للعرض فقط

الفصل الثاني عشر

تحركت أمينة ذهاباً وإياباً عدة مرات حتى صاح فيها حسام بحدة "إتهدي بقى خلينا نعرف نفكر راحة جاية مفصلتيش وترتيني " .

رمقته أمينة بنظرة باردة ثم ركنت جذعها إلى الأريكة وهي تتنهد بضيق ، منذ قليل عادت إلى المنزل ولم تجد مفر إلا أن تروي أحداث اليوم لحسام بعد ضغط منه .

حذفت بضع جزئيات لم تجروء على النطق بها ، أحداث كانت بالنسبة لها كالحلم ، تشعر برعشة كلم تذكرتها ، بينما تعود كلماته كسياط تلسع جسدها .

هب حسام ليخرجها من أفكارها صارخاً بسعادة "لقيتها يا أمينة " قالت أمينة بهدوء "لقيت إيه يا عبقري " .

نظر لها حسام بخبث وكأنه ينوي على شيئ سيغضبها به "لقيت الفكرة اللي هاتخلي أحمد الجبالي دا ،يحط جزمة في بقه وما يتكلمش معاكي تاني ".

رفعت أمينة إحدى حاجبيها بينما تعوج شفتيها ليبادلها شقيقها النظرات ثم يردف مكملاً "تتحجبي ، انت كبرتي كفاية انك تلبسي الحجاب ، وبكدا مش هو بس اللي هايسكت لا هاتكملي دينك وانت كمان هاتسكتي مش هاتردي عمال على بطال " .

رددت أمينة بخفوت بينما هي واجمة "أتحجب ، أيو ياحسام بس أنا لسه مش مستعدة لخطوة زي دي " .

نظر لها حسام  بضيق قائلاً "مش مستعدة اللي هو ازاي يعني ، انت مش واخدة بالك إنك عندك واحد وعشرين سنة ، دي حورية عاوزة تتحجب من دلوقتي " .

نظرت له أمينة بتشتت ووقفت تنظر للمرآة المعلقة على الحائط بينما تتلمس خصلات شعرها بأطراف أصابعها ، بقيت دقائق تتبادل النظر مابين شقيقها وما بين إنعكاس صورتها في المرآة .

أغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها بالحجاب لساعات كانت تتناقش مع حسام في طريقة للخلاص من أحمد الجبالي .

ولم يجدا مفر سوى العودة للعمل ، فهي لن تستطيع إيجاد وظيفة بهذا الأجر مهما حاولت ولن تجد أفضل من هذه الفرصة لإضافتها لسيرتها الذاتية بعد التخرج ، ولكن الحجاب لم يكن في حساباتها تلك الفترة .

"أنا مش هانقشك في الشق الديني للموضوع دا لأنك أكيد عارفاه كويس لكن الناحية الاخلاقية يا أمينة والإجتماعية بتقول إنك اتأخرتي أوي ، أمينة انا أخوكي وبصراحة مكنش بيعجبني دلع ماما الله يرحمها فيكي " قال حسام بهدوء محاولاً تثبيت الفكرة في رأس شقيقته.

حينما استشعر أنه إقترب من هدفه أردف "أمينة حببتي أنا أخوكي يمكن صغير منك بس أعرف نظرة الشباب إيه للبنت اللي مش محجبة ، أنا ليا اصحاب وبسمعهم بيتكلموا ازاي ومارضاش يتكلمو عن اختي زي أي بنت تانية ".