الفصل الاول : بداية النهاية

85 4 0
                                    

نائم على فراشي في احد المنازل باحد المناطق المزدحمة بمدينة لم يعد بها شيئ غريب .... او هذا ما ظننت قبل ان يبدأ كل شيئ ... بداية النهاية كما احب ان اطلق عليها ....
استيقظت كعادتي في الصباح الباكر .... نفس الروتين اليومي المعتاد .... البيت يسوده الهدوء والسكينة ... ولما لا ، فانا اعيش وحيدا في شقتي الصغيرة ... لا اهتم بما يحدث في هذا العالم ما دمت سالما .... مشكلات سياسية و نزاعات دولية ... كل هذا لم يعنيني يوما ولم اظن انه سيعنيني ... ارتديت ملابسي و خرجت من شقتي .

:ادم ... كيف حالك يا رجل ...

قال : بصوت مزعج جاري احمد معللا ذلك بطول مدة عدم اللقاء بيننا

ردت عليه محاولا الا اكون وقحا ...

: بخير حال يا احمد ... كيف حالك وحال زوجتك مي

-بخير حال ... كنت اريد ان ادعوك للعشاء معنا اليوم فقد مر وقت طويل على لقاءنا ..

لم اجد ما قد يمنع ذلك من الحدوث فأجبته

= حسنا ... سأكون هناك ..متى الموعد ؟

اجابني احمد

-الساعة الثامنة مساءا ... سنكون بانتظارك..

=حسنا ... سأكون عندك بالموعد المحدد...الى اللقاء

خرجت من بوابة المبنى واتجهت نحو سيارتي متجها الى عملي ...
الزحام المعتاد لهذه المدينة .... و يوم اخر معتاد في العمل ...

عدت الى منزلي في الساعة السابعة مساءا ... استعدت للقاء جيراني و احضرت لهم هدية صغيرة لاعبر لهم عن شكري لدعوتهم اللطيفة على العشاء ...

رنت الساعة معلنة انها الثامنة وانه حان موعدي ...

خرجت من شقتي وطرقت بابهم ...

-مرحبا ادم ... تفضل تفضل بالدخول فالعشاء جاهز ..

=شكرا يا احمد ... وهذه هدية صغيرة ارجو ان تعجبكم ..

- لم يكن لها داع... شكرا لك

دخلت وانضممت لهم على العشاء

= الاكل لذيذ جدا .... سلمت يداك يا مي

- ارجو ان يكون قد اعجبك ....

= نعم للغاية شكرا لك.....

انتهينا من تناول الطعام وجلسنا نتسامر امام التلفاز ..لم اكن من هواة التلفاز يوما ولكن راق لي الحديث... ولكن جذب انتباهي الخبر المعروض ....

((*اصابة اثنا عشر شخص بمرض مجهول يؤدي لنزيف مستمر من الاذنين* ))

لم اكن طبيبا يوما او ادعي معرفتي به ولكن اثنا عشر حالة رقم يدعو للقلق....

لم اعر الموضوع اهتمام كبيرا واكملنا الحديث حتى نهاية الامسية ...

=شكرا لكم على الامسية اللطيفة وارجو الا اكون قد ازعجتكم ...

اجابني احمد

- لا لقد استمتعنا بوقتنا معك ونتمنى ان تقوم بزيارتنا مجددا في وقت قريب ...

عدت الى شقتي وقمت بتغير ملابسي وعدت الى فراشي بعد هذا اليوم الحافل .... لم اخذ وقتا طويلا حتى غرقت في النوم ...

اتذكر تلك الليلة بكل وضوح ... فالحلم الذي حلمت به كان مزعج للغاية ... حلمت بهذا المرض الجديد وقد اصابني .... اتذكر كم كنت متألما ... اتذكره بكل وضوح ....

استيقظت في صباح اليوم التالي ... متعرقا كأني كنت استحم .... قمت من فراشي وغسلت وجهي حامدا الله اني استيقظت وانه كان مجرد حلم عابر او هذا ما ظننت ...... فتحت التلفاز حتى اتابع اخر اخبار المرض الجديد ...

((ارتفاع عدد المصابين الى ١٠٣ ووفاة ٥ اشخاص ))

اصابني الذهول ! كيف ازداد عددهم بتلك السرعة ... وما لبث هذا الذهول حتى تحول الى خوف .... توفي ٥ اشخاص ... ان هذا المرض لابد ان يكون خطيرا ليقضي على خمسة اشخاص بليلة واحدة ..

قضيت اليوم في شقتي افكر في ما قد يحدث ولكن توقفت كل افكاري عندما رأيته ...

دم يسيل من اذني ....

اقسم اني سمعت نبض قلبي وهو يتوقف للحظة ثم يعود للتسارع بجنون .....

كيف؟...لما؟...لماذا؟؟

لم اشعر بنفسي الا وانا بالمستشفى اعدو كالمجنون .......

حتى امسكوني وادخلوني للطبيب .....

-اهدأ ... اهدأ ...... حاول ان تسيطر على اعصابك

=كيف اهدأ هل انت مجنون !؟.... اجبته صارخا في وجهه

-ارجوك حاول ان تتماسك واخبرني ما اسمك ....

= اسمي ادم .... ارجوك ساعدني لا ادري ما حدث لي ... لقد وجدت اذناي تنزفان دون سبب ...

-لا تقلق سوف نساعدك .... لكن يجب عليك ان تهدأ ...

تمالكت اعصابي خارجيا لكن ما زلت ارتجف من الداخل .....

-سنحتاج الى عمل بعض الفحوصات حتى نعرف ما بك ....

=حسنا...

قام الطبيب باخذ عينات الدم اللازمة وقاموا باحتجازي بالمشفى لاشتباههم اني مصاب بالوباء الحديث .....
اوه الم اخبرك ؟.....لقد صنف كوباء واعلن عن اكتشافه في دولتين اخرتين .....

*صوت طرق على باب غرفتي *

  طرقتان هادأتان ادخلتا الرعب في قلبي.....

دخل الطبيب بوجه خالي من التعابير ....

- استاذ ادم ..... انا اسف لاخبارك بهاذا .... ولكن نتائج الفحوصات جائت موجبة ... انت مصاب بالوباء .....

جمدت تعابير وجهي وانا انظر له مصدوما لكن ليس من الخبر ..... بل لاني علمت ذلك حتى قبل ان يقوله ....

plague - الوباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن