قلت باسترسال: قابلت تيم في عملي كان يتردد لأستعار كتب مما زاد فضولي حوله.. لأنه كان يأتي بثياب تمريض و كان يستعير كتب عن الفلك و الفضاء. احببت فهي انه كان يحب شيئاً غير مجاله و هذا لا يبرع فيه كل الناس.
قاطعني وهو يريد أن يقول شيئاً ثم بدا انه تراجع عن ذلك وقال: أكملي..
أكملت قصتي: خرجنا عدة مرات ، وقعت في حبه بعدها. كان مختلفاً عن الآخرين. و لكنه كان رتيباً كان يحب الروتين و لا يريد لأي شيء أن يتغير و يشمل ذلك أنا.. حسناً لا أعرف لماذا استخدم كان و نحن لا نزال معاً.
قال مقاطعاً: هل علينا أن نحب الشخص كله؟ كل شخص له جانب سلبي؟
- لا أو دعني أصيغها بشكل آخر يجب ان نتقبل الشخص بكل صفاته وليس علينا ان نحب كل صفة به.
حرك شفتيه لليمين بحيرة وقال: إذا لم تتقبليه.
قلت بثقة: بلى لكن ذلك يقيدني.
- كيف ذلك؟
قلت شارحة: أود حقاً رؤية كل ألوان الحياة، و استنشاق كل هواء الأرض.
تبعه سؤال آخر: إذا هو عائق و تريدين التخلص معه؟
قلت بإنفعال: لا طبعا .. طبعا لا كنت أحبه فعلاً و أرى فيه الحياة.
ثم أردفت بصوت اشبه بالهمس: لكن لم اعد كذلك!
كان قلبي يضرب في صدري، لم أقلها يوماً بصوت عاليٍ كانت تلك الكلمات دوماً مختبئة في جوفي أخاف ان انطقها لأني لم أكن أريد تصديقها و ربما لأنه لا مهرب من ذلك الأمر أبداً. صارعتها الآف المرات وحاولت تجاهل المشاعر لكني لم أفلح.
- هل اساء إليك في اي من الأحوال؟
تأملت أظافري في لحظة صمت ثم قلت: ابداً تيم رجلٌ طيب جداً و يحبني كثيرا .. لكن لست سعيدة معه.
بدا لي أنه يريد قول شيءٍ ما لكنه سكت فجأة .. فقلت: قل ذلك لا بأس
- هل الحب سعادة فقط؟
رفعت رأسي نحوه و قلت بحشرجة: لا ولكن الحب يجب أن يسعدك في نهاية المطاف.
قال متسائلاً: وهل تشعرين بالذنب لأنك قررت تركه و ترك كل شيء لمثل هذا السبب؟
شعرت بأنه يهاجمني بطريقة سؤاله هذه رغم انه كان يسأل بنبره حنونة، شعرت بالدم يجري و يتجمع في وجنتي. لم أعرف مالذي كنت احس به غضب و حزن بالوقت نفسه.
قلت بصوت أجش وانا انكس رأسي لأقابل يداي التي ترتاح على فخذاي: نعم لكن علي أن أختار نفسي أحياناً أن اعيش حرة لا حبيسة علاقة.
اتبعت و كانت دمعة تسيل على وجنتي المحمرة: رغم ذلك اعتقد ان هذا عادل لكلينا.
اكملت: تخيلت ردة فعله وضعت مئات الأحتمالات و كيف ستكون.
شعرت بأنه يقترب مني كنت أواجهه وانا اتكلم، مد يده إلي و أزاح خصلات شعري القصير خلف اذني ثم امسك بذقني و رفعه.
ثم قال: ربما إذا ما تقولينه صحيح، إذا افعلي ما ترينه مناسباً.
قلت: عزمت ان أقول له اليوم، هذه الليلة.
شعرت بتوقف الحافلة فمسحت وجنتي سريعاً بيدي و أخذت نفساً عميقاً ثم هممت بالقيام. وصلنا لنقطة الصفر حيث تقابلنا هنا. ترجلنا من الحافلة متجهين للمقهى حالاً، فمحطة الحافلات القادمة تقبع في جهة المقهى نفسها.
قلت: اتمنى اني لم أفسد خططك.
أجاب: ما يهمني اليوم البحر و غروب الشمس عدا ذلك فخطتي اليوم هو أنت.
ابتسمت بخجل و شعرت بإحمرار خدودي مجدداً لكن لسبب آخر، قلت: هذا جيدٌ إذاً.
دخل هو للمقهى وتعبته، كانت ينظر في كل مكان ثم توجه لمنضدة الطلبات و بدأ هو بسؤال الرجل، ثم أكلت وصف الخاتم أنه فضي و بزخرفة أغريقية. لكنه سأل صديقه ثم أجابنا بالنفي، كان لطيفاً جداً حتى انه طلب رقم سام حتى يتصل به في حالة إيجاده لاحقاً. خرجنا من المقهى و رحنا للمحطة الحافلات المقابلة، ولكن لا أثر له في أي مكان.
جلست بعدها على الرصيف متأففة: لا جدوى من ذلك.. لن نجده.
قال بذاء: هل نبحث عن خاتم يشبهه في السوق؟
قلت بحسرة: لن نجد مثله، هو خاتم جدته عندما تزوجت جده اليوناني.
ثم قلت بتجهم: لا أفهم هذه الفكرة أبداً، ما المميز في توارث خاتم زفاف.. لا أجد منطقاً لذلك ابداً.
قال حينها: انه شيء ثمين تتوارثه الأجيال، عليه أن يعني الكثير.
قلت نافية: ليس لي!
همهم قليلاً ثم قال: أردت أن اسألك سؤالاً آخيرا بخصوص ذاك الموضوع.
قلت معارضة: سام هذه رحلة البحث عن ذاتك، أتذكر؟
قال مبرراً: لكن أفكارك ليست كأفكاري، ربما استطيع التعرف على نفسي عندما أرى تضاد أفكار الناس.
لم يكن كلامه مقنعاً لكني قلت: هات ما عندك.
قال حينها: هل أنت خائفة؟

أنت تقرأ
تلاشي ..
Truyện Ngắnالفقدان كلمة يسهل نطقها، لكنها تصنع فجوة داخلنا لا تدثرها السنين. الفقدان مؤلم يجعلك تتمنى أنك لم تكتسب شيئا أبداً حتى لا تفقده.