الفصل التاسع

7.8K 214 7
                                    


وضعت أمينة يدها بشهقة على فمها، تكاد عينيها تخرجان من وجهها ، فالمشهد العجيب أمامها جعلها تريد أن تصرخ طالبةً النجدة ولكنها لم تستطيع أن تثير فضيحة في المنطقة .

كان أحمد الجبالي يجلس أمام العم صابر على أحد مقاعد المقهى الشعبي الذي يملكه الأخير يتضاحكان ويتسامران ،بينما غمزها أحمد بعينيه مع إشار بإصباعية السبابة والوسطى على جبهته على الطريقة العسكرية .

ضغطت أمينة أزرار هاتفها ،ورأت أحمد الجبالي ينظر إلى هاتفه بإبتسامة ثم أومئ برأسه إلى العم صابر وأجاب هاتفه بينما يبتعد عن المقهى تجاه سيارته .

دقائق قليلة هي كل المدة التي حدث بها هذا بضع دقائق حتى سمعت صوته يجيب ندائها ، ولكنها شعرت ان المدة أطول بكثير ، قلبها تزداد ضرباته مع كل ثانية تمر ، تتعرق رغم برودة الجو تسرع أنفاسها من التوتر .

حتى تلك اللحظة التي سمعته يقول " لازم أهددك يعني عشان تردي " لتجيبه أمينة بأنفاس متهدجة " انت بتهبب إيه هنا ، أوعى تفكر انك تعرف تعملي حاجه هنا لا دول كلهم أهلي ".

ضحكات ساخرة متعالية هي أول ما وصل إلى مسامعها بعدها هدأت ضحكاته قليلاً بينما هو يقول بسخرية " انا لو كنت عاوز أعمل حاجه انت كنت بين إيديا من أقل من ساعتين ومحدش كان معانا ، انا بس كنت عاوز أعرف عنوانك واطمن انكم وصلتم ، على فكرة أخوكي على اد ماهو عيل على اد ماهو راجل ، ربنا يخليكم لبعض".

أنهى كلماته بنبرة جدية وحزينة لتجيبه هي " شكراً لك بجد ، انا عمري ماهنسى موقفك معايا ، اي حد غيرك كان افترى عليا ،بس انت مرضتش تأذيني " .

لتصلها صوت تنهيدة طويلة منه وكأنه يخرج ما بجوفه من هموم نطق بهدوء " عارفه يا أمينة أول ما شفتك حسيت انك مش من الارض تنفعي حورية من كوكب تاني، رغم اني قابلت بنات كتير هنا وفي أمريكا ومش هاقول انك أجمل منهم ، كان فيهم بنات اجمل منك بمراحل لكن انت حاجة تانية مختلفة من نظرة واحدة البني أدم يعرف انك مختلفة ، يمكن لو طلعتي بنت مش كويسة كان الوضع حالاً إختلف ، بس المشاعر كانت هاتكون واحدة ".

همست أمينة برقة " انت إزاي كدا" ليجيبها هو بهدوء " انت اللي هاتخليني كدا ، انا مش زي ما انت متصورة بس انت هاتخليني الشخص اللي عاوزاني أكونه ، من اول نظرة وانا عرفت انك معاكي كل مفاتيحي اللي انا اعرفها واللي معرفهاش ".

ردت أمينة بجدية بعدما شعرت أن الحوار ينجرف إلى طريق غريبة عنها " انت عاوز مني إيه بالضبط ، انا مش زيك يا أحمد بيه، انا أمينة بنت المعلم مصطفى راجل غلبان مات في قلب ورشته ".

رد احمد بجدية " انت فعلاً مش زي يا أميمة انت اضف بكتير من انك تكوني زي ، انت واخواتك وأهلك ناس مترابطة أبوك عمره مافرط في حد فيكم ، انتم كنتو أساس حياته ، الدنيا اللي انا عايشها دي عاملة زي الدهب القشرة بتلمع من برا لكن أول ما تتقشر تلاقي طبقات صفيح وصدى ، إحمدي ربنا انك مش زي يا أمينة ".

للعرض فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن