الفصل الثالث

8.9K 223 11
                                    


تحركت في أروقة الحرم الجامعي الذي كانت ولا زالت طالبة فيه رغم مرور سنوات على أول يوم لها به ولك شتان بين اليوم وأمس ،بين فتاة الحارة البريئة وبين إحسان ذات السيارة الفارهة .

لايمكنك تجاهلها ، وإن كنت من أصحاب الإلتزام الديني لا يمكنك غض البصر ورغم أن الجو لازال بارداً في منتصف شهر فبراير ، إلا أن الملابس الجريئة التي ترتديها لا يمكن وصفها الا بالفاضحة رغم السترة الجلدية القصيرة التي ترتديها الا انها مفتوحة من الامام حيث تظهر القميص القطني العاري أسفلها .

بنطالها الجينز الضيق بشدة والذي لايترك للمخيلة شيئاً ، الشعر الكستنائي الطويل والذي يتطاير مع نسمات الهواء الباردة ، أطنان مساحيق التجميل التي تغير الشكل كلياً ، النظارة الشمسية والتي تخفي الشيئ الوحيد البريء في مظهرها .

وكأنها تتعمد إخفاء عيناها حتى لا يظهر منها الجزء الضعيف فيها ، وكأنها تتعمد إظهار تلك المرأة التي تشبه فتيات الليل كي تدفن حطام فتاة دمرها الزمان .

أدارت رأسها في كل إتجاه ، تبحث له عن ضحية جديدة أو هكذا تحاول إقناع نفسها كي تستطيع أن تغمض عيناها ليلاً ، تحاول التأكيد في كل لحظة أنهن ضحيته هو ولسن ضحية ألاعيبها وإنتقامها السخيف .

بينما تسير وهي مشغولة بالبحث عن ضحيتها الجديد إرتطمت في جسد ضئيل الحجم أقل منها بعدة سنتيمترات أو ربما كان هذا بسبب حذائها ذو الكعب العالي الذي أكسبها المزيد من الطول .

نظرت إلى ذلك الجسد المتشح بالسواد والملقى على الأرض نتيجة الإصطدام وسرعان ما شهقت في فزع ينما رأت وجه الفتاة " أمينة ، أنا اسفة ماشوفتكيش " .

رفعت أمينة بصرها بينما تمسك بيد إحسان التى تساعدها على الوقوف على قدميها ، تجولت بعيناها على وجه الفتاة بحيرة لترفع إحسان النظارة السوداء قائلة " إنت معرفتنيش ، أنا حسناء بنت نجوان السورية كنت ساكنة جنبكم في الشقة اللي قصادكم على طول من سبع سنين ، لحقتي تنسيني " .

تجولت أمينة بعينيها في صدمة أكبر من سابقتها ، وهذه المرة ليس على الوجه فقط بل على الفتاة ككل ، أخر مرة رأت فيها حسناء كانت طفلة في الخامسة عشر من عمرها.

وكانت حسناء فتاة جميلة ولكنها قليلة الحظ ، فما إن دخلت الجامعة ، كانت مطمع للكثيرين ، ولكن سرعان ما تم تلفيق تهمة سرقة لأمها المرأة السورية الجميلة والتي كانت تعمل كمدبرة منزل لأحد الأثرياء .

وبعد أن خرجت من القسم بقليل قرر العم داود مالك المنزل طردهم من الشقة وساعد في ذلك بقية رجال الحي ، لازالت أمينة تذكر مشهد طردهم المزل وكم بكت والدتها وهي تأسف لحالهم وهي تردد لزوجها "والله الست نجوان بريئة ومستحيل تعمل كدا وانتو ظالمينها، اه ياخوفي لربنا ينتقم لها ولبنتها في عيالنا " .

للعرض فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن