامل من تفحصي ولم اجد أي شيء، حاولت كسر الأحجار، الفحم، اشياء كثيرة ليست حتى سوداء لكن لم أجد، لحظة، تذكرت شيئًا! تلك العجوز نايتا أخبرتني أن لدي ثلاثة ألغاز لأحلها في اسبوع، استغرقت يومين في ذلك المنجم وثلاثة في الصقيع اي انه بقي لي..يومان امضيت أحدهما، أي أن هذا اليوم الأخير واللعنه!.

نهضت من مكاني بفزع وانا أكاد أجن، إن لم أجد حلًا لهذا اللغز اللعين سأنام إلى الأبد، شددت على شعري وانا احاول التفكير، لكن لا شيء، كل ما افكر فيه انني بدأت اندم لموافقتي، اللعنة على المشعوذة وعلى جوليان وعلى تلك الفاتنة وعلي وعلى كل شيء!

ركلت صخرة متوسطة الحجم وآلمتني قدمي، أنزلت عيني بسخط نحو تلك الصخرة و..إنها سوداء.

أمسكت بها ولاحظت شقًا صغيرًا تكون من ركلتي، سوداء بشعة! هذه هي، قذفتها بقوة على الأرض وبدأ الشق يكبر، كررتها ثلاث مرات لتنقسم إلى نصفين، فتحتها وياللصدمة!، إنه..إنه في غاية الجمال، حجرٌ كريم أرجواني اللون كان بداخلها، مذهل حقًا مذهل، الصخرة بشعة جدًا من الخارج، لكن من الداخل أخّاذة.

بدأ الارجواني يسودّ شيئًا فشيئًا ومعه تسودّ رؤيتي إلى أن فقدت الوعي .

*******

حاوت تحريك جفنيّ لكنهما ثقيلان، حاولت تحريك أي عضوٍ من جسدي لكنني مُخدر، بصعوبة فتحت عيني لألمح نورًا أبيض ساطع، أغمضت عينيّ بألم وبتُّ أرمش إلى أن اعتدت على النور، سقف أبيض، رائحة معقمات، يبدو لي ..كمشفى، ماذا أفعل هنا، لقد كنت في تلك الغابة ثم حللت اللغز، ماذا يحدث؟

حاولت تحريك رقبتي قليلا ونجحت، أول ما سقطت عيناي عليه كانت هي..

هي هنا، فتاة أحلامي!

يتبع...

وهمٌ و إلهامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن