أمضت ندى معظم و قتها في التنزه و التصرف كأنها سائحة و طبعاً شاركها في ذلك مهند و نسرين و ابنتها كما لم يتوقفوا طوال ثلاثة أيام عن ابتياع كل ما تقع يديهما عليه من ملابس لهما _ندى و نسرين_ و الطفلين أيضا حصلا على كل ما يطلبانه من الألعاب حتى قررت ندى إنه يجب أن يوقفوا حمى الشراء التي أصابتهم و إلا ستعلنان إفلاسهما و حذرت نسرين ممازحة: عندما يعود زوجك سوف يقتلك أو يجعلك تعملين لقاء ما بذّرتيه.
كل يوم كانت ندى تتصل بصفاء التي كانت تخبرها دوماً و باختصار _كأنها تود أن تنهي المكالمة بسرعة_ أن العمل على ما يرام . بعد مرور الخمسة أيام استغربت ندى عدم اتصال صفاء طوال هذه المدة لسؤالها عن أي شيء كما أن مروان أيضاً اختفى من الأجواء.... و كأن تفكيرها به جعله يتصل. عندما رفعت السماع سمعت صوته و قد ملأه المرح: أهلاً نسرين...هل زوجتي عندك؟. عندما لم ترد ندى قال:اها...من المؤكد انك أميرتي أخبريني ما أخبار العطلة؟.
قالت و هي تجتهد للحفاظ على هدوءها فمن جهة استفزها كلامه و من جهة أخرى فرحت جداً بسماع صوته:
إن لم تتكلم بهذا الشكل فلن تكون مروان... و خاصةً بعد هذا الغيبة الطويلة.
قهقه ضاحكاً: هل تُراكِ اشتقتي لي أميرتي نادو.
قالت متذكرة: بمناسبة اميرتك نادو...هل حقاً كما سمعت...
قاطعها: نعم اسم اليخت كما سمعت.
قالت: هل... لكن....
قال: و نعم اسميته تيمناً باسمك هل في ذلك شيء غريب يا أميرتي. نظرت ندى للسماعة ياإله السموات ها أنا أغرق حتى ذقني في بحر لطفه...
قال مروان: ندى...هل مازلت معي على الخط.
انتبهت ندى: ها؟ ماذا؟ آه...نعم عودة للموضوع الرئيسي لقد كنت تسألني عن "عطلتي المنتهية" _ و شددت على الكلمتين_
قال: لا يا صغيرتي ليست منتهية فنحن آخر الأسبوع وشيء طبيعي أن غداً عطلة الأسبوع امامك يومان آخران.
قالت مؤنبة: لقد كنت تعرف...حسبتها بشكل صحيح...إنت...
قال ضاحكاً: أعلم...اعلم أنا داهية بشكل رائع يخطف الانفاس.
قالت مفكرة "تماماً...يخطف الانفاس تماماً" و تمنت ان يتوقف عن الضحك بهذا الصوت العالي فكيف لها ان تفكر بشكل سليم و هو ما يلبث ان يقهقه ضاحكاً... لقد حُرمت من هذه الضحكة الآسرة لمدة خمس سنوات و ها هي خلال خمس دقائق تهاجم بسلسلة كاملة منها.
هتف بها: هاااي هل علي ان أطلب من نسرين ان تهزك كل دقيقة لتركزي معي و انا اتحدث لكي لا أضطر لان أكرر كلامي.... أنهت ندى المكالمة بعد ان أخبرته ان هذه العطلة كانت نعيم و أنها أصبحت مستعدة لتعمل لمدة عشر سنوات متواصلة دون توقف ضحك من كلامها و اخبرها انه سيمر بها بعد العطلة الأسبوعية.
***
بعد ان عادت للمكتب أخبرتها صفاء كم كان مروان "مدهش" في العمل و هذا ما ادهش ندى...هل حقاً مروان ساعد صفاء في العمل؟!!.قالت صفاء: لا إنه لم يساعد بل قام بمعظم العمل لقد كان يقوم بالتصوير و مأمون كان يذهب بالصور للمعمل لإظهارها ...لقد لبينا الكثير من الطلبيات.
أرتها صفاء عينات من صور مروان و سلمتها الإيصالات :
لقد كان مروان يورد المال في حسابك. أخذت ندى الصور و ذهبت لغرفتها و هي تتأملها...إنها جميلة فعلاً....بمجرد ان جلست إلى مكتبها رن جرس الهاتف الداخلي و اخبرتها صفاء إنه مأمون.
حوّلت لها المكالمة: حمداً لله على سلامتك يا ابنتي ... و لي عتاب معك لإخفائك هذا الزوج الرائع عني.
احمرت وجنتيها حرجا "حتى مأمون" قالت لتغير الموضوع:
شكراً لك أيها الجد موون فأنا أعرف أن لك دور في غيبتي هذه عن العمل.
ضحك: لن انكر كما أنه سيكون لي دور بأن تباشري في العمل حالاً فلتفرحي و تشكريني.
ضحكت ندى: أنت دوماً مصدر فرح لنا أنا و مهند اما بالنسبة للشكر فأنت تعرف.
قال بمحبة: أعلم يا ابنتي ... إنني أمزح لا أكثر إليك بالعمل أريدك أن تجري مقابلة مع هذا الشخص. أعطاها اسم بدا لها مألوفاً و بعد ان سألته أخبرها أنه كاتب مشهور لكنه متقاعد منذ فترة و لم يسمح بأي مقابلة معه منذ تقاعده .
سألته: لكن ماذا تريدني ان أفعل تحديداً؟ فأنا لست بصحفية.
قال: قصدت ان ما تقومين به سيدعم مقالة عنه...كأنك ستقومين بمقابلة صحافية لكنها تصويرية.... صور له و لكتبه و لمنزله الذي يعيش فيه في عزلة لا يقطعها أحد.
سألت: و هل سأقتحم منزله و أُشهر كاميرتي في وجهه؟ كيف سأفعل هذا و خاصةً أنك أخبرتني للتو أنه يحب العزلة؟.
ضحك مأمون: لا لن تلجئي للعنف فلا إشهار لأي أسلحة إنه موافق و قد اُجريت معه المقابلة أصلاً لكن لم تُلتقط له صور لتكون مع المقالة فهو كما قال يرفض أن تُؤخذ له صور شبه سيئة حتى و لو أراد أحد صور له فلتكون على يد خبيرة.
قالت ندى ساخرة: يبدو أن هذا الرجل عنده كمية لا بأس بها من العجرفة.... اتمنى أن يكون على قدرها من الوسامة و إلا لضربته بالكاميرا على رأسه.
ضحك مأمون: لا أشك بذلك يا ابنتي هيا اكتبيالعنوان و الموعد.
![](https://img.wattpad.com/cover/138109226-288-k117109.jpg)
أنت تقرأ
ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه Fatema Elsabahy **ملخص** كانت ندى تعدل حامل الكاميرا على كتفها باعياء عندما لمحته.... ذلك الشخص الذي تكاد تقسم إنه يشبه إلى حد بعيد....زوجها،إنها المرة الثالثة التي تراه فيها لقد بدأت تظن أنها تهذي من شدة إرهاقها فهي...