الفصل الثالث عشر

8.2K 292 2
                                    

أمضت ندى معظم و قتها في التنزه و التصرف كأنها سائحة و طبعاً شاركها في ذلك مهند و نسرين و ابنتها كما لم يتوقفوا طوال ثلاثة أيام عن ابتياع كل ما تقع يديهما عليه من ملابس لهما _ندى و نسرين_ و الطفلين أيضا حصلا على كل ما يطلبانه من الألعاب حتى قررت ندى إنه يجب أن يوقفوا حمى الشراء التي أصابتهم و إلا ستعلنان إفلاسهما و حذرت نسرين ممازحة: عندما يعود زوجك سوف يقتلك أو يجعلك تعملين لقاء ما بذّرتيه.
كل يوم كانت ندى تتصل بصفاء التي كانت تخبرها دوماً و باختصار _كأنها تود أن تنهي المكالمة بسرعة_ أن العمل على ما يرام . بعد مرور الخمسة أيام استغربت ندى عدم اتصال صفاء طوال هذه المدة لسؤالها عن أي شيء كما أن مروان أيضاً اختفى من الأجواء.... و كأن تفكيرها به جعله يتصل. عندما رفعت السماع سمعت صوته و قد ملأه المرح: أهلاً نسرين...هل زوجتي عندك؟. عندما لم ترد ندى قال:

اها...من المؤكد انك أميرتي أخبريني ما أخبار العطلة؟.

قالت و هي تجتهد للحفاظ على هدوءها فمن جهة استفزها كلامه و من جهة أخرى فرحت جداً بسماع صوته:

إن لم تتكلم بهذا الشكل فلن تكون مروان... و خاصةً بعد هذا الغيبة الطويلة.

قهقه ضاحكاً: هل تُراكِ اشتقتي لي أميرتي نادو.

قالت متذكرة: بمناسبة اميرتك نادو...هل حقاً كما سمعت...

قاطعها: نعم اسم اليخت كما سمعت.

قالت: هل... لكن....

قال: و نعم اسميته تيمناً باسمك هل في ذلك شيء غريب يا أميرتي. نظرت ندى للسماعة ياإله السموات ها أنا أغرق حتى ذقني في بحر لطفه...

قال مروان: ندى...هل مازلت معي على الخط.

انتبهت ندى: ها؟ ماذا؟ آه...نعم عودة للموضوع الرئيسي لقد كنت تسألني عن "عطلتي المنتهية" _ و شددت على الكلمتين_

قال: لا يا صغيرتي ليست منتهية فنحن آخر الأسبوع وشيء طبيعي أن غداً عطلة الأسبوع امامك يومان آخران.

قالت مؤنبة: لقد كنت تعرف...حسبتها بشكل صحيح...إنت...

قال ضاحكاً: أعلم...اعلم أنا داهية بشكل رائع يخطف الانفاس.

قالت مفكرة "تماماً...يخطف الانفاس تماماً" و تمنت ان يتوقف عن الضحك بهذا الصوت العالي فكيف لها ان تفكر بشكل سليم و هو ما يلبث ان يقهقه ضاحكاً... لقد حُرمت من هذه الضحكة الآسرة لمدة خمس سنوات و ها هي خلال خمس دقائق تهاجم بسلسلة كاملة منها.

هتف بها: هاااي هل علي ان أطلب من نسرين ان تهزك كل دقيقة لتركزي معي و انا اتحدث لكي لا أضطر لان أكرر كلامي.... أنهت ندى المكالمة بعد ان أخبرته ان هذه العطلة كانت نعيم و أنها أصبحت مستعدة لتعمل لمدة عشر سنوات متواصلة دون توقف ضحك من كلامها و اخبرها انه سيمر بها بعد العطلة الأسبوعية.
***
بعد ان عادت للمكتب أخبرتها صفاء كم كان مروان "مدهش" في العمل و هذا ما ادهش ندى...هل حقاً مروان ساعد صفاء في العمل؟!!.

قالت صفاء: لا إنه لم يساعد بل قام بمعظم العمل لقد كان يقوم بالتصوير و مأمون كان يذهب بالصور للمعمل لإظهارها ...لقد لبينا الكثير من الطلبيات.

أرتها صفاء عينات من صور مروان و سلمتها الإيصالات :

لقد كان مروان يورد المال في حسابك. أخذت ندى الصور و ذهبت لغرفتها و هي تتأملها...إنها جميلة فعلاً....بمجرد ان جلست إلى مكتبها رن جرس الهاتف الداخلي و اخبرتها صفاء إنه مأمون.

حوّلت لها المكالمة: حمداً لله على سلامتك يا ابنتي ... و لي عتاب معك لإخفائك هذا الزوج الرائع عني.

احمرت وجنتيها حرجا "حتى مأمون" قالت لتغير الموضوع:

شكراً لك أيها الجد موون فأنا أعرف أن لك دور في غيبتي هذه عن العمل.

ضحك: لن انكر كما أنه سيكون لي دور بأن تباشري في العمل حالاً فلتفرحي و تشكريني.

ضحكت ندى: أنت دوماً مصدر فرح لنا أنا و مهند اما بالنسبة للشكر فأنت تعرف.

قال بمحبة: أعلم يا ابنتي ... إنني أمزح لا أكثر إليك بالعمل أريدك أن تجري مقابلة مع هذا الشخص. أعطاها اسم بدا لها مألوفاً و بعد ان سألته أخبرها أنه كاتب مشهور لكنه متقاعد منذ فترة و لم يسمح بأي مقابلة معه منذ تقاعده .

سألته: لكن ماذا تريدني ان أفعل تحديداً؟ فأنا لست بصحفية.

قال: قصدت ان ما تقومين به سيدعم مقالة عنه...كأنك ستقومين بمقابلة صحافية لكنها تصويرية.... صور له و لكتبه و لمنزله الذي يعيش فيه في عزلة لا يقطعها أحد.

سألت: و هل سأقتحم منزله و أُشهر كاميرتي في وجهه؟ كيف سأفعل هذا و خاصةً أنك أخبرتني للتو أنه يحب العزلة؟.

ضحك مأمون: لا لن تلجئي للعنف فلا إشهار لأي أسلحة إنه موافق و قد اُجريت معه المقابلة أصلاً لكن لم تُلتقط له صور لتكون مع المقالة فهو كما قال يرفض أن تُؤخذ له صور شبه سيئة حتى و لو أراد أحد صور له فلتكون على يد خبيرة.

قالت ندى ساخرة: يبدو أن هذا الرجل عنده كمية لا بأس بها من العجرفة.... اتمنى أن يكون على قدرها من الوسامة و إلا لضربته بالكاميرا على رأسه.

ضحك مأمون: لا أشك بذلك يا ابنتي هيا اكتبيالعنوان و الموعد.    

ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن