لأول مرة منذ ظهور مروان نامت ندى جيداً فلقد كانت مرهقة جداً.... في اليوم التالي ذهبت إلى المكتب و إحساس بالكسل يتملكها و لم تكن لديها أي رغبة بأن تعمل لكنها عادت و أخبرت نفسها أن اليومين السابقين كانا خارجين عن المألوف و آن لها أن تعود للواقع عليها أن تعمل لتعيل ابنها فهي وحيدة و ذكرت نفسها بقسوة أنت وحيدة فلا زوج و لا معين و ظهور مروان المفاجئ لا يعني شيء أبداً عندما وصلت بتفكيرها إلى مروان أحست بالحنق يجب أن لا تنجرف أو تترك نفسها عرضة لأن تبني آمالاً....ما إن دخلت المكتب حتى نست كل شيء و انهمكت في العمل و عند الظهر اتصلت صفاء :
أنا آسفة يا ندى أعلم أنني تغيبت عن العمل بما فيه الكفاية و أرغب....قاطعتها ندى :
لا يا عزيزتي.... لا عليكِ إن الأمور كلها تسير على ما يرام.
قالت صفاء : أعلم أنك مسيطرة على الوضع لكنني سأحضر غداً.
قالت ندى : لا...لا تسرعي بالعودة إلى العمل فلا أريدك أن تعودي إلى المرض.
اعترضت صفاء : لكن....
قاطعتها ندى :لا يوجد لكن صدقيني يا حبيبتي لو أن هناك ما يسوء في المكتب لكنت أخبرتك استردي عافيتك فأنا أعلم أن المرض كان قوياً جداً...... أكملت مازحةً : كما أنني سأحرص على أن تعملي كثييييراً عندما تعودي.
ضحكت صفاء و شكرت لندى تفهمها و اهتمامها. أغلقت ندى السماعة و هي تتنهد ارتياحاً و تساءلت ترى ماذا ستفعل عندما تعود صفاء للعمل فهي تعرف أن مروان ما يلبث أن يحط عليها أثناء عملها....تركت التفكير في هذا الموضوع فهي لا تعرف ما الحل و بدأت مرة أخرى بالعمل....بعد الظهر انهالت عليها الاتصالات و كأنها تغرق في العمل لقاء يومين الراحة الخارجين عن المألوف التي نعمت بهما .بعد أن صلَّت ندى العصر و عادت للعمل اتصل بها "مأمون" و هو صاحب شركة دعايا صغيرة لكنها ناجحة....منذ أن وصلت ندى للأقصر _منذ خمس سنوات_ تعرفت عليه و هي تعزو دخولها سوق العمل بسهولة لمساعدته لها رغم اعتراضه على كلامها فدوما ما كان يقول لها :
يا ابنتي لك عقل راجع و عينين تحسان بالجمال و خبرة لا يستهان بها و هذه الأمور الثلاثة هي التي هيأت لك النجاح . كما أن مأمون صار من أهم زبائنها فهي تصور له مختلف أنواع الصور. اتصل بها ليطلب نسخة عن صور قديمة كانت التقطتها له من عدة شهور فقالت له :
ارسل لي الصور على جهازي و سوف التقط لك نفس المشاهد إن لم استطيع أن اطبعها لك بنفس الجودة. رفض :
يا عزيزتي لن تكون نفسها أريدها هي.
قالت :اهااا هل تقصد أنك تريدها نفسها من نفس الفيلم الأصلي.
قال بارتياب :نعم....هل اثقل عليك يا ابنتي؟.
ابتسمت :لا أبدا سوف ابحث لك عنها فأنا احتفظ بكل الأفلام القديمة.
أنت تقرأ
ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه Fatema Elsabahy **ملخص** كانت ندى تعدل حامل الكاميرا على كتفها باعياء عندما لمحته.... ذلك الشخص الذي تكاد تقسم إنه يشبه إلى حد بعيد....زوجها،إنها المرة الثالثة التي تراه فيها لقد بدأت تظن أنها تهذي من شدة إرهاقها فهي...