الفصل الثاني

38 8 3
                                    


أغمضت هبة عينيها بقوة شديدة بعد أن تجرعت ما يكفي من الآلام ففقدت الشعور بأحاسيسها، ثم فجأة استيقظت ووجدتها ذاتها على شاطئ جزيرة وقفت على قدميها وهي ممسكة برأسها وقد مرت لحظات متسارعة على عقلها لحريق في مبنى ثم لأشخاص لا تعرفهم ينظرون إليها، أخذت نظرة شاملة على جسدها وكان كل عضو فيها في حالة جيدة معادا الألم الذي برأسها، سألت ذاتها حينها:

"ما الذي حصل لي!"

هب نسيم البحر فتحرك شعرها الأحمر تناغماً معه فنظرت إلى البحر وكان الضباب يغطي أغلبه، وكما هو حال البحر كان الشاطئ أيضاً لا يوجد به أي بشري غير هبة نفسها، تنبهت هبة بعد هبوب النسيم مباشرة إلى القمر الذي يقف مستقراً في مكانه في منتصف السماء لكن ذلك لم يجعل الرؤية صعبة فقد كانت تستطيع أن ترى كل شيء بوضوحٍ تام.

" أظن أنني رأيت هذا المكان من قبل لكنني لا أتذكر... أين أنا؟"

هذا ما قالته قبل أن ترى ذلك الغراب الصغير الذي يقف بالقرب من أمواج البحر بجانب أمه التي تلفظ أنفاسها الأخيرة مستلقية على الأرض، أحست هبة ببعض الحزن عليه لاسيما وأن هناك غراب آخر قد ابتلعته الأمواج فظنت هبة أنه أباه.

اقتربت هبة ببطء من الغراب وعندما أصبح بينهما عدة سنتيميترات رفع الغراب رأسه نحو البحر وبدأ ينعق بشكلٍ هستري، ثم تعالى صوته شيئاً فشيئاً حتى أغلقت هبة أذنيها بيديها!

توقف الغراب عن النعيق لكنه استمر ينظر إلى البحر ولازال صوته يتردد في مسامع هبة حتى تبدد بصوت جرس أشبه بجرس ساعة لندن، أرخت هبة يديها وبدأت تنظر في كل اتجاه ثم استقرت نحو البحر بعد أن حددت مصدر الجرس، لحظات وظهرت من بين طبقات الضباب سفينة سوداء عملاقة تبحر بسرعة نحو الشاطئ، بالتحديد نحو هبة!

ابتعدت بسرعة عن البحر حتى وصلت عند الأشجار التي على الطرف الآخر من الشاطئ وقد فقدت وقتها أنفاسها من الركض فاستلقت على الأرض ثم قالت:

" ما الذي يحدث هنا!! كيف وصلت إلى هنا؟ كل ما اتذكره هو أن هناك مبنى ما يحترق .. أيضاً هناك رجل ... لا أتذكر جيداً "

قاطعها ألم في معصمها الأيمن نظرت إليه وكان هناك جرح عميق من كفها حتى مرفقها وقد بدأ الدم ينزف منه، فجأة سمعت أصواتاً لخطوات بين الأشجار فالتفت وراءها ورأت ظل لرجل يركض فصرخت:

"هي أنت! انتظر!"

لكنه لم يستمع إليها واستمر يركض بسرعة، قفزت وتحملت ألم معصمها وبدأت تتبعه بين الأشجار...

يتبع .... الفصل الثالث

تابعني على الانستغرام والتويتر:

OmarDawaida

لا بداية ولا نهاية - Infinityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن