لقد أعتادت قَدمي على المياة ، فور تعود أطرافي عليها ، أغطس تدريجياً ، فلم يتبقى سوى رأسي يداعبُ الهواء ،
أغلِق عينيّ ، إستعداداً لأختفي بالكامل ,
صوت الرياح التي تُداعب الشجر, والمياة المُرتَطمة بسطح البحيرة, وحركشة الأشجار بالصخور المُقاربة لها, أو ناتجة عن وجود أحد الحيوانات ....
جميعُها أختفت,
ما بقي إلا صوت المياة الذي يتحشرج حول أُذُناي ,
للحظة ذهبت من هذا العالم, غادرت روحي جسدي الحي وكأنني أقوم بإسقاطٌ نجمي!
أصبح شعري منفرداً حول رأسي كشعاع الشمس, لكنه ليس في السماء وإنما بالماء,
أتخلى عن جميع الأفكار التي تُريد القضاء على إسترخَائي المُمِيت رُبما ,
وأولها هي تلك المَخْطُوطَة التي غربت فجأة, من غير ترك دليلٍ أو واقعية!
لقد مر علي خمس دقائق تحت الماء, فجسدي بدأ يرتخي وتتخدر أطرفة, لن يقوى على هذه الفترة من غير هواء ومُتسعٌ للتنفُس,
أتوجه للأعلى بقوةٍ كادت أن تتلاشى,
فأبزغ من سطح البُحيرة كالشلال, لكن من أسفلة أبزُغ, أم كنافورة مياة بُخارية ,
تلتصق خُصيلات شعري أغلبُها على وجهي ووجنتاي,
أزيلها بأناملي لأطلب المزيد والمزيد من الهواء,
وكأنني أخذتُ ضمأ الأرض كُلها,
بعد أن أرتوي من إستنشاق ما أعاد لجسدي قُوَته, أتوجه سِباحتاً حيث كُنت فوق الحجر ,
تدوس قدمي المُبتلة سطح الأرض الخصِب, فألحقها بقدمي الأخرى , وأمشِ خُطاي حيثُ الصخرة لأجف من البلل, ومن ثَم أرتدي ملابسي,
لكن هُناك ماهو غريب, شيء قد نسيته وقد إختفى! , لكنني بالفعل لا أذكُر ما هو ..
أثبت مَربط الحزام بعُنف غير مُدركة لذلك,
فأضع السيف ومن ثم أسير حيث يكُون قصر جدي, لا أعلم ما قد نسيت, لكنة من المُحتمل أنه ليس مُهماَ, ولو كان كذلك لذكرته..
في مُنتصف الطريق, يغِيظُني شعري المُنسدل , وبالطبع مازال مُبللاَ,
"د ...دبوس شعري! , أين هو! "