8:05 am
تشابتر صغير وبسيط وكله من وجهة نظرى انا 🌷-----------------------------
#منظور_الكاتبه.
الرابعه فجراً..
فِ هذا الوقت من الليل عندما تستسلم جميع حواسك للنوم ويآبى عقلك الخضوع.. عندما تُريد مَن تُحِب أن يحمل عنكَ العَناء، وفِ هذه اللحظه هى لم تكن تمتلك حبيب بعد الآن.. مَن تُحب ليس هنا كما فِ نظرها، إضافةً إلى القراءه التى ترفض عناقها الآن كما اعتادت، لكن إِڤان لم تجد حل بهذا الوقت غير اللجوء للكتابه فِ مُفكرِتها.
نهضت من دفئ السَرير وأصابتها رعشةٌ صغيره اثناء سيرها نحو المكتب، هذا الطقس بارد كما هى تُفضل دائماً. كُل شئ كما تُفضِل هى ماعدا ماتشعر به حالياً.. أَخَذت القلم من جانب مُفكرتها وبدأت فى الكتابه:-
*الصفحه الثالثه*
ابتعاداً عن الكَذِب أقول..
قَلبِ لى مُنذ وِلادتى وليَوم مَمَاتى.
لا يُحق لشخص مُصنَف رَجُل فقط لعضوه الذَكرى أن يقتحمه.
أنا سأظل أنا وهو سيَظل صفحةً مَطويه، صَفحه امتَصت المَلايين من مشاعرى.لم تَجِد ما تكتُبه ليُعبر عما تشعُر الآن سِوى هذه الكلمات، صِدقاً ولو إجتمع الثمانيةُ وعشرون حرفاً لوَصف ماتشُعر به لن يَكونوا بكَافيِّن. هى تشعُر بلذة الإنتصار ومَرارة الهَزيمه، راحة الدَائم وقَلَقْ المُضطرب. هى تشعُر بالفخر بنفسها لكَونها قويه وتستطيع تخطى ما تمُر بهِ بمُفردِها ولكن.. لكُل الإناث غريزه وهى غريزتُها اختلفت عن الأُخريات، هى تركت مَن تَحبه ويهواها وذهبت لمَن تَعشقه و ينساها.
حَاولت إِبهاج نفسها بأبسط الأشياء مِثل ارتداء منامتها الوَرديه المُفضَله وترتيب خُصيلات شعرها بدقه والتَعطُر ونهائياً ..الذِهاب للنوم.
*اليوم الثانى*
وها قد آتى يَومٍ جديد ليبعَثُ فينا شعور عدم الرِضا ورُبما بعض الحُب والتسامح.
حَركت رأسها مُستيقظه على صوت دقاتٍ ما على باب غُرفتِها، نظرت للوقت وجدته الواحده ظُهراً، قالت بصوتٍ ناعس: " تَفضل يا أبى ".
عندما دخل والدها الغُرفه وَضع على مَحياه إبتسامه لطيفه مثل ضوء الشمس المُنعكس على عيناها الآن، بدأ حديثه بِقول: " ظَننتُكِ ستنتظرينى حتى أعود، لأنى أُريد بعض التَفسيرات هُنا. " أزاحت إِڤان الغَطاء عن وجهها قائله: " اذاً؟ تفسيراً لتفسيراً حسنا؟ " هى أيضاً تُريد تفسيراً لبعض الأشياء!.
نظر لها وبدأ بسؤالها: " لما كُنتِ تبكى وتُحدثين نفسِكِ؟ " استقامت إِڤان بتَعجُب قليلاً وقالت: " لم أكُن أُحدثُ نفسى، مَن أخبرك لم يستوعب أنى كنتُ أتحدث للسماء.. إخبره أن أحياناً يُمكننا إِخبار السَماء بما لا يُمكننا أن نَبوحُ به لأشخاص. " يُوجَد بكُل حرف أخرجته لُغز.
ادركت هى أن هذا دورها لتحصل على تفسير صغير لحدثٍ ما كما فعل والدها، نطقت سريعاً قبل أن يتكلم وقالت: " لن أسألك كيف جئتُ لهُنا ولكنِ سأسلك.. ما الكلام الذى أخبرك الغريب الذى أحضرنى أنى كنتُ اتفوهْ به؟ " تتحدث مع والدها بِراحه وفضول وكأن شيئاً لم يكن!.
قال والدها: " هذا الغريب كما تُلقبينه أخبرنى أن.. ابنتك كانت تصرخ وتبكى ظناً منها أن لا أحد سوف يَسمعُها ولكنِ كُنت أُراقبُها طَوال اليَوم ولم تُلاحظ، أخبرنى أيضاً أنه أراد إِحتضانك والبُكاء معكِ على ما مضى ولن يَعود. أخبرنى أنه أراد إخبارك أن كُل شئ سوف يُصبح بخير ولكنه وجد نفسه يَلفُ ذراعيه حواليكى دون شعور. "
ذُهِلتْ إِڤان لما سمعت وسُرعان ما أجابت بسؤال آخر: " وما كانت ردة فعلك أبى؟ " هى مُتلهفه أن تسمع منه أنه وِبخه وأخبره أن ابنته كِنز وكلام الآباء المُعتاد لكنه صَدمها بِرده عندما قال: " ابتسمتُ له وقلتْ تشرفتُ بمِعرفتك بُنى. " صمتتْ إِڤان ناظره على فِراشها، الصَمتُ خيرُ كَلام.
عندما آوشك والدها على القيام بتساؤل أخر وجدها تركت السَرير واقفه مُتجهه لنافذة الغُرفه وتشاهد السماء تُثْلِجُ مُريحه رأسها على زُجاج النافذه مع ابتسامه دافئه.. لطالما كانت وستظل بالغه بعقلُ طِفله.
التفتتْ له وقالت بصوت خفيض: " صحيح أبى أتعلم من سكن بمَنزِل السيده آن القديم؟ " فا ابتسم ناحيتها قائلاً: " الشخص الذى أحتضنك، وهو نفسه الشَخص الذى يَدعونا اليوم على العَشاء فى مَنزله ويُدعى اتش. " اكملت إِڤان قائله بتعجب وموجهه نظرها نحو نافذة هذا الرجل: " وهو نفسه الشَخصُ الذى شعرتُ بين ذراعيه بآمانٍ فُقِد آثره مُنذُ سنوات. "