الفصل الحادي عشر

7K 292 42
                                    

إنطلقت السيارة بسرعة رهيبة جعلت أمينة تفقد النطق رعباً من السرعة ، أغلقت معطفها لشعورها بالبرد ولكنها اثرت الصمت كي لا تثير أعصابه أكثر.

توقفت السيارة أمام مقر الشركة ، نزل أحمد ثم جذب أمينة من ذراعها بعنف وجرها بغضب ، إنصاعت أمينة بهدوء لأفعالة حتى تستطيع التحدث .

ما إن وصل إلى مكتبه بصحبة أمينة وكانت منى لا تزال تعمل نظرت لهم بتوجس ثم قالت بقلق "عملتي إيه يا أمينة ، فيه إيه يا مستر أحمد " .

نظر لها أحمد بحدة ثم صرخ في وجهها "لمي حاجتك وروحي حالاً ، مش عاوز مخلوق هنا في الدور دا " .

إندهشت أمينة حينما رأت منى تجمع أشيائها في حقيبتها بمنتهى الهدوء وتغادر كأن شيئاً لم يكن صاحت أمينة فيها "انت هاتسيبيني مع المجنون دا لوحدي ، استني هنا ماتسيبنيش " .

إستدارت منى بهدوء وكانت إجابتها أكثر الكلمات برودة على وجه الارض حين قالت "اللي يحضر العفريت يصرفه شوفي انت عملتي مصيبة ايه ، ويارب تكون حاجة بعيدة عن الشغل لأن لو اكتشفت انك بوظتي الصفقة هاكمل عليكي بنفسي ، سلام " .

رحلت منى بهدوء تاركة خلفها الفتاة في حالة صدمة أخرجت هاتفها بسرعة لتستنجد بشقيقها ،ولكن احمد سحب من الهاتف وألقاه ارضاً ليبقى حطاماً .

صاحت أمينة بنبرة باكية "يالهوي كسرت التليفون انت عارف التليفون دا كان بكام حسبي الله ونعم الوكيل ، أجيب غيره ازاي دلوقتي ، الله يرحمك يابابا ".

صرخ أحمد فيها "ايه علاقتك بالواد دا يا أمينة " نظرت له أمينة بعدم فهم وقالت من بين دموعها بيننا تجمع حطام هاتفها "واد مين " لتسمع صيحة واحدة "الزفت اللي إسمه سيف " .

نظرت له أمينة بصدمة ما علاقة سيف بغضبة ، ليردف أحمد " الواد دا أكبر منك بأكتر من خمس سنين يعني مستحيل يكون زميلك ، تعرفيه منين إنطقي قبل ما أفقد أعصابي أكتر من كدا ".

أجابت أمينة ببرود "لا هو مش زميلي ، هو بيدرسلي ، سيف عبدالعليم ، معيد عندي في الكلية وانا في السيكشن اللي هو بيدرسله " .

قال بغضب ولكن بنبرة أهدئ  "ودا يديله الحق إنه يلمسك كل شوية ".

فتحت فمها لتتحدث لكن يده لامست وجنتيها برقة وإغراء ،عندئذ توقف لسانها عن الإحتجاج فقد أرسلت أطراف أصابعه سحراً شريراً سرى في جسدها سريان النار في الهشيم فأيقظ تلك المشاعر التي لم تشعر بها سوى اليوم .

إرتجف قلبها كعصفور حبيس وضغطت يدها عليه لتحاول بيأس إيقاف خفقاته المجنونة ،ومزقت الحقيقة كل ما وضعته من قيود على قلبها ، إنها تتوق لتشعر بذراعي هذا الرجل حولها .

للعرض فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن