كان الجو مثيراً للراحة في هذا اليوم ، لذلك من المؤكد أنني لن أذهب للتدريب مع ذلك الفتى، لكن ليس كُل ما أتمناه سيحصل بالنهاية فأنا مُجبرة ،
كان شاباً ذا شعر أسود لامع يصل إلى عُنقه ، بعينين تجعلني أفقد التعبير عن الجمال ، وطويل للحد الذي أبدو بجانبه فتاة شديدة القزومة ، رُغم أنني بطولٍ طبيعي ،
لا يسِعُني التحدث عن محاسنه لو أظل أسرد حديثي من اليوم لأخر يومٍ في حياتي الفانية رُبما ،
أمشي بذلك الطريق البغيض ، بعد أن تخطيت قصر القائد ، أي قصر جدي مع الكثير من الٳحترام ،
لا أطيق التديب مع جيراد ، فعلاً وجودي بجانبه لا يسما تدريباً ، بل تحديقاً ،
كما أنه متواضع شديد في تصرفاته ، رُغم قُوَته التي لا تُضاها جانبي ، إلا أنه يُعامل الجميع وكأنه بمستواهم القِتالي ٲو الٳجتماعي ، هذا ما أعجبني به رُبما ،
لأن أغلب أحفاد القادة أو أبنائهم متعجرفين مختالين بأنفُسهم جداً ،
وعلى وجهِ الخصوص ذلك الذي يُدعى بمخطوبي البغيظ ،
أيحق للقادة الحمقى أوه لا يُجدر بي أن أقول حمقى هكذا فهذا مسيء جداّ ، إذا أيجدر بالقادة الكبار إن أرادوا صُلحاً أن يخطبوا أحفادُهم لبعض ! ،
صدقوني لا أهتم ناحيته ، لربما أصبح قويه جداً وأقتله بليلة زِفَافِنا ، هذا جيد إذاً ،
لا داعي بالتفكير بالمغرور الأخرق راين ،ألفاظي سيئة ، لكنها ألفاظي الداخلية سيئة فقط ، أما كلماتي التي أخرِجُها من المؤكد أن تكُن مليئة بلإحْترام ،
فرأسي قد يكُن ضحية لصولَجان جدي إن سمع لفظاً سيئ لأحدهم ،
جدي قد يكُن قاسياً في بعض الأحيان ، أقصد كُل الأحيان ، لكنة طيب القلب ، فهو بمثابة أبي وأمي وأخوتي وقائدي .
لا أعلم كيف كانت أمي تمتلك من ملامح ، لكن جدي دائماً ما يقول أنها تشبهني بعينيّ الزرقاوين ، وفمي الكرزي المدبب ،
وأما أنفي فهو كأبي ،
أبي أعرف ملامحة وهيئته ، لأن أحد الرسامين القُداما قد رسمة في سنه السادسة عشرة ، كما هو سني الأن ، حيث كان يرتدي زي المقاتلين القديم ، وتضُخ عينيه قوة لا مثيل لها ، لو كان أحدهم شبيه لأبي لوقعت بحبه فِعلاً ،
وهاهو ذا جيراد شبيهاً له ،
ليس أنا من لَمِح هذا فحسب ،