هكذا هزموا اليأس

إثنا عشر

أحياناً كثيرة تتسبب لنا علاقاتنا بمشاكل كثيرة،  بعضها لا نستطيع تجنبها بحكم قوة العلاقة الحاكمة بيننا، بينما البعض الأخر نستطيع تجنبها... هي تلك المشاكل التي تواجهنا مع من يعتبرون عابرين بالنسبة لنا..

لكن في بعض الأحيان يختار بعضنا أن لا يتجنب تلك المشاكل ويختار أن يبقى برفقة هؤلاء العابرين.
في مثل هذه الحاله هؤلاء لا يبقون  مجرد عابرين في حياتنا. وأحياناً تصير العلاقة التي تجمعنا بهم أقوى من أي رابطة دم..

هؤلاء الذين لا نمانع أن يبقوا بقربنا إلى الأبد.

إن كان يجب أن نجيب على سؤال لماذا إختارت يوكيكو آآبي العمل كـ مهندسة معمارية، فستكون الإجابة: أنها كانت مجرد صدفة.

كـ طالبة ثانوية لم يكن لديها أحلام كما بقية زملائها.. دخول الجامعة والحصول على درجة علمية ووظيفة حكومية محترمة وغيرها من تلك الأمور التي لا تستطيع فتاة فقيرة توفيرها.

كل ما كانت تفكر فيه أن تُنهي دراستها بتوصيات جيدة علها تستطيع الحصول على عمل في شركة من الدرجة الثالثة بشهادتها الثانوية لكي يكون لديها دخل ثابت تتكل عليه.

لكنها لم تكن مُقَدرةً لموهبتها في ذلك الوقت،  وفوجئت حينما أخبرها الأستاذ المسؤول أن درجاتها تؤهلها لـ دخول جامعة جيدة بمنحة دراسية.
وكانت تلك هي اللحظة التي إكتشفت فيها مجال العمارة..

كانت أكثر كلية تناسبها، فهي قريبة ونظامها يناسب وضعها المادي، لم يكن لديها إهتمام محدد للعمارة لكنها قررت أن تترك ذلك لما بعد دخول الجامعة.

قد تحبها وسيكون ذلك جيداً، وقد لا تحبها لكن ذلك لن يثنيها من متابعة تعليمها، فما كان يهمها أن تستطيع تدبر أمورها بشكل كامل لوحدها.

يمكننا التخمين أن الخيار الأول هو ما حصل، وكان ذلك حينما ذهبت في جولة تعريفية للطلاب الجدد شاهدوا فيها نماذج لتصاميم قام بها خريجوا الكلية عبر السنين.

أعجبت بشدة بتصميم منزل عصري قام به أحد المهندسين المشهورين في هذا الوقت يقع في كيوتو.
جعلتها رؤيته ترغب أيضاً أن تصبح أفكارها حقيقة تُبنى ويعاش فيها وهذا ما جعلها تتخذ قرارها بشكل كامل.

استطاعت إنهاء دراستها دون معوقات وبحظوظ جيدة سمحت لها أن تتقدم لأفضل الشركات وقد كانت شركتها الحالية هي الأولى التي ردت عليها.

قضت فيها ما يقرب لسنة ونصف إستطاعت خلالها أن تكسب لنفسها إسماً بينهم وتجعل الجميع يحترمونها بسبب الموهبة التي لديها وحبها لعملها أيضاً.
ورغم كل ما حصل معها خلال الشهور القليلة الماضية من متاعب لم تتراجع جودة عملها أبداً.
لكن كل هذا لم يجعلها محصنة من ما حصل.