الجُزء السَابع.

251 32 12
                                    

#منظور_الكاتبه.

استيقظت اليوم مُبكراً على غير عادتها.. مُبكراً جداً إنها الآن الخامسه فجراً، الشمس لم تشرق بعد. قررت الذهاب لتفقد والدها في حجرته ربما يكون مستيقظ وتجلس معه بعض الوقت.

عندما ذهبت أمام باب الغرفه فتحته واضاءت الانوار ولم تجد والدها؛ أين هو؟ نادت عليه في بقية المنزل ولكنها لم تجده. اتجهت لغرفتها سريعاً وأخذت هاتفها ومعطفها وتوجهت للخارج وهي تتسأل في عقلها إلى أين من الممكن أن يتجه في هذا الوقت. اول مكان حتى بعقلها هو منزل الجار.. نزلت للأسفل وأغلقت بابا منزلها وراءها مسرعه.

دقه والثانيه وفتح هارى باب المنزل ولكن منظره لم يكن يوحي بالخير أبداً يبدو انه كان يبكي!, لقد ذهب قلقها على والدها ورغبتها في البحث عنه عندما رآته بهذا الشكل امامها، شعرت أنها تريد احتضانه ولكن هذا لا يصلح فا قامت بتجاهل كل هذا وسألته: " هارى، انا اسفه لإزعاجك في هذا الوقت ولكن هل رأيت أبي؟ "

اومأ هارى بخفه وقال: " نعم؛ كنت انظر من النافذه منذ نصف ساعه تقريبا ووجدته مُتجه بالسياره ناحية المكتبه.. حتى إنه لَوح لي وابتسم. " بحة صوته أكدت لها إنه كان يبكي، القلق على أبيها تلاشى من قلبها وحل محله الحُزن، شعرت وكأنها مسئوله عن جعله يبتسم الآن لذا فعلت شئ يتوجب فعله من وجهة نظرها، ترجلت من أمامه الى داخل الشقه وهي تقول: " بالطبع سوف تُرحِب باستضافتي الساعات القادمه. " شعرت بابتسامته أثناء رده: " بالتأكيد. " 

تحدثت هي مُحاوله إظهار الراحه في صوتها: " ألديك كولا؟ في ثلاجتك؟ ". هارى أومأ وقال: " يُمكنك الذهاب إلى المطبخ والتصرف مثل ما تُحبي. " هي رفضت قائله: " تعالى معي. " ونهضت ساحبه يده ومُتجهه نحو المطبخ.

إِڤان تعتقد إنها تبدو بلهاء للغايه فِ نظره، ولكن كونها بلهاء يجعله يبتسم.. ستظل بلهاء طوال حياتها. هي تعتبره صديقها الآن.

عندما دخلوا للمطبخ تنقلت عيناها بداخله محاوله خلق بعض الأفكار المرحه في رأسها وهاهي واحده!، "هارى" قالت وعقلها يبتسم بخُبث. نظر لها بمعنى 'نعم' فا أدارت عيناها على هدوئه وقالت: " أريد من هذه الجعه. " أشارت اعلى الثلاجه ولكن هارى قال: " لا، اعتقد انك تحت السن القانوني. " هي أصرت ثانيةً وهو رفض لذا هي تقدمت نحو الثلاجه وقامت بالوقوف على أطراف أصابعها مما جعلها تبدو لطيفه في نظر هارى ومستمع بتعذيبها أمامه وابتسم بخفه وبعد ذلك قرر التوجه لمساعدتها قائلاً: " يا قصيره دعيني اجلبه لكي. " هي قالت "لا"  بصوت مكتوم بسبب وقوفها على أطراف قدمها. صمم هارى وهي رفضت بصيحه وهي تُحرك يدها بعفويه فا جعلت عُلبة القَمح الأبيض تسقط فَوقهم جاعله منهم رجال ثلج يُغطيهم اللون الأبيض كاملاً.

فتحت إِڤان عيناها على مصرعيها غير مُصدقه ماحدث ثم سقطت ضاحكه على الأرض عندما نظرت لهارى، ثواني وسقط بجانبها هو الآخر. بدأت إِڤان الحديث قائله: " حسناً رجل الثلج، ماذا كان بك؟ " أرادت أن تعرف وبشده بإضافة انها أرادت ايضا جعله يتحدث عن ما بداخله من هراء يؤذيه.. توقعت مُماطلته بقول 'لا شئ' لكنها تفاجئت عندما قال: " سوف أُخبرك. " وأومأت له وهي تستمع باهتمام.

بدأ:
" كما يقولون اصدقائي ربما انا شخص غير سوي نفسيا وعاطفيا.. لا تستطيع أي فتاه جعلي أنام بجانبها أو أقع في حبها بسهوله، هم يرون هذا عيب وأنا أراه ميزه. حتى أن أحدهم ظن أني مثلي بسبب أني لا أواعد فتيات وايضاً كما يقولون أني فائق الجمال وانا لا أرى هذا مُطلقاً، اجتمعنا في يوم في الملهى كالمعتاد وفي هذا اليوم جاء صديقي بي ومعه فتاه خارج مجموعتنا المعتاده، هي كانت فائقة الجمال، أعني.. لم تجعلني اتعجب فتاه من جمالها قط مثلها، عندما سألته من هذه قال إنها صديقه قديمه له، تحدثنا سوياً طوال الليل ورقصنا من ثم تبادلنا الأرقام وذهبت. شئ ما بها عَلِق بداخل عقلي، صَبحتُ اليوم الثاني على مُهاتفتها لي بصوتها الملائكي.. اختصار هذا الكلام والروايه السخيفه، هي جعلتني أراها مختلفه، هي عرضت لي عالمها الخاص فقط عن طريق حروف. جعلتني أقع في حبها كما لم افعل من قبل. عندما تقربت مني فقط وعاصرت يومي الممل المُتكرر أحياناً وأفكاري الحمقاء عن المرح وملابسي الزهريه بدأت في التذمر وطلبت مني التغير وفعلت، تغيرت ولكنها لم تقدر أو ربما لم يكن هذا التغير الذي يأتي في بال أي فتاه عصريه مثلها. ابتعدت عني وبدأت في رؤيتي لا أصلح لها ".

توقف عندما وجد نفسه يبكى واقتربت منه إِڤان مُبتسمه بدفء وهي تقول: " أكمل؛ انا هنا لأستمع ".

أكمل: " تتذكرين ليلة العشاء؟ هي كانت من المفترض أن تكون معي لتستقبلكم ولكننا تشاجرنا وذهبت.. ذهبت ولكنها قررت ألا تعود ثانيةً وتركتني. أنا أحببتُها وليتني لم أفعل. "

هو كان مثل الذي أراح قلبه من حِمل مُزعج وثقيل عليه وهي كانت تفكر في كيفية جعله ينسى هذا الآلم.

ظل الصمت فتره وهي قطعته بقولها: " أيمكنُني إحتضانك؟ أعلم أن هذا غريب بيننا لأنني فقط جارت-- " قاطعها قائلاً: " هذا ما أحتاج. " هي نظرت له بدفء وضمته بين ذراعيها وقالت: " أتحب من يعبث بـ شعرك؟ " هو أومأ لها بدون أن ترى وجهه فا بدأت فِ هذه الحركه لإِراحته.

ظلوا على هذا الحال رُبما لساعات بدون نطق حرف وربما كل منهم يتبسم بين الحين والآخر، كانو يشعرون بالدفء سوياً. في بعض الأوقات نشعر وكأننا نُريد أن نشكر مواقف معينه أنها قد حدثت, نُريد إيقاف الوقت على حدث معين, عندما احتضنته شعرت كأن شئ يُرَد لروحها ثانية.. لم تكُن تعتقد أن مُجرد جسد ودقات قلب بين ذراعيها سيجعلوها تتناسى كل شئ. وهو وجدها كقارب النجاه.

بَائِعة الوَرد h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن