ستة

4.7K 532 131
                                    


الجميع سيحصلون على مساعدة من شخص أخر في وقت ما في حياتهم، لذا في يوم ما عليك مساعدة شخص ما أيضاً.

خرج ميكادو من صالة إستراحة الموظفين بعد أن أنهى شرب عصيره، لم تكن الصالة ممتلئة بالناس كما يُعتاد في مثل هذا الوقت.. وقت الغداء، فالجميع مشغولون هذه الأيام بمجموعة لا بأس بها من المشاريع كان يجب إنهائها قبل نهايه العام، لهذا كان الوضع جنونياً في الأيام الماضية.

توجه ميكادو عائداً إلى مكتب الموظفين فلديه عمل ليكمله قبل أن تنتهي الاستراحة. وجد المكان خالياً إلا من شخص واحد، أكثر من بذل مجهوداً من بينهم .. يوكيكو آآبي ..  فبالإضافه لعملها المعتاد كانت مشغوله بمشروع إيبيكي ذاك، لذلك كان تعبها مضاعفاً.

ورغم ذلك وجدها تجلس خلف مكتبها وبين يديها كتاب تقرأ منه وعلى طاولتها باقي غدائها الذي لاحظ أنها إعتادت تناوله في الشهر المنصرم .. كرة أرز وعلبه شاي أخضر.

كانت مندمجة في القراءة وبدت مسالمة للغاية، لم تنتبه لدخوله للمكتب فإستغل الفرصة في تأملها من مكانه قرب الباب.

كانت يوكيكو مختلفة عن باقي الفتيات، تعّرف عليها في إختبارات التوظيف للشركة فقد كانت تجلس قربه في الإمتحان، علم من فوره أنها فتاة متميزة فقد كانت من طلاب جامعة تو العريقة، لم يبدو عليها الخوف أو التوتر أثناء الإمتحان أو حينما تم إستدعاء الناجحين للمعاينات.

واثقة، شجاعة، ذكية، ولطيفة في تعاملها .. أبهرت الجميع بقدراتها وكان واضحاً قبولها للعمل.
شعر ميكادو بنفسه محظوظاً عندما أعطي الفرصة لأن يعمل معها، و في ذلك الوقت بدأت رحلته لمحاوله جذب إنتباهها ..

لكن تلك المهمة كانت أصعب مما تخيل فـ يوكيكو من النوع الذي يفني حياته للعمل، لم تخرج معهم إلى أي من الحفلات التي ذهبوا إليها ، كانت دائماً ما تخرج مبكراً في أي وجبة عشاء يتناولونها معاً كـ زملاء، رفضت دعوته من قبل للذهاب معه ورفيق أخر للينابيع الساخنة .. كانت صعبه المنال.
وأكثر ما يؤلمه أنها لم تفكر في كل محاولاته السابقة أو فيه هو كـ رجل يريد استمالتها ليواعدها.

كل ذلك لم يمنعه من أن يقلق عليها خاصة في الآونة الأخيرة .. فمنذ أن أفلس والدها بدأت بالعمل بجنون لكي تكسب مالاً إضافياً، إجتهادها المضاعف جعله يشك أن في الأمر قصة أخرى لكنه يعلم أنها لن تخبره أو تقبل بمساعدته إن عرضها، لذلك بقي صامتاً يراقب.

الأن .. كانت هذه اللحظة مهمة فـ يوكيكو تفعل شيئاً غير العمل، بدت مرتاحه وهي تقرأ في ذلك الكتاب ونظره إهتمام بالغ على وجهها، تذكر ميكادو أنها وإيبيكي قد أنهيا المرحلة الأولى من تصميمهم مساء البارحة لذلك لديها هذا اليوم لترتاح قليلاً.

هكذا هزموا اليأسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن