ستة عشر

4K 527 113
                                    

إهتز زجاج النافذة بخفه بسبب قطرات المطر المتساقطة عليه، لفت ذلك إنتباه يوغامي ماتسودايرا الذي كان ينقر بسرعة على حاسوبه  بإندماج كأن الكلمات ستهرب منه إن لم يسطرها حالاً.

وضع حاسوبه جانباً ونهض لينظر عبر النافذة، لم يكن المطر غزيراً لكن مع ذلك سبب له القلق، فجارته يوكيكو آآبي التي كان يفترض بها أن تتناول العشاء معه متواجدة خارجاً في هذا المطر.

مضى أكثر من ثلاث ساعات على ذهابها برفقة ذلك الرجل الذي لم يتبين ملامحه، لم تتصل به أو ترسل رساله حتى..
زاد ذلك من قلقه أن تكون قد وقعت في مشكلة، لكن عندما تذكر رؤيته لها تمسك بالرجل من ساعده. بدد ذلك القلق فوراً.

إختفى قلقه عليها لكن شيئاً أخر أستبدل به جعله يتنهد بحسره على نفسه.

بجانبه على الطاولة لايزال الطعام موجوداً كما وضعته يوكيكو سابقاً، لم يتناول منه شيئاً. ليس لكونه ينتظرها بل لأنه جوعه قد إختفى فجأة ولم تعد له رغبة في الإحتفال.

وبينما ذهب ليأخذ كتاباً من خزانته فُتح باب غرفته ثم أغلق بسرعة ليسمع بعدها صوت يوكيكو وهي تشتكي من البرد..

ثوان وكانت تقف أمامه.. مبتله قليلاً... لكن بخير.

ألقيا التحية على بعضهما ببرود ظاهري.
شيء لم يقصده كلاهما لكنه خرج طواعية..
إنتبهت يوكيكو إلى الطعام الذي لم ينقص ملعقة فقالت بإستغراب:

-لماذا لم تتناول الطعام بعد!؟ لقد إقتربت الساعة من التاسعة!
-وهل تتوقعين مني تناول الطعام وحدي بعد أن أتيت ولم أجدك هنا؟
-آه صحيح..

ثم أردفت بإعتذار :
-أسفة، لقد مر الوقت دون أن أشعر.
-لا بأس، لم أكن جائعاً على كل حال.. وإذاً.. كيف كان موعدك!؟

سأل بلامبالاة بينما يجلس أرضاً قرب طاولة الطعام وقد بدأ أخيراً يشعر بالجوع.

إتسعت عينا يوكيكو كأنها لم تتوقع ما قاله، ثم جلست هي أيضاً بهدوء دون أن تمتد يدها إلى الطعام، سألت بحذر:

-كيف علمت!؟
-رأيتك عندما كنت عائداً من المتجر، كنت تسيرين مع رجل.
-وهل رأيت من هو ذلك الرجل!؟
-كلا.. لماذا؟
-لا لشيء..

بإختصار قالتها لكن كان من الواضح أنها تريد إخفاء شخصيته، ثم أردفت بسرعة قبل أن يتساءل:

-إن كنت تعلم أنني ذهبت برفقة رجل لماذا لم تأكل؟ كان بالإمكان أن أتأخر أكثر.. أو أن لا أعود هذه الليلة، لماذا تجعلني أشعر بالذنب!

هكذا هزموا اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن