الفصل الخامس : سخرية القدر

23 1 0
                                    

حسنا يا صديقي ...... لنسرح بخيالنا معا قليلا ...... ولنفترض انك بنفس موقفي ...... ماذا كنت لتفعل ؟.

هل كنت ستفقد الامل في الحياة ؟ ......

ام كنت ستغضب لانك اصبت بهذا الوباء ؟ ....

او لنقل انك كنت ستلعن هذا القدر المحتوم عليك ؟ .....

لا ادري حقيقة ماذا كنت لتفعل ....... لكن اعتقد انك ستعرف ماذا سأفعل انا .

لم اعتد يوما على تسليم مصيري للقدر ........ فأنا مؤمن بأنك انت من تحدد مصيرك وليس القدر .

 
الضرورات تبيح المحظورات ......بالتأكيد سمعت هذا القول من قبل ......

لكن لا اعتقد انك فهمت معناه حقا ...... فوحده من وضع في هذا الموقف سيعرف .

الوقت يداهمني ...... لا اعرف ما قد يحدث لي في الايام المقبلة .... وبعد ما حدث لزيد علمت انه يمكن ان ادخل المرحلة الثالثة في اي وقت .....

لنعود للقول السابق للحظة ...... لنفترض ان شخصا ما حاول ان يقتلك ....... ماذا كنت لتفعل ؟

اتتركه يقتلك ؟...

او تقتله انت اولا ؟ .....

اعتقد اني اعرف اجابة هذا السؤال مسبقا يا صديقي فلا تزعج نفسك بالاجابة ....

لنقل ان حياتك بيد شخص اخر ...... بالتأكيد لن تقبل بذلك ...... لكن ..... هل ستقتل هذا الشخص لتحصل على حريتك ؟ ....

انا سأفعل! .....

قبل هذا الوباء لم اكترث بحياتي حقا ...... فكل شيئ كان روتيني ...... لم اعلم ما قيمة حياتي حقيقة ..

لكن لنقل ان لكل شخص حياتان ...... الثانية لا تبدأ الا عندما يدرك انه يمتلك حياة واحدة فقط ......

سأصل لتلك المدعوة ليلى بأي ثمن .....

فحياتي متوقفة عليها ....... وان اضررت .....

سأقتلها ....

نحن البشر متوقعون للغاية ........ يمكن الاحتيال  علينا بكل سهولة .... كل ما تحتاجه هو قليل من الذكاء والملاحظة ...... والتحايل على بعض الاعراف والقوانين .....

لم ادرك يوما كم كان هذا سهلا ! ......

ان فكرت قيلا ستدرك ان كل ما احتاجه للدخول الى المبنى هو ان يعتقد الجميع اني طبيب ....

وبفضل تلك الاعتقادات التي نمتلكها ونتعامل بها في حياتنا اليومية لا يوجد اسهل من ذلك .......

هل فكرت يوما عند رؤيتك للضابط المرور هل هو حقا ضابط مرور ؟......

عند دخولك الى المشفى هل تأكدت بأن الطبيب الذي يعالجك هو حقا طبيب ؟ ...... الا توجد احتمالية بأنه محتال ؟ ..... بالطبع لم تفعل ...... وصدقني .... الخطأ لا يقع على عاتقك يا صديقي .....

فتلك المعتقدات هي المشكلة .......  الزي الموحد .... هو من اعماك عن كل هذا ..... فعند رؤيتك لمعطف الطبيب آمنت ايمانا تاما بأنه طبيب .....

نعم .... الامر بتلك السهولة .....

الجزء الصعب في الموضوع هو ان احصل على هذا المعطف .....

ولكن ...... وبفضل طمع البشر وهن هذا ايضا .....

الفضل لطمع هذا الجندي ........ المسؤول عن احضار تلك المعاطف الى المنشأة ....

نحن البشر كائنات عاطفية ..... تميل الى التصرف بعاطفية اكثر من ميلها للتصرف بمنطقية .....

بمجرد ما اغريته بمبلغ من المال و ذكرته بكم سيكون اطفاله سعداء بالهداية التي يمكن ان يحضرها لهم بهذا المال وافق على الفور على ان يعطين هذا المعطف ....... بشرط ان اعيده اليه مرة اخرى ..... وماذا احتاج اكثر من هذا ...... كل شيئ يسير حسب المخطط له بالضبط ....

هل صدقتني الان عندما اخبرتك بأنك انت من تتحكم بمجريات حياتك وليس القدر ؟ ......

اعطاني المعطف ...... ارتديته ........ وتنفست بعمق ........

ثم تحركت متجها للمبنى الاول .....

امسكت هاتفي واضعه على اذني......... وزيفت ملامح الغضب على وجهي ..... اعتقد انك ستسألني لماذا .....

حسنا لنقل ان شخصا ما شك بأمري ....... وقرر ان يسألني من اكون ..... هل سأدعه يكشف امري ؟ ......

بالطبع لا ...... ولكن ان كنت اتحدث بالهاتف لن يحاول ان يتكلم معي ..... وقد كان .

دخلت من امام كل الجنود ....... لم يفكر احدهم ان يقاطعني وانا على الهاتف ليسألني من اكون ......

كم نحن متوقعون ........ اكملت طريقي الى جزء المصابين....... لكن كيف سأعرف اين هي غرفة ليلى ......

لم اتذكر ان اضع حلا لذلك .......... ما العمل ؟!...... هل فشلت الخطة ؟ ...... لا ..... لا ....... لن اسمح لهذا بالحدوث ...... فكر .... فكر .......

ثم جائتني ........ وجدتها ....... تذكرت ذلك الجندي الذي رافقني خارج غرفة الطبيب ......

لقد قال لي شيئ عن عدم السماح للجنود بالتواجد في غرفتها .......

اذا لن يتواجد اي جنود حول غرفتها بالتأكيد .....

اعرف عن ماذا ابحث الان ......

تابعت بحثي عن الغرفة المنشودة ........ وجدتها !...... ها هي الغرفة ....... لا يوجد اي جندي بجوار تلك الغرفة ! ........
بعكس جميع الغرف الاخرى التي يحرسها على الاقل جنديان ......

تقدمت ببطئ ........ تسارعت دقات قلبي ....... حان وقت اللقاء ...... اخيرا ...... سأعرف الحقيقة ....

امسكت مقبض الباب وادرته ....... دفعته ببطأ ..... وعندما خطوت اول خطوة داخل الغرفة كانت المفاجئة .........

لقد سمح لي القدر بكل هذا ...... لكنه قرر ان يكون اخر الضاحكين ......

ولسخرية القدر بمجرد اقترابي منها ..... . ... وقعت ارضا مغشيا علي .........

plague - الوباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن